إعلان

حكاية ''مسارات الثورة'' في ''أمكنة''... عن فلسفة الثورة المُعلّقة

12:50 م الأربعاء 29 أكتوبر 2014

كتبت-رنا الجميعي:

شهران هما عمر العدد الجديد من مجلة أمكنة، يحمل رقم الحادي عشر تحت عنوان ''مسارات الثورة 1''، حيث احتفلت مؤسسة مساحة، يوم الأحد الماضي، بصدور العدد الجديد بحضور صاحبها الكاتب ''علاء خالد''، وسط عدد من الشباب المهتمين بالمجلة.

المجلة التي تحكي عن الثورة من خلال عدد من الحوارات والمقالات، تأخذ الخيط من أوله، منذ اشتعال فتيل الثورة بالسويس، بحوار بعد ثلاثة أيام من بدء حركة التغيير مع شاب سويسي، تتنقل الحوارات بين المحافظات، من السويس إلى بورسعيد، قنا والنوبة، وتختلف الفئات المُحاورة من مجموعة فتيات، شباب ألتراس إلى أبطال المقاومة في السويس وبورسعيد.

رحلة كاملة تتسع لها المجلة بعدد صفحاتها الأربعمائة، تُجاورها صور تضعك بقلب الأحداث الماضية، صور الشهداء، الاشتباكات المتعددة، المظاهرات والمسيرات، المجلة كانت مسيرة قام بها علاء خالد تشاركه إياها زوجته ''سلوى رشاد''، وعدد من كتاب التقارير والمقالات، تلك المسيرة التي تناولت التغيير ومسّت عقل ''خالد'' ''كانت الحوارات بتديني احساس ان فيه مصر تانية''.

تلك الروح التي عبقت بها أجواء منذ ثلاث سنين، جعلت العدد الذي عكف عليه ''علاء'' كل تلك المدة لا يعيبه شيء، رغم حالة التردد التي كان عليها ''كل شوية كان بيحصل جديد''، لكنه عزم الأمر على إصدار العدد كما هو، ليتمكن العدد من إمساك بلحظة مرت والتوثيق لها ''زي ما فيه أفلام وكتب بتتكلم عن لحظات مرت في تاريخنا، لما قريت عن انتفاضات الطلبة في 18، و19 يناير كنت حاسس إني مشحون رغم إني مشفتش بعيني اللي حصل''.

يصدر العدد مصاحبًا لصور تتحدث عن الثورة، فكانت المجلة أشبه بجدارية تعددت بها أشكال الثورة، لم يكن مصدر الصور الانترنت بل أصحابها ''أخدنا أنا وسلوى الإذن من أصحاب الصور فهي موثقة بشكل رسمي''.

اللحظة التي صدرت بها العدد كانت في رأي ''علاء'' بها شئ من يأس النفوس وصفه باليأس ''المشروع''، اليأس المؤقت الذي يتصور أن على الشباب بعد الانتهاء من تلك الحالة أنه ''لازم يحصل مجهود أكبر منكو''، مخاطبًا الحضور، بدون ذلك المجهود الذي يرغب في رؤيته لن تكتمل الثورة، وستظل ثورة ''مُعلّقة''.

تلك الحوارات التي جعلت ''خالد'' لصيقًا بحالات متنوعة من الناس، جعلته يرى أعمق من غيره التناقضات في وقت مبكر، الحالة الثورية المكتملة التي علت الثمانية عشر يوم ثم بدأت تتناقص تدريجيًا، فيما نظر صاحب أمكنة إلى ذلك النقصان واستطاع وصفه، كالحالة التي استقرت بالسويس بعد فوران دام وقت قصير ''هناك العلاقة السيئة بين الشرطة والناس أدت للمظاهرات اللي شفناها، وبعد ما انتهت، خلاص كله قعد على القهوة تاني''، أما الأجيال السابقة من ثوار السويس  ككابتن غزالي والشيخ حافظ سلامة، فاستقرت الثورة بشكل مقتصر على تاريخ قديم ''الثورة عند كابتن غزالي وقفت عند حرب أكتوبر''.

تلك الثورة غير مُكتملة بنظر ''علاء'' لأنه استطاع من خلال البحث والتقصي أن يرى ويحاور فئات مُختلفة من الشعب، صُدم بالحالة التي شاهدها بالسويس، بعد ثلاثة أيام من بدء الثورة حاور هناك شاب شارك بها، اشترط عليه الشاب الثلاثيني على أن يكون الحوار بمكان ضيق داخل مقهى ''أبو حلاوة''، هناك بكى الشاب واعتقد أنه فعل ما عليه، والآن عليه أن يستقر بحياته ''استغربت يعني ايه شاب عنده واحد وتلاتين سنة وبيقفل حياته خلاص''.

تظل الثورة بعين ''علاء'' منقوصة إلى أن يستمر المد بها، ليصيب كافة نواحي الحياة، ويصيب أهلها الذين لم يكونوا بالوعي الكافي لاستدراك أخطائهم الماضية ''لسة الثورة مفيش مكان قادر يستوعبها''، حيث يعتقد أن تلك الهزة لم يستطع أحد استقبالها مكتملة، ولاستكمالها على المجتمع أن يمتلك المعرفة الكافية ''عشان تكمل قوة الحدث''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: