إعلان

ثم قالوا أنت لاجئ.. ''بروفايل''

01:17 م الجمعة 16 يناير 2015

كتبت- رنا الجميعي:

العالم يقتتل كل يوم، هكذا أصبحت العادة، الحروب والنزاعات صارت أخبار متدوالة بين الناس، قتلى، مصابين، لاجئين هم مجرد أرقام، لم يعد يهم إن كان رقم من أصل عدد واحد أم أمامه ستة أصفار، أطفال يفقدوا أرواحهم بفعل البرد، تذهب الدماء من الوجوه، يرتعشون فيتلمسون حضن دافئ لأحبابهم، لا يجدونهم، فيلحقوا بهم للجنة، الجوع وحش آخر يهتك بهم، فكسرة خبز صغيرة توضع بالبطون تقيم الأود، غير أنها ليست بالإمكان، تصير أشياء مثل الأحلام والطموحات مواد ترفيهية يصعب الحديث عنها.

يقبع العالم في البيوت بآمان أمام التلفاز، تظهر القنوات الترفيهية، وأخرى إخبارية، تحتل صورة لطفل عار القدمين بفقرة ضمن النشرة الإخبارية، غالبًا ما يكون لاجئ، تُعرف مفوضية الأمم المتحدة اللاجئين حسب اتفاقية 1951 ''إنه شخص يوجد خارج بلد جنسيته أو بلد إقامته المعتادة، بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب العنصر، أو الدين، أو القومية، أو الانتماء إلى طائفة اجتماعية معينة، أو إلى رأي سياسي، ولا يستطيع بسبب ذلك الخوف أو لا يريد أن يستظل بحماية ذلك البلد أو العودة إليه خشية التعرض للاضطهاد''.

هكذا تُجرّد الاتفاقيات من إنسانيتها، فلا شخصنة هنا للأمور، فاللاجئ لا نعرف اسمه أو قصته، والاتفاقية التي عكف عليها 139 دولة لم تجد واحدة فيها حتى الآن حلًا لوقف الحروب والنزاعات، بل على العكس فالأزمات تتكاثر بجانب المشكلات القديمة كما قالت ''ميليسا فيلمنج'' المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين، والدول التي كانت تستضيف بالماضي لاجئين أصبحت تُصدرهم للعالم.

رغم أن العالم بدأ يهتم بحماية ما اصطلح عليه باللاجئين منذ النصف الأول بالقرن العشرين، إلى أن الآن يعيش56.7 مليون لاجئ ونازح داخل حدود بلاده، كما أعلنت المفوضية، هذا الرقم لم يتم تسجيله منذ الحرب العالمية الثانية، لم يكن العالم مكانًا آمنًا من قبل ولا الآن، ولم تستطع الاتفاقيات ولا الدول بحماية طفل من العيش بالعراء.

من كلمة خيمة جاءت المخيمات أحد الحلول المؤقتة التي ابتدعها العالم لاحتواء اللاجئين الذين تزايد عددهم مع قلة عدد المخيمات، تتوزع بنقط معروفة على سطح الأرض منها لبنان، الأردن، غينيا، زائير، وتركيا، رُغم أن المخيمات هي حلول مؤقتة إلا أنها تصبح عناوين دائمة للاجئين خاصة اللاجئين الفلسطنيين ويصير اسمه ''ابن المخيم''.

خمسة دول يأتي منها أكثر من نصف نسبة عدد اللاجئين بالعالم، نزاعات لا تنتهي بأفغانستان وبالعراق، وأخرى بالسودان والصومال وسوريا، فيما تنافست سوريا وأفغانستان على أكبر نسبة لاجئين، فربحتها سوريا بثلاثة مليون لاجئ.

عائلات تُشرّد وأطفال يصبحون بلا أب أو أم، فيصير العالم بالنسبة لهم مكان مُترعَا بوحشية أبدية، أمراض تزيد لأمراضهم، وآخرون يغيب عنهم التحصين ببلدهم الأصلية فيصبحوا ملجأ لأمراض تعصف بهم، هذا ما توضحه منظمة الصحة العالمية.

حروب عمادها المصالح تنزع الإنسان من بيته، أشيائه، وذكرياته، ليس البيت وحده المهم، وإنما تفاصيل حياته كلها التي انتزعوها منه جبرًا، أحلامه وطموحاته التي أصبحت بلا أساس، لذا تحمل النساء الفلسطينيات بجيدهن مفاتيح البيوت التي تركوها كما هي، بعقولهن ستظل كل الأشياء بمكانها حتى العودة، ليصبح العالم أجمع مكان مؤقت، أيام وذكريات جديدة مقتطعة من سيرها الأصلي، حتى يكون الرجوع سبيلًا.

باتفاقية 1951 المؤسسة لكيفية التعامل مع اللاجئين وحمايتهم، لا يوجد ما يسمى بعرف الاتفاقية ''بلد آمن''، أي أنه لا يُمكن أن يفرز لاجئين جُدد، الحروب مُستمرة، والأزمات لا تنتهي بل تتجدد، رغم ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا وأدوات متطورة فلم يصل بعد لكيفية إنهاء النزاعات، وتعريف يحترم الإنسان.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان