"الملوخية" و"المخرطة" سلاح هبة صالح لانتقاد الدولة (حوار)
حوار – يسرا سلامة:
على صفحات موقع التواصل الاجتماعي، انتشرت صورتها، تجلس القرفصاء، تعمل على تخريط ملوخية خضراء، نفس اسم العرض الخاص بها، "هبة صالح".. والتي حصلت به علي الجائزة التشجيعية لصالون الشباب الفنية في دورته السادسة والعشرين في المجال الفني "البيرفورمانس" أو الأداء الحركي، تحت رعاية وزارة الثقافة.
الفنانة التشكيلية الشابة والحاصلة على الماجستير بالفنون التشكيلية، تعرضت لموجة بين السخرية والدفاع عما تقدمه، وذلك فور انتشار صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كان الجدل بين فريقين، واحد رأي في العمل تفاهة لا ترقي لجائزة الشباب، وآخر أحسن على العمل الذي يرصد أزمة في الدولة ومؤسساتها في التعامل مع المبدعين، صاحبة "الملوخية الخضراء" تتحدث إلى مصراوي عن تفاصيل العرض والجائزة.
بداية.. وما هو فن "البريفورمانس" الي حصلتي به على جائزة الشباب؟
ما قدمته يعرف باسم فن الأداء الحركي ويعني التجهيز في الفراغ بواسطة الجسد البشري بجانب مجموعة من الأدوات، تهدف لإيصال رسالة محددة من هذا العرض، ويكون الأداء الحركي تجربة ذاتية خالصة، و"ملوخية خضرا" من الأعمال المركبة، تستخدم الصور والصوت وليس الحركة فقط، حيث أن العروض الحركية تعرض تجربة من يؤديها في المجتمع.
وما معنى استخدامك لـ"الملوخية الخضرا" في العرض؟
اخترت الملوخية لأنها نبات اعتاد المصريون استخدامه في الطعام، وهو جزء من الثقافة المصرية، كما يعده كل إقليم في مصر بطريقة مختلفة، ومنذ أيام الفراعنة، وأصبحت أكلة مصرية مميزة، وتم الاهتمام بها وتعميمها على هيئات وقطاعات الدولة لرعايتها، وهى رمز في العمل.
هذا يعني أن الملوخية رمزا في العمل؟
العرض يأخذ من "الملوخية" رمزا للانتقاد، ففي العرض تقوم على الملوخية بنية تحتية كاملة، وتصنع منه الدولة نظرية، ثم تخصص له استراتيجية، ويتم إعادة هيكلة "الملوخية" مرة أخرى، كل هذا رمزا لما يحدث في الواقع بالفعل، والذي يجسده العرض بأن الملوخية "الوجبة النهائية" لا تصل للناس، بعد أن أقوم بالتخريط مرات ومرات.
كيف مزجت بين العرض ونقد وزارة الثقافة؟
العرض هو نقد كامل لوزارة الثقافة من خلال تجربتي، فالملوخية تجسد في العمل الحركي ما تقوم به وزارة الثقافة تجاه الجمهور، فالوزارة لديها ميزانيات وخطط واستراتيجيات، لكن الراوتب تضيع على الموظفين، ولا يصل المنتج الثقافي بكفاءة إلى الجمهور من الناس، فكم شخص الآن يعرف مكان قصر الثقافة القريب منه، وسط عدد كبير من المؤسسات الثقافية.
حدثينا عن العرض بشكل أكبر؟
أقوم فيه بتخريط الملوخية، والخرط يجسد فكرة الروتين، وصوته يستمر حتى بعد أن أتوقف، في إشارة للإزعاج المستمر، بجانب الكلمات المتواجدة في الخلفية، مثل الإلتزام بتنمية الملوخية والبنية التحتية لها، وآخره لتجسيد رمزية الصورة.
لمشاهدة الفيديو
ملوخية خضراءفيديو اداء عرض تجهيز بيرفورمانس (ملوخية خضراء) صالون الشباب الدورة 26 لسنة2015اداء: الفنانة هبة صالح الموقع: قصر الفنون بدار الاوبراة المصريةمفهوم العمل :ملوخية خضراء (تجربة ذاتية)ملوخية كلمة مصرية تعنى النبات الساماستخدمت من قبل الهكسوس لتعذيب المصرين بانهم يعطوهم هذا النبات لكى يقتلوهم ولكن لم يمت المصرين واصبحت من احلى الاكلات المصرية المتميزة وتم الاهتمام بها وتعميمها على هيئات وقطاعات الدولة لرعايتها. هبة صالح 2015Molokhia khadra personal experience Molokhia Egyptian word meaning poisonous plant Used by the Hyksos tortured Egyptians that they give them this plant in order to kill them, but did not die Egyptians and became one of the best Egyptian Meal and Its functions were distributed to the bodies and sectors of the state to take care ofHeba Saleh 2015
Posted by Heba saleh on Monday, November 30, 2015
هل تخوفت من عدم حصولك على الجائزة من الوزارة التي تنتقدينها؟
في البداية تخوفت من أن يطلب أحد التعديل في العرض، لكني عرضته في نطاق حرية الإبداع وتحت قيادة وزارة الثقافة، و"مش دوري إني أجمل صورة الوزارة"، لكن أن انتقد في مجالي وبفني، وبشكل عام الأعمال الفنية لديها احتمالات للتأويل، فهناك من رأى أن الملوخية تجسد "الدولة" والروتين بشكل عام، وربما هناك تفسيرات أخرى، لكن تجربتي الذاتية تشير إلى تجربتي مع وزارة الثقافة، فأنا وزملاء لدينا خطط لتطوير وزارة الثقافة، لكن هذه الخطط لا يتم تفعيلها، ويبقى الحال كما هو عليه.
وكيف بدأ تشجيع قيادات الوزارة معك؟
في إحدى صور العرض يظهر رئيس القطاع بالوزارة حمدي عبد العاطي، وكومسير الدورة الشباب خالد زكي، ولم يكن مقصودا ظهورهم في الصورة، لكنهم وافقوا على فكرة العرض، التي تنتقد أداء الوزارة، كما ظهرت صورا من جمهور تفاعل مع معنى العرض.
في رأيك كيف يتم إصلاح ذلك الوضع الذي انتقدتيه في العرض؟
أولا وزارة الثقافة بعيدة عن الجمهور، لآن الثقافة المصرية القديمة وأيضا الثقافة الشعبية كانت في مستوى أفضل كثيرا عن الآن، ويحدث الإصلاح بالتعليم أولا، وتربية النشء على زيارة المتاحف والمسارح، بالإضافة لفتح نوافذ من وزارة الثقافة على الجمهور، فدار الأوبرا على سبيل المثال يدخلها القليل جدا، "إحنا بنكلم بعض كمثقفين"، بالاضافة إن وسائل الإعلام بتصورنا على إننا "بوهميين" ولا يفهمنا الناس، بجانب وجود الأقارب في الوزارة ككل.
في رأيك.. الدولة لا تهتم بالثقافة؟
طبعا.. وتهتم بالسياحة الشاطئية على حساب السياحة الثقافية، على الرغم من أن الثقافة هى المرصد الأول للسياحة في كل دول العالم، وهذا بدوره أثر على مستوى الثقافة الجماهيرية، لكن في الأساس الدولة لم تعد تهتم، ومثال على ذلك التماثيل المنتشرة التي ينتقدها الجمهور، والتي تعد دليلا على انتشار القبح.
بماذا استقبلتي عبارات مثل "الملوخية حصلت على جائزة الدولة"؟
شعرت بالظلم أولا، لكن اعجبت بحالة الجدال على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تصل الفكرة إلى الجمهور، فربما لولا صورة على الفيسبوك لم يعرف أحد العرض، ولم يخرج من دار الأوبرا، وقمت بالتوضيح من خلال صفحتي عن معنى العرض، كما إنه من الخطأ إخراج العرض من سياقه والاكتفاء بـ"تخريط الملوخية"، العرض لوحة كاملة، ولا يجوز قطعها من السياق.
وما أقسى الانتقادات التي وجهت لـ"ملوخية خضرا"؟
تنميط فوز الجائزة لامرأة، وأن "ست بتخرط ملوخية خدت الجايزة"، واستخراج الأضعف من الصورة مثل كوني امرأة.. وبسببه لم أحصل على الجائزة، فلو كنت رجلا ربما لم أتعرض لكل تلك الانتقادات.
وكيف فسرتِ تلك الانتقادات على الفيسبوك؟
الانتقادات -التي قطعت العمل من سياقه- أثبتت رؤيتي، وهي أن الثقافة لا تصل للجمهور، بالإضافة أنه من اللامعقول أن تمنح الدولة جائزة على "تخريط الملوخية"، ومن يصدق ذلك فهو يعكس عدم ثقة الناس في الدولة، وتثبت أن الفن التشكيلي مثل فنون كثيرة ابتعد على الناس، أما التطاول فهو ضريبة لحصولي على الجائزة.
هناك تعليقات سلبية أخرى؟
أحد التعليقات أيضا ربط بين حصولي على الجائزة وعدم حصول الشاب الإماراتي صاحب فكرة "السد الذكي"، وأنه من الأولى أن يحصل هو الجائزة، لكن كل واحد في مجاله بيحاول يقدم انتقادات ورؤية لما يقدم، "هل نقتل الفنانين مثلا؟.. أنا قدمت دراسة عن وضع وزارة الثقافة وللأسف لم يتم تفعيلها."
هل "ملوخية خضرا" هو عرضك الأول؟
لا.. العرض السابق لي هو "قابل للخدش"، والذي يعرض الانتهاكات التي يتعرض لها جسد المرأة، من خلال الرمز وهو "الجوارب" التي ترتديها، والذي تعلم عنه كل سيدة إنه في حالة خدشه لا يصلح للاستخدام مرة أخرى، تماما مثل جسد المرأة، التي تتعرض لانتهاكات نفسية واجتماعية وليس فقط بجسدها.
وماذا عن التشكيك عن استحقاقك للجائزة؟
لجنة التحكيم لا نعرفها كمتسابقين، بالإضافة إلى تواجد أساتة من الجامعات خارج وزارة الثقافة ولا تعرفني قبل التقييم.
وماذا عن قيمة الجائزة التي حصلت عليها؟
الجائزة من الاكاديمية المصرية للفنون في روما، وهى ذات شهرة عالية في الوسط الفني، وبجانب القيمة المادية، تقدم الأكاديمية منحة للدراسة بروما لمدة أسبوعين، كما إنها تتيح التواصل الثقافي وعرض أفكاري بالخارج، والجائزة نقطة مضيئة في سيرة أي فنان.
فيديو قد يعجبك: