لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نادية حمدي.. ممارسة الأمومة من قلب ''ألعاب القوى''

02:37 م الأحد 09 نوفمبر 2014

كتبت – يسرا سلامة:

شغف البدايات جذبها إلى نادي الاتحاد السكندري، اتخذت أولى خطواتها إليه في التسعينات، لم تدرك الفتاة نادية حمدي إن مسيرة حياة ستتغير هنا بين جدران النادي العتيق، الرابض بعروس البحر المتوسط منذ أكثر من مائة عام، تعلقها بلعبة كرة السلة في البداية لم يعرقل نصيحة مدير النادي حينها بأن تقوم بالتجربة في ألعاب القوى؛ بسبب بنية جسمها القوية، لتنجح بعدها في التفرد بالمركز الأول على مستوى الجمهورية منذ عام 1992 حتى 2002، والمركز السابع في مارثون 1992.

عن تجارب الركض والتعلم تحكي ''نادية'' القصة، حكاية عمر أكبر من الملعب والبطولات والجوائز، فقد تملكتها لعبة الجري منذ الصغر، لاعبة ثم مدربة لعدد من الفتية والفتيات، ثم أم للعبة وزوجة للتراك الأحمر، بعد أن سلبتها اللعبة من دنيا الزواج والأمومة، وأبناء يتدربون من بين يديها، يتعلمون شغف التحدي، وحب الرياضة، والعطاء لألعاب القوى، وإن قل الاهتمام بها من المسؤولين، حتى خطت منصب أمين عام ألعاب القوى بنادي الاتحاد السكندري.

صورة تسعينية لـ''نادية''، ترتدى فيها تي شرت النادي الأخضر، بحجاب رأسها الأبيض، تركض في الصورة وهى تقبض على يديها كما تقبض على حلمها الصغير، أن تصبح بطلة متفوقة في النادي، لكن الأحلام ليس لها عمر، تمدد الحلم وكبر حتى أصبحت بطلة على الجمهورية في ألعاب القوى، ثم على مستوى العالم بفخر واعتزاز، تلمع عينيها حين تمر الصورة على ذاكرتها.

عرفت ''نادية'' منذ البداية إنها تقبل على لعبة ''مهجورة''، خاصة حين يتعلق الأمر بالنساء ''يا ساتر يارب.. دي أكيد لعبة عنيفة''، جملة تقطر من أحد طلابها الجدد الذين لا يعرفون عن ألعاب القوى إلا العنف، تبتسم في خفية، وتطرق بالأسفل، لتصحح ''ألعاب القوى تعنى قوى البدن والروح، وليس العنف، بالعكس ألعاب القوى تعطى مرونة ولياقة للبنيان، وثقة بالنفس''.

الجري والرمي والعدو والسباق.. كلها ألعاب سرت بجسد ''نادية'' تماما كما سرت بروحها، أصبحت منذ 2002 تعطى من روحها ما تعلمته في فنون الجري من الانفاس المنتظمة، الغذاء الجيد ولتمارين الصحية، بجانب الثقة بالنفس التي تمدها الكابتن للمدربين والمدربات، تدفع بهم للبطولات العربية والعالمية، بنفس القدر الذي تدفعهم به للاهتمام بالدراسة والعلم، وعدم تأثرها باللعب.

سارة السيد ابنة ''نادية'' في الملعب، تعرفت عليها منذ ثلاثة سنوات، منذ أن انضمت الطالبة بالإعدادية وقتها إلى بطولات المدارس، وقطعت أولى خطواتها لنادى الاتحاد بعد نصيحة من أحد المدربين في البطولة المدرسية، لتنضم ''سارة'' لتدريب مع أحد المدربين في الوقت الذي سمعت فيه كثيرا عن بطلة الجمهورية، متمنية أن تلحق بالتدريب تحت إشرافها، ويحدث الامر بعدها منذ ثلاث سنوات.

عدد من الألعاب تعلمتها ''سارة'' من كابتن ''نادية''؛ الجري على مسافات مختلفة، ذاقت معها فرحة المركز الثالث في اختراق الضاحية، لتحصل على المركز الثالث عربيا، وبمزيد من التدريب تجرى الفتاة إلى المركز الأول على مستوى الجمهورية، كلمات من التشجيع والإطراء تحفز بها ''سارة'' من قبل أي مباراة ''أنتي بطلة والأولى دايما''، تذكر ''سارة'' عن فرحتها بالفوز في بطولة عربية دفعت ''نادية'' بأن تجعلها تتحمس للبطولات الدولية، إحساس الأم لا ينفصل عن شعور الكابتن ''كابتن نادية بتحسسنى دايما إني بنتها وبتساعدني في كل حاجة''، ومعها تتمنى ''نادية'' أن تصل ''سارة'' للبطولات العالمية.

خبرات الملعب تركت أثرها على حياة الكابتن ''نادية''؛ الثقة بالنفس واللياقة البدنية دفعتها للعمل فترة في مصر للطيران، طافت العالم كله، علمتها الرياضة كما تقول أن تؤسس علاقات كثيرة مع الناس، ورغم ذلك ينفطر قلبها لجهل الكثير بألعاب القوى، وأضواء الإعلام المسلطة على كرة القدم دون الألعاب الفردية، حالمةً أن يحظى أبناءها المتدربين بالسفر إلى معسكرات بالخارج.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان