القنابل في ميدان رمسيس.. ''زي شكة الدبوس''
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت-دعاء الفولي:
كان ميدان رمسيس مزدحما كعادته بالقادمين من داخل القاهرة وخارجها، بعد ظهر اليوم؛ حيث الباعة المتراصين بجانب مسجد الفتح، وموظفي الحكومة وبعض ضباط المرور الطائفين بإرجائه، دقائق قليلة وانقلب الحال، تحول الناس إلى مربع كبير بمنتصفه ''شنطة هدايا'' قال عنها رجال الشرطة أنها تحوي ''عبوة ناسفة''، بينما بقى الناس على حافة المربع يلتقطون صورًا بانبهار، لا يعنيهم نسبة الخطر المحتملة، حتى أن بعضهم لم يأبه لما يجري حوله، وأخذ يفاصل بائع في سعر لعبة أطفال.
''العمر واحد والرب واحد''، قال ''أبو روماني'' كما يناديه أصدقائه، هو أحد الذين تعودوا الوجود في رمسيس، بحكم تجارته في الملابس، يعلقها في صف طويل على جدار مسجد الفتح، ''أصلهم (الشرطة) الأسبوع اللي فات لقوا واحدة برضو وفكوها''، لم يفكر هو وزملائه الذين فرشوا بضاعتهم بجانبه في التحرك، رغم أن المسافة التي تفصلهم عن العبوة لا تزيد عن 50 متر.
أحد أمناء الشرطة كان يتبادل الضحكات مع بائع وقف لجانبه، كانا قريبين من حقيبة العبوة المزعومة، غير أن الأول ظل يُذكر الثاني إلى جانبه ''لو صابك حاجة هتصيبني أنا كمان''، بين حين وآخر يعلو صوت جهاز تسجيل ينادي ''بـ8 ونص البطارية النوكيا وعلى التجربة''، صاحب تلك الفرشة تميز غيظًا، ليس لقربه من محيط الخطر، لكن لـ''وقف الحال''، يقول لصديقه ''يعني هو اللي بيحط قنبلة هيستناهم لما يفكوها في ساعات زي ما بيعملوا كل مرة؟.. دة المرة اللي فاتت قعدوا من العصر للمغرب يفكوها''، ليباغته صديقه قائلا ''يا عم الموضوع بقى بايخ أوي''.
دقائق قليلة ويظهر صوت انفجار مكتوم، تعقبه زغرودة من إحدى النساء الواقفات، ثم صفير عالي وتصفيق، يقول أحدهم ''فكوا القنبلة الأولى''، ليؤكد أن هناك ثانية لازال رجال الحماية المدنية يعملون عليها، حركة المرور لم تكن منتظمة بطبيعة الحال، ما جعل المواطنون الموجودين بجانب مسجد الفتح ينتظرون المواصلات العامة التي لا تأتي على أمل فتح الطريق في أي لحظة.
وليد، أحد باعة الأحزمة الجلدية بالميدان كان هو من وجد القنبلة الأولى، جاء متفاخرًا ليحكي لـ''أبو روماني'' عن غنيمته وأصدقائه؛ ''جنب فرشة ابراهيم لقينا شنطة هدايا وجواها ورقة جرايد، قولنا يمكن زبون نسيها، فتحناها لقينا أسلاك ووصلة قلت له اجري ياض دي قنبلة، سيبناها ع الرصيف وجرينا''، الخوف جعله يترك الفرشة هو وعدة بائعين آخرين لكونهم الأقرب منها، على عكس معظم باعة الميدان الذين لم يبرحوا أماكنهم.
محل يبيع العصائر توافد عليه البعض، تصدح من جهازه التليفزيوني أغنية ''تسلم الأيادي''، يسأل أحد المارة بائع عما يحدث، فيجيبه متململا ''معرفش''، صوت قنبلة أخرى تنفجر لتوها، تتبعها تكبيرات وجملة ''تحيا مصر''، يتأكد الناس أن القنبلتين لم تعودا مصدر خطر، يُفتح الطريق رويدًا ، تمر السيارات بطيئة، تعود الحركة كما هي مع الوقت، كأن شيئا لم يكن .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: