بالصور.. ليلة اندهش فيها عامل الـ''بنزينة''
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتب- محمد مهدي:
زحام شديد من سيارات مختلفة الأنواع، داخل إحدى محطات الوقود بشارع الهرم، في منتصف الليل، أصوات زاعقة، سيارات تخرج فجأة من الصفوف بطريقة وسرعة تنم عن غضب صاحبها، فيما يحاول ''حارس شبل'' عامل ''البنزينة'' أن يسيطر على الأمور برفقة زملائه في العمل، قبل أن تتفاقم وتصل إلى ما لا يحمد عقباه ''الشركة بلغتنا إننا نغلي الأسعار الساعة 12، وزي ما أنت شايف الناس هتتجنن.. واحنا اللي في وش المدفع''.
يقف ''حارس'' بين مسدس البنزين وجيب المواطن، إصرار الحكومة وغضب العامة، كرسول للنظام راح يفسر حالة الجدل التي انتابت قائدي السيارات الملاكي وسائقي الأجرة، بسبب ارتفاع سعر المواد البترولية ''مش مقتنعين إنها زادت فجأة.. بيتهمونا إننا اللي غلينا الأسعار''، قبل أن يتدخل مدير المحطة ويُبلغهم بقرار الحكومة، بعضهم ينظر بامتعاض ويدفع مقابل الوقود، وآخريين يواصلون انفعالهم تنفيثا عن غضبهم ''لما بنفهم الناس.. بتشتمنا وبتحسبن في وشنا.. أنا ذنبي إيه؟''.
''أنا أول المتضررين من رفع الدعم'' يقولها عم ''حارس'' بمرارة، لأنه لا يحصل على راتب شهري مقابل جهده بداخل محطة الوقود، فهو وغيره من زملائه يعتمدون بشكل أساسي على ''البقشيش'' الذي يحصلون عليه من السائقين ''الزباين لحد دلوقتي محدش فيهم إداني شلن حتى.. ومقدرش أفتح بوقي في ظل الوضع دا''.
كان عم ''حارس'' الرجل الأربعيني، قد ترك بلدته في الغربية، وحل ضيفا على العاصمة منذ عشرين عاما بحثا عن لقمة العيش، دفعته للالتحاق بأكثر من عمل قبل أن ينتهي به المطاف كعامل بمحطة وقود بالجيزة، يضرب أخماسا في أسداس بداخل عقله، مستنكرا قرار الحكومة المفاجيء، وعدم دراسة الأمر جيدا قبل تنفيذه ''طِلع كلام إنهم هيغلوا الحاجة.. بس مكناش متوقعين توصل للدرجة دي.. كانو يرفعوها تدريجيا.. الناس هتجيب منين؟''.
بعد أن خلت المحطة بحلول الفجر من الزبائن، جلس ''حارس'' مع زملائه يتندرون على الأيام السابقة، يتذكرون الماضي –بداية الألفينات- حينما زادت أسعار المواد البترولية في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بشكل طفيف ''زود 4 جنيه في الصفيحة -20 لتر- الفرق مش كبير فالناس معترضتش.. لكن دلوقتي 15 جنيه حتة واحدة''.
لا يسقط من حديثهم الفترة التي قضاها محمد مرسي في الحكم '' أيامه حصلت أزمة بسبب التهريب فالناس متعملتش معانا وحش وكانوا شغالين على السوق السوداء''، لكنهم يروا أن السوق السوداء لن تنفع الناس الآن لأن الأسعار في محطات الوقود أصبحت أغلى.
سيارة تقترب من المحطة فيقف الرجل الأربعيني مسرعا لقضاء حاجة القادم، الذي يفاجىء بالأسعار الجديدة، فيصرخ غاضبا ''كله على قفا الزبون.. أو هأركنها ومفيش شغل''، يزم ''شبل'' شفتيه، يحاول أن يبحث عن حلول بديلة ''الحل إن الحكومة توفر بنزين 80 بجودة عالية، وتغلي 92 بس، والناس القادرة هتدفع''.
الأزمة الكبرى لدى العاملين بمحطات الوقود عدم وجود أي وسائل حماية لهم من بطش الغاضبين والغاضبات، هم الآن في وجه المدفع، دورهم شرح الأزمة للسائقين، ومحاولة تخفيف وطأة القرار عليهم، وامتصاص غضبهم، وتمويل سيارتهم، وسط قلق من وقوع مشاجرات عنيفة لا يمكنهم السيطرة عليها ''لسه لما اليوم يبتدي المشاكل هتزيد.. واحنا قطاع خاص مفيش تأمين في الظروف دي لحمايتنا''.
توقف قائد سيارة أجرة أمام المحطة، وتسأل ''هي الأسعار غليت فعلا؟! ولا إشاعة''، يرد عليه الجميع ''آه.. بنزين 95 بـ 625، و92 بـ 260، والـ 80 بـ 160 قرش''، يندهش الرجل، ثم ينظر إلى السماء، ويُلقي عليهم نظرة بائسة قبل أن يغادر- دون أن يحصل على الوقود- قائلا بأسى لا يناسب العبارة ''ماشي.. سلام عليكم''
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: