بالفيديو والصور.. مقهى ''نجيب محفوظ'' مُهدد بالإزالة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
كتب- دعاء الفولي ومحمد مهدي:
تصوير- محمود بكار:
يوميا كان الأديب ''نجيب محفوظ'' يخرج صباحا من منزله بالعجوزة في فترة السبعينيات، قاصدا مقهى ''علي بابا'' بميدان التحرير، يذهب إلى هناك متأبطا الصُحف، يجلس في الطابق الثاني كعادته، يرتشف القهوة، يتأمل الميدان عبر نافذة زجاجية كبيرة، يقرأ ويُفكر، يستقبل أصدقائه وتلامذته، يملأ القاعة بحديثه وضحكاته، تاركا فيها تفاصيل من روحه وذكراه، التي أصبحت بين ليلة وضحاها مُهددة بالزوال وانتهاء آثرها رغم قيمتها ''الحي عايز يهد الجزء اللي كان بيقعد فيه عم نجيب الاثنين الجاي''، قالها بأسى ''عوض بحر'' مدير المقهى.
السادسة مساءً، قبيل انتخابات الرئاسة الماضية بنحو شهرين، حضر مهندس يتبع حي غرب القاهرة لمقهى ''علي بابا''، يحمل معه أخبار غير سارة ''قال لي الإزالة جاية بكرة تهد الجزء الزيادة اللي إنت واخده من الممر''، لم يستوعب ''بحر'' الحال، ظنا منه أن القضية انتهت منذ عام 2008 عندما صدرت إزالة ولم يُنفذها أحد.
حينما حضر مهندس الحي في اليوم التالي لتنفيذ قرار الإزالة بصحبته عمال يحملون المعاول وقوات أمن، شَعر أن حِلم الحفاظ على ذكريات محفوظ في ''علي بابا'' على المحك، لحظات وسينتهي كل شيء، لكنه فوجىء بقيادات أمنية-بحسب قوله- تحاول مساعدته في إيجاد حلول للأمر غير الهدم ''لما طلعوا وشافوا المكان عرفوا قيمته وإتأجل قرار الإزالة''، لكن العمال أصابوا الواجهة ببعض الأضرار.
أوراق المقهى يمتلكها الرجل الخمسيني يواجه بها الحكومة بين الحين والآخر، رسم هندسي للمكان يؤكد أن قاعة محفوظ ليست مخالفة، بالإضافة لترخيص تم تجديده من حي غرب بتاريخ 20 يوليو عام 2014 ''يعني الترخيص طالع من عندهم إزاي بعد كدة يبقى فيه إزالة''.
منذ عام 1960 عندما كان المقهى أشبه بخمّارة تمتلكها سيدة يونانية وزوجها، قبل انتقال ملكيته لصاحب المحل الحالي ''صابر علام'' عام 1968، ليتحول إلى مقهى، تم تجديد الترخيص عام 1976 من وزارة السياحة إثر بعض التعديلات في المكان ''حصلت تسوية ومصالحة بين الحي وصاحب القهوة'' بناءً على المادة رقم 3 من القانون 30 لعام 1983 التي أجازت التصالح في الأعمال المخالفة لمدة عشر سنوات، وفي عام 1987 انتهت المدة، غير أن الحي لم يتحرك حتى عام 2008- أي بعد مرور أكثر من عشرين عام- ''وبكدة حق الحي في الإزالة انتهى قانونيا''.
في أواخر السبعينات كان ''بحر'' شابا صغيرا ''أول مرة شفت الأستاذ كنت 17 سنة''، يذكر مروره الدائم على المكان، يرتوي من أدباءه ومثقفيه، إبداع أرواحهم ترك أثرا في نفسه ''خلوني أبدأ أكتب وأحب الشعر.. لحد ما التحقت بعضوية اتحاد الكُتاب''، ولد بداخله حِلم امتلاك المكان يوما ما لتعلقه به ''ربنا الحمد لله حقق لي الحلم''، لم يصبه خوف عند استلامه الإدارة عام 2013 ''لأني عارف إن الأوراق سليمة''.
مع تهديد الإزالة الذي تلقاه مدير المقهى في 2014 من مهندس الحي، لم يكن هناك بُد من توكيل محامي وتوجيه دعوى رقم 27481 ضد رئيس حي غرب القاهرة، محافظ القاهرة، كبير مهندسي الحي، المهندس التنفيذي ومأمور قسم قصر النيل في السابع عشر من مايو 2014 مع الاستعانة بشهادة من سجلات المحكمة بالحكم الصادر لإيقاف الإزالة عام 2008، تم قبول الدعوى من المحكمة في التاسع من يوليو وصدر حكم بالإيقاف ''لما صدر الحكم روحت بيه للحي.. اضطروا يطلعوا لي ترخيص.. فبقوا بيناقضوا نفسهم.. مطلعين للقهوة ترخيص وإزالة في نفس الوقت''.
يجلس ''بَحر'' بداخل ''علي بابا'' منتظرا الساعات التي تفصله عن لحظة تنفيذ قرار الإزالة، يخشى أن تتحول قاعة ''نجيب محفوظ'' إلى ركام بفِعل تصرف متعنت من قِبل الحي، يعافر من أجل إبقاء التراث، يناشد الإعلام للتدخل ''لازم الإعلام يكون له دور في الموضوع''، يطالب المنتمين لدروب الثقافة مساندته والتضامن معه والوقوف بجوار مكان احتضن لحظات من حياة أديب نوبل ''قررنا نِعمل وقفة قدام المكان يوم الأحد وأتمنى كل مثقفين مصر والمهتمين بالموضوع يحضروا''.
مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة جيدة للحديث عن الأزمة، قرر ''بَحر'' استخدامها ''هنعمل ''إيفنت'' وهنِشرح للناس الكارثة اللي بتواجهها وندعوهم للتضامن'' لعل اهتمام متابعي ''فيس بوك وتويتر'' يُحدث تغييرا في الموقف، ويُشكل عامل ضغط على المسؤولين لوقف قرار الإزالة وإعادة النظر في أوراق المكان والتأكد من عدم وجود أي مخالفات تُذكر.
لا يَفقد ''بَحر'' الأمل في مرور الأزمة بسلام، يتذكر كلما ضاقت به السُبل الحوار الأخير الذي دار بينه ومحفوظ ''اتكلمنا عن فلسفة الأمل في أدبه، وإزاي نقاوم اليأس''، لكن رغم قوة عزيمته إلا أن لديه مخاوف من وصول الخَبر إلى ''عم صابر'' صاحب المقهى ''خوفت أقوله يجرى له حاجة لأن روحه في المكان''.
''على جثتي'' يقولها ''بَحر'' غاضبا، مؤكدًا أنه لن يسمح تحت أي ظرف بالمساس بقاعة محفوظ،خاصة وأن أوراق المكان قانونية ''تحملت خسائر كتيره طوال الـ 3 سنين اللي فاتوا ومتكلمتش عشان البلد عندها هَم أكبر لكن اللي بيحصل دلوقتي صعب'' فعضو اتحاد الكُتاب همه الأول الحفاظ على جزء مما تبقى من ذكرى''نجيب محفوظ''.
لمشاهدة الفيديو .. اضغط هنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: