في وكالة البلح .. سوق لولاد الذوات وفيه كل الماركات
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت - يسرا سلامة:
محلات محدودة علي جانبي الطريق، والذي افترشته باعة قطع الملابس المستعملة، ''ستاندات'' تنوعت أشكالها وألوانها وأسعارها، اكتظ بها الطريق في منطقة وكالة البلح بوسط القاهرة، ليكون السوق قبلة لهم مع بداية الموسم الصيفي، يرد إليه من يريد شراء ملابس زهيدة الثمن، بالإضافة إلى مآرب أخري يسردها رواد الوكالة.
ضجيج وزحام ينتشر حول سوق الملابس المستعملة الأشهر في مصر، أجواء لم تمنع ''منى'' الخمسينية في طريق عودتها من عمرها، للوقوف علي أحد ''ستاندات'' السوق، والمخصصة للأطفال، تقلب قطعة وراء أخرى، من أجل البحث عن قطع فريدة تسندها على كتفها الأيسر، فالسيدة تعتاد كل حوالي شهر المجيئ إلي السوق، من أجل شراء ملابس أطفال فقط.
تهدف السيدة من زيارتها شبه الشهرية إلي إرسال تلك القطع لأعمال الخير، ''من وقت للتاني بحاول أستقطع جزء من مرتبي لفعل الخير''، تجد السيدة في تلك القطع سعر زهيد عن مثيلتها في المحلات باهظة الثمن، ''في الأغلب قطع الأطفال بتكون غالية جدا في المحلات، وبتكون مناسبة للطبقات العالية''، لا تمانع السيدة في شراء قطعة لها إن وجدت، لكنها تتحرج في الافصاح لأي أحد إنها تشتري من وكالة البلح.
سوق المستعمل جذبت ''مريم نجيب'' من أجل جولة مع صديقتها ''مارينا'' للتبضع فيها، ''فيه حاجات حلوة'' قالتها الفتاة الشابة عن أسباب زيارتها للسوق، والتي تأتي لها كل موسم، بداية الصيف أو بداية الشتاء، ليس فقط زهد الثمن هو سبب اختيارها لوكالة البلح، لكن نوع من الماركات لا تجده ''مريم'' بنفس السعر داخل المحلات الكبرى، ''بدور أكتر علي خامة الكتان، ومش بلاقيها بسهولة في المحلات، ولو لاقتها، بتكون غالية جدا''.
تجد ''مريم'' و''مرينا'' في سوق وكالة البلح أشكال مختلفة ومنوعة، يسمح لهما رخص الثمن لالتقاط أكثر من قطعة، تقول ''مريم'' إنها لم تعرف الطريق إلي السوق إلا منذ عام واحد ''كنت متفاجئة أول ما جيت من كتر الملابس، بس قررت أجي تاني''، تقول الفتاة إنها تفاجئت من وجود طبقات عليا بين زبائن الوكالة ''إحنا لسة شايفين بنت لبنانية بتشتري من المكان''.
تخجل الفتاتان من ذكر أنهما يشتريان من وكالة البلح، بعكس ما ترى ''سالي'' 27 عامًا والتي تجد في الوكالة فرصة للتقليب والشراء ''عادي يعني لو قلت إني بشتري من الوكالة، خلاص كلنا بقينا واحد دلوقتي''، تقول ''سالي'' أن وكالة البلح ليست للفقراء؛ لأن هناك ملابس تتجاوز ال80 جنيها أو المائة جنيه، ''أصحابي كبهم بيجوا معايا يشتروا من هنا''، لكنها لا تقول ذلك لشخص غير مقرب لها.
أسعار تتنوع من 10 إلي 40 جنيها تطغي على الملابس هناك، من ملابس بنات أو شباب إلي الأطفال،''علاء أحمد'' بائع في منطقة وكالة البلح يقول إن حالة البيع والشراء ''تعبانة'' تلك الأيام؛ فالزبائن التي كانت تأتي لشراء 10 قطع دفعة واحدة، تأتي لشراء قطعة أو قطعتين.
لا يجد ''سيد محمود'' ذو الخمسين عامًا سوق ''وكالة البلح'' وجهة من أجل شراء بسعر زهيد، ''أنا موظف وعلى قد حالي، مش هقدر اشتري قمصان غالية من المحلات''، وكأنها رحلة يقطعها الرجل إلي السوق مع كل موسم، بدأت في ذلك الصيف من أجل التقاط بضع قمصان رجالي، ''الاسعار هنا مناسبة لكل الناس''، يقول الرجل إن في أسعار الوكالة فرصة له لتوفير بعض الجنيهات لملابس أولاده.
لم يجد الشاب ذو 19 عامًا حرجا في ترك العمل بأحد المحلات، والعمل في وكالة البلح، بحثًا عن رزق أكبر، يسرد ''علاء'' أحوال السوق أنه حتى وإن كان البيع هادئًا، فهو بالطبع أكثر من المحلات، خاصًة في بداية الموسم، يتابع ''علاء'' أن عمله يبدأ باتفاقه مع باقي البائعين بحمل ''البالات'' من بورسعيد – والتي تحوي الملابس المستعملة من الخارج- لتأتي إل السوق، وفرزها، البالة الواحدة تحوي حوالي ألف قطعة، يختلف سعرها بحسب درجتها، فالدرجة الاولى ربما تصل إلى 5 آلاف جنيهًا، يقل السعر كلما قلت الدرجة.
''فنانيين وناس عالية وبنات بشعرها'' ..هكذا وصف ''علاء'' زبائن الوكالة، فهي ليست حكرًا على أبناء الطبقات الفقيرة أو المتوسطة، ليقول أنه رأى الفنان ''محمد رمضان'' و ''ماجد الكدواني'' وغيرهم للتبضع من ''وكالة البلح'' بحسب رأيه، يسرد ''علاء'' أن في البضاعة هنا بعض فساتين السهرة أو القمصان الفاخرة، التي تجذب الناس لشرائها ''ممكن القميص اللي بـ50 جنيه، يكون بحوالي 300 جنيه في المحل''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: