إعلان

''أبي والثورة وأنا''.. رحلة فتاة تركية تبحث عن الثورة

07:14 م الجمعة 21 نوفمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

تشربت معنى الثورة منذ صغرها، أحاطت بها وهي بعد لم تحبو، رُبّما كانت معاني الحرية والكرامة تمشي بدمائها التركية، رغبت ''أفق'' أن ترى الثورة كما أحست بها في صغرها، ارتحلت وجابت العالم للبحث عنها، ذلك التغيير الذي كان أباها جزء أصيل منه، لكن الزمن محا علامات الثورة من روحه، فظلت تبحث عنها في أرجاء الأرض، لتؤمن بعدها ''أنه من الممكن قتل الأشجار لكن الولادة ممكنة'' كما قال الشاعر السوري، ياسر الأطرش.

غربلتها الثورة، رغم أن ''أفق'' لم تحيَ في زمنها، بالفيلم الوثائقي ''أبي والثورة وأنا'' الذي عرض بسنيما زاوية ضمن بانوراما الفيلم الأوروبي، تحكي الفتاة الثلاثينية عن أسرتها الصغيرة، وُلدت لأبوين شيوعيين، التقيا ببعضهما في أحد الكيانات الشيوعية، كانا مؤمنين بثورة تغير تركيا، موقنين بمعاني الكرامة والحرية، تظاهرات عديدة شارك فيها أباها، تحكي عنها بفيلمها من خلال صور وأفلام وثائقية عن تلك المظاهرات منها مجزرة ميدان تكسيم في 1 مايو 1977 تزامنًا مع يوم العمال، والتي راح ضحيتها حوالي أربعين شخص.

ولأن والدها آمن بالتغيير، فقد سُجن لعشرة أعوام بينما كانت ''أفق'' تتعلم المشي والكلام، لذا تمكنت منه الهجرة، قام بتزوير جوازات السفر لأسرته الصغيرة، وسافر إلى فرنسا، تحكي الفتاة الثلاثينية أن السفر إلى فرنسا كانت النُزهة الأولى لهم بعيدًا عن السياسة، لم تستقم لهم الإقامة بفرنسا، فاتخذوا سويسرا وطنًا بديًلا لهم لسبعة وعشرين عام.

كانت ''أفق'' تحكي على مهل في البداية الهالة الثورية التي أحاطت والدها، وتعظيمها له، ورويدًا كانت تنسحب تلك الطاقة، ليختفي والدها خلف المقامرة والاحتيال والسرقة، ويُسحب من روحه التغيير الذي ملأه، استعانت الشابة التركية في فيلمها بمادة أرشيفية عن تاريخ تركيا، وأفلام عن أوقات عاشتها أسرتها، وصديق تركي لأباها كان يقص عليها بعض الحكايات عن الثورة هناك.

رغم قتامة الحكاية إلا أن ''أفق'' استعانت أيضًا بصور متحركة أضفت روحًا كوميدية على الأحداث، ذهب أبيها إلى السجن، وكانت تلك المرة بسبب تزوير أوراق مالية، أما هي فقررت أن تجوب العالم بحثًا عن الاشتراكية التي علمها إياها بطلها المسجون، ذهبت إلى مدن صغيرة بهولندا والهند وأمريكا، لتجد بتلك العوالم الصغيرة معنى الاشتراكية متحققة بالفعل، فلم تكن مجرد أحلام.

مرت ''أفق'' بمراحل عدة، بدءًا بالاستقرار النفسي ثم خلخلة المعاني اليقينية إلى أن وصلت لحالة من التصالح مع أبيها، نضوج ربما أصبحت عليه الفتاة الثلاثينية لترجع بعدها الباحثة إلى وطنها تركيا، للبحث عن الثورة، عن تلك الميادين والساحات التي امتلأت بالحناجر المفوهة والدم، وما ساعدها على التيقن من كون الثورة باقية رفيق أبيها القديم الذي عرّفها على تلك الساحات وحكى لها ما لم تكن فيه حتى وقتها بجنين، حيث رافقها إلى الاحتفالية التي يقيمها الكيان الشيوعي في ذكرى ذهاب رفاقهم، تجد نفسها بين أحضان أناس لم ترهم من قبل، ليصبح الوطن حقيقيًا، والثورة تنهض من رماد.

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان