جمعية ألوان وأوتار للتنمية الفنية.. من حق "الغلابة" تبدع
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت- إشراق أحمد:
وجوه صغار تنيرها الفرحة، بقلم ألوان تمسك به اليد، صوت موسيقى يخرج من آلة تسمعها الأذن للمرة الأولى، فقد كانت أشياء بالنسبة لهم مجرد حلم؛ أن ينطلقوا بالخيال مع ريشة يغمسونها في ألوان كثيرة، لتنساب بها يدهم على ورقة أو حائط فتجمله، ويلعبون مع رفاق يكبرونهم عمرا، ليس فقط لمجرد الترفيه، لكن للتعلم أيضا، فينشرح صدرهم وعقلهم، ويتحرروا من أسر واقع مرير، جعلهم "مهمشين" من المجتمع والحياة، ذلك الهدف الذي سعت إليه عزة كامل من خلال جمعية ألوان وأوتار.
قبل تسعة أعوام، قررت السيدة التي خاضت مجال التنمية المجتمعية منذ التسعينيات، أن تؤسس جمعية خاصة لتنمية مهارات أطفال العشوائيات والمناطق المهمشة من خلال الفن، عمل "كامل" لسنوات طويلة واحتكاكها بتلك المناطق عبر اليونسكو وغيرها من الجمعيات، وتعاملها مع السيدات المعيلات لأسرهن، جعلها تنتبه لفقدان الأطفال لأبسط احتياجاتهم لدرجة أنها باتت أمنيات، "الفكرة جت من الأطفال نفسهم" تقولها مؤسسة "ألوان وأوتار" عن إلهامها فكرة الجمعية، التي تم تسجيلها في وزارة التضامن الاجتماعي عام 2006، وهى لم تكن يوما لها علاقة بالفنون حسب قولها "لكن الهدف كان أننا نشتغل مع الأطفال اللي منعاهم حالة الفقر من يحققوا حاجات بسيطة في نفسهم زي الرسم".
في مساكن الزلزال بمنطقة المقطم اتخذت الجمعية مقر لها، بدأ استهداف الأطفال في عمر ست سنوات، قبل أن تتسع الدائرة للأكبر عمرا بعد ذلك بسنتين، "بالنسبة لهم حاجة مبهرة" هكذا رأت "مدام عزة" -كما يطلق عليها أهالي المناطق التي تتعامل معها-، فرحة في أعين الأطفال لم تعهدها من قبل، ومع كلمات طفلة صغيرة لها "كنت بحلم أني برسم" زاد اليقين لدى مؤسسة الجمعية أنها بدأت تنشد هدفها.
الرسم، الموسيقى، التصوير، المسرح، الألعاب التعليمية؛ وسائل رئيسة تعتمد عليها الجمعية، من خلالها يتمكن الأطفال من اكتشاف إمكانياتهم، قدراتهم الفكرية والإبداعية، تنمية إحساسهم الفني، وهو ما تحرص عليه "ألوان وأوتار"، وتطور الأمر بأنشطة الجمعية لتشمل مجال التعليم بشكله الواضح والصريح لكن بطريقة مختلفة "لقينا مفيش تعليم في المدارس أصلا.. في أطفال ميعرفوش يكتبوا" حسب "كامل" لذا ضمت الجمعية تعليم اللغات بدء من العربية إلى الأجنبية، وعمل مكتبات مجتمعية، وتعليم مهارات البحث "بعلم الأولاد إزاي يعملوا أبحاث" والحاسب الآلي، وكل ما يُمَكن هؤلاء الصغار من التعامل مع الحياة.
لم تقتصر "ألوان وأوتار" على مقرها فقط، بل توسعت في نشاطها من خلال الشراكة مع جمعيات أخرى، أو من خلال الجامعات "بعض الدكاترة اللي عارفانا بتشجع الطلبة أنها تتطوع معانا"، لا يوجد منهج معين تعتمد عليه الجمعية "المهم الأنشطة توصل للأطفال.. الانبساط هو الهدف" حالة الفرحة التي يدخل بها كل من الأطفال والمتطوعين بحسب السيدة الخمسينية.
السعادة التي يعتقد كل من الأطفال والمتطوعين أن الآخر سبب في تعليمه شيء جديد، لم تكن فقط التأثير الوحيد الذي تتركه "ألوان وأوتار"، لكن إحداث تغيير في سلوك الصغار، سواء في نطاق الأهل والمجتمع بشكل عام، وتتذكر مؤسسة الجمعية "أسماء" الشابة الصغيرة، التي استطاعت أن تتبدل حياتها من الانصياع التام لفكر الأهل حد منعها الخروج من المنزل لغير الدراسة، إلى اقناعهم بالمشاركة في مؤتمر بالأردن.
3 جوائز حصدتها "ألوان وأوتار" منذ عام 2008، حيث فازت بجائزة الأمم المتحدة للعمل النسائي Women’s Guild Award-، وأخيرا اختارتها المؤسسة اللبنانية "تكريم لنيل جائزة الابتكار في مجال التعليم لعام 2014، ومع الشعور بالرضا والفرحة جراء ما يصل إليه المشروع، غير أن ذلك عند "مدام عزة" لا يضاهي نشر الفكرة بنطاق أوسع على يد شبابها، ولا الثقة التي يضعها أهالي الأطفال الوافدين للجمعية، فلا تزال تتذكر حين رغبت في مشاركة أبناء منطقة "الزلزال" في معسكر ومن بينهم الفتيات، وأثناء محاولة اقناعها للأهالي، فاجأتها إحدى الأمهات بقول "أنت عملتي لبنتي أكتر من اللي عملته لها من ساعة ما أتولدت فاللي تشوفيه صح اعمليه".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: