إعلان

لينا الغضبان: ''أول الخيط'' يكشف الحقائق الغائبة في مصر .. (حوار)

11:46 ص السبت 25 أكتوبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- محمد مهدي:

بعد توقف أكثر من عام، تعود الإعلامية ''لينا غضبان'' لاقتحام مجال التحقيقات الاستقصائية من جديد، في الموسم الثاني من برنامجها ''أول الخيط''، التي تحاول من خلاله البحث عن مكمن الفساد في بعض المؤسسات، وتفسير عدد من الظواهر السلبية في المجتمع، وكشف حقائق غائبة عن المواطن المصري.

مصراوي التقى بالإعلامية ''لينا غضبان'' وأجرى معها حوارا تحدثت خلاله عن أسباب توقف الموسم الأول من البرنامج والتغيرات التي طرأت على الموسم الجديد، أبرز المشاكل التي تواجههم خلال العمل في التحقيقات الاستقصائية، وردها على الاتهامات التي ربما توجه إليها بتشويه سمعة مصر.

مع بدء الموسم الثاني من ''أول الخيط''.. ما أسباب توقف الموسم الأول؟

بدأنا الموسم الأول في شهر مارس من العام الماضي، بخطة عمل شملت تنفيذ 12 حلقة تُعرض على مدار العام لأن البرنامج شهري، لكننا توقفنا عقب 30 يونيو، حيث رأينا أن الوقت غير مناسب للتحقيقات الاستقصائية لأن الشارع كان مهتما وقتها بالأخبار والأحداث اللحظية.

ماذا فعلتم أثناء توقف الموسم الأول؟

تم استغلال الوقت والعمل على حلقات الموسم الجديد التي تُعرض هذه الأيام على قناة ontv.

هل طرأ تغيير على البرنامج في الموسم الثاني؟

تحول البرنامج من شهري إلى أسبوعي، وتقلصت ساعات عرضه من ساعة ونصف إلى 45 دقيقة فقط، نصف ساعة لعرض فيلم يضم تحقيقا استقصائيا و15 دقيقة نطرح فيها تطورات القضية وزوايا جديد لم نتناولها خلال التحقيق أو إحصائيات ومعلومات لم نطرحها خلال الفيلم.

وسط الزخم الإعلامي.. ما الذي يطمح له برنامج ''أول الخيط''؟

هدفنا أن نكشف الحقائق الغائبة في مصر وأن نُمكن المواطن من خلال الصحافة بالمعلومة الموثقة عن قضية ما بدون فرض رأينا أو تلقينه انطباعات، مما يؤهله إلى تكوين رأيه الخاص وجعله أكثر تفاعلا في الحياة السياسية.

يختلط الأمر على المشاهد بين الأفلام الوثائقية والتحقيقات الاستقصائية.. ما الفرق بينهما؟

التحقيقات الاستقصائية تحاول إزاحة النقاب عن جوانب غير معروفة عن حدث أو قضية ما، البحث عن تفاصيل لم تُكشف بَعد من خلال معايشات وتجارب وتصوير من كاميرات سرية، أما الوثائقية فدورها تسجيل وقائع وتوثيقها فقط بدون التعمق في كل حدث.

التحقيقات الاستقصائية تحتاج لآليات تنفيذ كثيرة.. حدثينا عنها.

نبدأ بطرح فِكرة، ثم مناقشتها وبعدها نقترح فرضية ما نعمل عليها، مثل تحقيق المستشفيات كانت فرضيتنا ''تم إهدار المال العام بسبب اتخاذ قرارات خاطئة''.

الخطوات التالية تنحصر في تحديد المصادر التي سنلجأ إليها، ثم وضع معالجة لكيفية ترجمة الأمر لشكل تلفزيوني، وبعدها تأتي مرحلة كتابة ''الاسكريبت''، فضلا عن البحث الواسع عن كل المعلومات المتاحة حول القضية التي نطرحها والتأكد من صحتها.

أيضا التواصل مع الحالات ومناقشتها قبل إجراء لقاءات معهم، والنزول للتصوير ثم مرحلة المونتاج، ليصبح التحقيق جاهزا للعرض.

ماذا عن فريق عمل ''أول الخيط''؟

لدينا فريق صحفي مكون من مراسلين وباحث، وفريق فني-مصورين ومونتير- ومنتج ورئيس تحرير.

''أول الخيط'' يضم عدد من المراسلين الجُدد.. ما الهدف من هذه الخطوة؟

نؤمن بأهمية تفريغ وإفراز مزيد من المراسلين على الساحة الإعلامية لذا لدينا فريق من صحفيين شباب، يظهرون للمرة الأولى على الشاشة، قمنا بتدريبهم على الإلقاء وكتابة ''الاسكريبت'' والنزول إلى الشارع والتعامل مع المواقف كافة وكيفية إجراء حوارات، وسيُعرض لهم عدد من التحقيقات خلال البرنامج.

في الحلقة الأولى من ''أول الخيط'' ظهرتي كسائحة.. كيف كانت التجربة؟

قمت بدخول الأماكن السياحية كسائحة ووجدت أزمات كبير، منطقة الأهرامات تعاني بشدة، القفز على السيارات من أصحاب الجِمال وإفزاع السائحين فضلا عن ملاحقتهم تجعلهم يشعرون بالضيق والهرب من المكان.

المتحف المصري أيضًا حالته سيئة، الأتربة في كل مكان والإضاءة بشعة وعندما تسأل عن هذه الحالة تجد الرد ''أصل المتحف الجديد بيتبني'' كأننا نقول للسائحين ارحلوا حتى بناء المتحف الجديد.

هل واجهتِ أزمات أخرى كسائحة؟

بالطبع، التسعيرة المزدوجة في المطاعم السياحية، قمنا بتجربة دخول 3 مطاعم بشكل عشوائي، مصريين وسائحين كلا منهما يطلب نفس الطعام، وفي كل مرة كان السائحين يدفعون أكثر بمعدل الضعف أحيانا، كما اكتشفنا أن المطاعم تضع أسعار على قائمة الطعام العربي أقل بكثير من القائمة المكتوبة بالإنجليزية.

والحل؟

لابد من وجود رقابة، بمتابعة أي مخالفات، لأنه لا يعقل أن نخسر الملايين من الجنيهات سنويا من أجل بضعة نقود.

هل لديكِ مخاوف من اتهامك بتشوية سمعة البلاد بعد عرض تحقيقاتك؟

لا يوجد لدي أي تخوفات من هذه الاتهامات، نحن مواطنين مصريين نحب بلادنا ولا نقبل أن يزايد علينا أحد أو يُشكك في وطنيتنا، وحب مصر لا يعني أن ندفن رأسنا في الرمال ونمتنع عن كشف الحقائق، ولعل أبرز مساوئ نظام ''مبارك'' هو التعتيم الإعلامي واتهام الأصوات الحُرة بتشويه صورة البلاد وهي اتهامات ليست لها معنى.

تعرضتِ لنقد لاذع بعد عرض تحقيق ''التحرش'' في الموسم الماضي.. ما رد فعلك؟

شعرت بضيق أفق شديد في النقد الموجه للبرنامج ولشخصية ''وليد'' الذي وافق على النزول إلى الشارع بعد تمثيله لدور امرأة، رأيت أنه شاب جريء مقتنع بالقضية، وأن المهاجمين لم يقدروا هدفنا من التحقيق.. في النهاية لن نستطيع إرضاء الناس جميعا. لكننا نقدر على إرضاء ضميرنا.

ما أبرز الصعوبات التي تواجه التحقيقات الاستقصائية في مصر؟

صعوبة الوصول إلى المعلومات.. المسألة في مصر مأساوية، الجهات الحكومية تتعامل مع معلومات عادية كأنها سر حربي، أتذكر أننا طلبنا من وزارة الصحة عدد رسمي لمستشفيات التكامل الصحي في مصر لكنهم رفضوا بحجة الدواعي الأمنية.

نحن كصحفيين لابد أن نرسخ لفكرة أن المعلومة من حقنا، ومن حق المواطن علينا، ولابد أن تستجيب لنا المكاتب الإعلامية في الوزارات والمؤسسات المصرية التي تتعامل مع الصحفيين بتشكك كأننا أعداء.

هل يجد مجهودكم صدى لدى المسؤولين؟

هذه النقطة أحد أهدافنا، أن نكشف أمور قد تكون غائبة عن الجهات الرقابية لكي يتحرك المسؤولين، وهذا هو دورنا.

وعن رد فعل المسؤولين لم نتلقَ أي اتصال من مسؤول إلا دعوة من مكتبة الإسكندرية لحضور ندوة عن التحرش بحضور مسؤول من وزارة الداخلية ومسؤول قضائي، بعد حلقة ''التحرش'' التي أُذيعت في الموسم الأول من البرنامج.

ذكرتِ من قَبل أن الصحافة من المفترض أن تلعب دورا كبيرا بعد الثورة.. ماذا تقصدين؟

دور الصحافة أن تمكن المواطن بإعطائه الوسيلة وهي المعرفة من خلال المعلومة الموثقة أو كشف جوانب من سلبيات لم يتطرق إليها أحد من قَبل، ومن هنا يصبح لدى المواطن رأي ويجعله فاعلا في الحياة السياسية من خلال صندوق الانتخاب.

إلى أي مدى تؤثر التحقيقات الاستقصائية المتلفزة على المواطن المصري؟

لا يمكن أن أعطي نسبة مُحددة، لكن دعنا نؤكد أن التلفزيون في مصر يلعب دورا حيويا لدى نسبة كبيرة من المواطنين الذين يعتمدون عليه كمصدر أساسي للمعلومة.

ولدينا ميزة في التحقيقات الاستقصائي أنها تتعمق في جانب من قضية ما ربما لا تتمكن البرامج العادية من هذا الأمر.

تؤمنين بأن للمراسل دورا مهما في الإعلام؟

للأسف الشديد لا يوجد اهتمام بالمراسل في مصر، بالرغم أن المراسلين في كل وكالات العالم هم شرف القناة ومصدر فخرها، وهناك نماذج معروفة لوكالات اشتهرت بأسماء مراسليها، فالمراسل هو من يتواجد بالقرب من الأحداث، يحتك بها ولديه دراية كبيرة بالتفاصيل، ومن غيره يُصبح المذيع بلا معلومة يقدمها للمشاهد.

أخيرا.. من هي الأسماء البارزة في مجال التحقيقات الاستقصائية في الإعلام العربي؟

الإعلامي يسري فودة في برنامجه ''سري للغاية'' على قناة الجزيرة، هو أول نموذج عربي نشاهده يقدم صحافة استقصائية، وعلامة هامة في الإعلام العربي.

الإعلامي أسعد طه أيضًا في برنامجه ''نقطة ساخنة'' على الجزيرة، من أبرز الإعلامين في هذا المجال.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان