إعلان

الفيلم الوثائقي ''جزيرة الأقباط''.. سَفر داخل الوطن

08:00 م الأحد 22 يونيو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

شخصيات تقاطعت الحياة بينهم في فيلم ''جزيرة الأقباط''، همُ الأبطال بحيواتهم، وداخل الفيلم، مروا بهموم الثورة، مسّتهم بشكل شخصي، ما بين استشهاد شقيق بمذبحة، ضيق الحال، حماية الأهل، واعتداء على كنائس، جمع بينهم في خمسة وثمانين دقيقة ،هي عمر الفيلم التسجيلي، للمخرج ''أحمد رشوان''، الذي عُرض بالأمس بمركز الإبداع بدار الأوبرا.

التأشيرة، الخطوط الجوية، صوت المطار، هي الخلفية التي بدأ منها الفيلم، ''جورج فوزي''، أحد الشخصيات بالفيلم، يسافر إلى جورجيا، معبرًا عن رأيه ''هخرج من دايرة منيلة''، فيما يقول بنهايات الفيلم أنها ليست هجرة ولكنها ملاذ مؤقت حتى تنصلح الأحوال، تعثر الحال ب''مايكل فؤاد'' بعد الثورة ''مكنتش بفكر في الهجرة قبل الثورة، لكن بعدها بدأت أفكر''، جورجيا كانت الحل بالنسبة لمايكل، وجد ''الأمان'' الذي فقده بمصر، أسفار العهد القديم تمثلت بأجزاء الفيلم، وضعها صناعه مدخلًا بكل مقطع، وقد كان الأول باسم ''سفر الخروج''.

الأسفار التي مرّ بها الأقباط، تزامنًا مع الثورة، كان ثانيها البقاء، أشخاص رأوا أن الهجرة هروب وليست حلًا، ''مينفعش تقلع نبتة من الأرض وتبقى صحيحة'' ... تلت الناشطة ''صابرين فوزي'' المثال معبرة عن وجهة نظرها في السفر إلى الخارج، وحبها للإسكندرية التي يصعب عليها فراقها، ببيتها الصغير بالإسكندرية، يجلس زوجها ''شمعي أسعد''، صاحب كتاب ''حارة النصارى''، فكّر ''أسعد'' بالسفر إلى الخارج، مع الأحداث الكبيرة التي مرّ بها أقباط مصر، كحادثة كنيسة القديسين في يناير 2011، زار طيف الهجرة بال الكاتب.

تعددت شخوص الفيلم، فيما ارتكز المخرج على كاريزما الشخصية ''لما تطلع على الشاشة أصدقها''، والتنوّع المطلوب على مستوى الخلفية الثقافية والآراء، الاهتمام النابع من الفرد هي عامل آخر مهم للتعامل المتبادل بين صانع الفيلم والمشاركين ''كنت بصور مع أشخاص كتير، وأسافر لهم بين القاهرة واسكندرية وجورجيا اتعمل الفيلم''، التسجيلي لم يكن فقط إنجاز يقوم به ''رشوان'' ولكن كان بحثًا يستفيد منه''كنت عاوز أعرف وأروح أماكن جديدة''، المعرفة وهي حق المرسل والمتلقي ما أدت إلى التنوع المطلوب بالفيلم.

''البلد بلدنا'' ... بوجه مبتسم قالتها ''كريستين مجدي''، اعترضت المغنية الأوبرالية ''كريستين'' على الهجرة، فيما رأت أنها ''هروب''، لم تكن يومًا مهتمة بالسياسة، إلا أن الأحداث الجسام اضطرتها للمتابعة، تلك المتابعة تحوّلت إلى هم شخصي لدى ''ماري دانيال''، شقيقة ''مينا دانيال''، ما إن سمعت بنقل ''مينا'' إلى المستشفى حتى هرولت إليه، آملة أنه ليس بأكثر من مصاب، رأته يرقد بشوش الملامح، مستكين، فاقد الحياة، ومنذ ذلك اليوم، كانت الثورة ''نداهة'' تلاحقها في كل ناصية.

''انت نازل عشان تعمل ثورة و تعيش ..لا، انت نازل تعمل ثورة و تموت عشان اخواتك ..عيالك ..عشان بقية الناس تتمتع بالحاجة الحلوة دي'' ..من كلمات ''مينا'' الشهيد بمذبحة ماسبيرو، كان فردًا ضمن شخصيات الفيلم، له مقاطعه بالتسجيلي كما الآخرين ''المادة الأرشيفية الخاصة بمينا يرجع الفضل فيها للمخرجة الراحلة نادين شمس ومحمد العبد وآخرين''.

بالفيلم مرّ الأقباط بعدد من الأسفار كما رحلة مقدر عليهم المرور بها، منها سفر ''الآلام''، ''الوداع''، ''الأمل''، ''العقاب''، و''العودة''، تلك المراحل التي عايشها من بداخل مصر وخارجها، بين الاعتداءات على الكنائس، سنة حكم الرئيس المعزول وتظاهرات الثلاثين من يونيو، آمل الجميع بعدها بنور جديد يمكن المغتربين من العودة، والمواطنين من العيش بحال أفضل.

تراتيل قبطية، وطفلة تغتسل بماء التعميد، مشهد يملأه جمع كبير، سرور ملامحهم توحي بميلاد جديد نعود إليه دومّا، لحظة قدرية ''.كان في منتصفها المخرج، ويختتم بها الفيلم، رافعين شعار ''مكملين .

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان