بالصور.. مصراوي يكشف الوجه الحقيقي لـ''بوجي''
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتب- أحمد الليثي:
لم يكن بوجي مجرد دمية تتمايل يمينا ويسارا، لكنه كان روح يتبعها ''قرين''، حين يضحك يكون قرينه سبب البهجة، ووقت الحزن والألم يبكي، يقول بوجي في لحظة طفولية صادمة ''حرمت يا طمطم.. حرمت.. حرمت أرمرم حرمت''، فتراه ممسكا هو الآخر ببطنه يتأوه دون صوت، يتقافز بوجي فيكون له معاونا، ربما ينبطح أرضا أو يجلس القرفصاء، المهم أن تصل الصورة كما ينبغي أن تكون.
يعرف الجميع عن بوجي صوته المميز، المتمثل في نبرة ''يونس شلبي''، ويعلمون أيضا مخترعه ''رحمي'' صاحب الإمضاء الشهير، يرددون عنه كلمات أغنية خطتها يد الفذ صلاح جاهين، غير أن قليلا ما تقع العين على اسم ''أحمد بكر''، محرك العرائس الذي لازم بوجي حياته فصار جزءا منه، ينهل من روحه تمثيلا فيعطيه، ينقل إحساس الكلمات للأطفال عبر حركات من أصابعه، فيحاكي الكلمة كي تخرج الرسالة في أبهى صورها ''كنت بحس إن إحنا الاثنين واحد''.
''بوجي'' عروسة من نوع ''مابيت'' تتدلى منها طرفي سلك، يقبض عليهما ''بكر'' في مرونة باليد اليمنى، فيما تقبع يسراه خلف الرأس ليتحكم في اتجاهها، بينما يتحرك فم العروسة بفعل ضغط أصابع ''بكر''، ''بوجي'' الذي لا يتجاوز طوله 40 سم، لابد أن يظهر وحيدا في ''الكادر'' فيما يرتكن أسفله راقص الباليه، موجها بصره قبل شاشة ''مونيتور'' كي يتأكد أن بوجي فقط هو ''ملك الشاشة'' وأن إحساسه واصل دون انقطاع.
في البدء كان بكر طفلا لم يتجاوز التاسعة من عمره، يرقص مع رفاقه بمدرسة البالية في تتر المقدمة للمسلسل الجديد بوجي وطمطم في أول مواسمه، كان الفنان رحمي يعتمد بشكل كبير على راقصي البالية وممثلي ''البانتومايم'' في تحريك العرائس وكذلك في الاستعراضات، استهوى الطفل الأمر ''ليه مكونش واحد من اللي بيحركوا بوجي ولا طمطم''، قادته قدمه إلى منزل رحمي، أقبل على الطلب فجائه الرد ''الموضوع صعب جدا''، قبل أن يشرع المخرج الكبير في دعم صغيره، أمام المرآة بدأ الدرس على صوت الراديو، المهمة: تحريك اليد تماشيا مع الكلمات الصادرة عبر الأثير، محاولة هضمها وتمثيلها دون تعبيرات مفتعلة أو حراك إلا باليد، جاهد ابن الخامسة عشر –وقتها- حتى كان له ما أراد ''مع بداية التسعينات كان بوجي مهمتي الوحيدة''.
''الإبداع عند الطفل بيكون 100% قبل ما نقحم في دماغه أشكال نمطية تتركز في الحفظ والحد من الخيال'' كلمات رحمي التي يتذكرها الرجل الثلاثيني في حبور، يشكر لأستاذه عباراته الأثرة، يقول عنه بقلب صادق ''رحمي كان إنسان طفل.. صاحب رسالة ومبدأ''، لذا لم يكن مستغربا أن يسير خريج معهد البالية على درب معلمه، يتحدث عن فن العرائس بشغف ''في شغلتنا بتبقى العروسة حتة مننا''.
خمس خطوات ينتهجها ''بكر'' تبدأ بتصنيع العروسة ثم الكتابة لها ومن ثم تحريكها واختيار صوتها وكذلك وجودها على المسرح، الاندماج والحب كانا دليل ''بكر'' للولوج إلى قلب معلمه بيسر ''الموضوع مش مجرد حركة دي روح ولازم العروسة تمثل حتى في الصمت.. كنا بنشتغل على بوجي وطمطم طول السنة اجتماعات.. وممكن أمسك العروسة أكتر من 15 ساعة في اليوم.. اللي بيعمل كده من غير حب هيسيب شغله بعد يومين''.
مع كل جملة يذكر فيها اسم رحمي تتجلى ملامح الامتنان على وجه ''بكر'' كأنه يرد الجميل ببسمة، يردد في تفاؤل ''كان بيهتم بتفاصيلنا الشخصية ومتواصل معانا كصديق.. رحمي غرس فنه في جيل كامل.. كان مؤمن بحلمه وعشان كده وصل لقلوب الأطفال''، قبل أن يتوقف للحظات وهو يقول ''نفسي نقدر نكمل مسيرته ببوجي تاني محفور في الوجدان''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: