''الخواجة'' أصغر روائي في مصر.. الإبداع مالوش عمر
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت - يسرا سلامة:
بجوار باب الفصل، كانت وقفته ''متذنب'' لم يدريه، دفعته إليه مدرسة اللغة العربية بعد أن مزقت كراسة التعبير في وجهه، أدرك بعدها أن الموضوع عن قصة صياد لم يكتبه كما ''يجب''، لكنه أوسع خياله، وأطلق لقلمه العنان، لتُزرع في نفس الصبي وقتها بالصف الخامس الابتدائي عقدة من الكتابة والسرد، ولما انفكت بدأ السيل ينهمر.
''محمود الخواجة''.. طالب لا يزال بين صفوف العشرات من طلاب مدرسته بالصف الثاني الإعدادي، أحب الكتابة والقصص والروايات قارئًا وكاتبًا بعدها، نشأ في دمنهور محافظة البحيرة، قلة الأنشطة الثقافية بها جعلته يلهث وراء القاهرة بين الحين والآخر، لعرض مناقشة كتب، أو توقيع روايات، لتعرفه إحدى الكاتبات في حفل توقيع روايتها بأنه أصغر روائي مصري.
عقب تلك الحصة بالخامس الابتدائي، لم يعود ''الخواجة'' إلا بعد أن قرأ روايات جديدة، كانت رواية الفيل الأزرق للكاتب ''أحمد مراد''، تيقن في عقل الصبي أن الكتابة مملكة، هو فيها الملك، لا أحد يحُد خياله، أو يرسم له الطريق ''في الكتابة أنا المخرج اللي بتخيل كل شيء''، ومنها انطلق لقراءة عشرات الروايات في سنه الصغير، يذكر تلك الإحساس الرائع الذي انتابه عند قراءة ''اللص والكلاب'' لـ''نجيب محفوظ''، ليبدأ في كتابة تجاربه الأولى في البداية.
ولع الفتى بأن يكتب أول شيء عن عالم الملحدين، كانت تدور في رأسه ذلك القدر من ''غسيل المخ'' للملحد، عرض الفكرة على صديقيه، لينصحاه بأن يبتعد عن ذلك العالم الشائك، وينتظر أن يعلم عن الكثير مثل الكبار، ليبدأ مع صديقيه كتابة رواية ''هامان''، يأخذ تفاصيلها من دنيا الفراعنة خلفية لها، للفرعون الشهير الذي يعود إلى دنيا الواقع، ليسرد تجربة حياته.
عند الصفحة الخامسة، كان فراق بين ''الخواجة'' وأصدقائه، ليتركوا له مهمة الكتابة وحيدًا، دون حماس منهم، ليبدأ ''الخواجة'' في كتابة الفكرة، مازجًا بين عامية سهلة، وفصحى لم يعلم عن دنياها الكثير لصغر سنه، قصة قصيرة عن الوزير ''هامان''، ينشرها على الإنترنت، وينتظر ردود الفعل.
حماس البدايات لم يمهل الكاتب الصغير من مراجعة عمله الأول ''كتبتها في يومين''، لتنطلق له النصائح من قراء وأصدقاء بأن يقرأ كثيرًا، ويتعلم أكثر عن دنيا الكتابة، ليستمر الصغير في كتابة قصة أخرى ''المقبرة'' عن شاب توقف قلبه لكنه عاد حيًا في قبره ويدرك مغزى الموت، وأخرى ''خلف الجدران'' في عدد قليل من الصفحات، لتدور تلك القصص حول فكرة الموت والحياة وفرص الإنسان الذي يهدرها، لتعبر عن أفكار ''الخواجة'' الدائرة بداخله رغم صغر سنه.
يُعد ''الخواجة'' أكثر ناقدًا لأعماله ''مستوايا كان سيء فيهم'' يذكر الصبى إنه لم يكن عرف عن معاني الحبكة والشخصيات الدرامية والخلفيات كثيرًا، ليتعلم من الأخطاء والنقد، ويبدأ في روايته الطويلة الأولى والتي تحمل أسم ''6''، ثلاثة شهور كاملة يبحث ويقرأ ويكتب عن دنيا علم النفس والطب الشرعي والقتل، من أجل إعدادها، وتحمس إحدى دور النشر لها لتنتظر الظهور قريبًا.
يشجع والدي ''محمود'' ابنهم في الكتابة، يقول إنه حتى قبل الامتحان بأيام قليلة كان يكتب القصص، لا يحب كثيرًا من ينتقد صغر سنه على الكتابة ''أنا بكتب لكل الأعمار، ونفسي كل الناس تقرأ لي''، يحلم الصبي بأن تُرشح أعماله المستقبلية لجائزة البوكر، يؤمن بأن الإصرار والاستمرارية هما سر نجاح الكاتب، كما يرى في عدد من الكتاب مُثل عليا له ''الكاتب حسن الجندي.. هو مغمور لكن بحب أعماله جدًا''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: