إعلان

''البرابرة''.. درّب المناسبات السعيدة ''مش سعيد''

09:55 م الإثنين 16 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي وإشراق أحمد:

شوارع ضيقة أشبه بالأزقة موازية لبعضها، تقع ما بين منطقة العتبة وباب الشعرية، وبمجرد رؤية ''النجَف'' المعلق داخل المحال يتأكد الوصول إلى ''درب البرابرة'' فبها يشتهر؛ حيث يعتبر أولى المنتجات التي استقرت بالدرب إلى جانب محال مستلزمات ''السِبوع'' والأفراح؛ فهو ملجأ الكثير من جميع الطبقات الذين دقت أبوابهم المناسبات السعيدة.

''قبائل البربر أو العمال النوبيين'' إليهم تنسب روايات تسمية الدرب بهذا الاسم؛ فعن الأولى ترجع إلى تلك القبائل القادمة من شمال إفريقيا وبلاد المغرب العربي وجاءوا إلى مصر في عهد الفاطميين؛ حيث استقروا في هذه المنطقة، أما الثانية فترجع إلى قدوم العمال النوبيين إلى القاهرة مع بداية القرن الـ19.

وبالنسبة لأصحاب المحال بالدرب تركز بيع هذه المنتجات في مكان واحد أشبه بأمر تلقائي، حيث قال ''علاء العطار''، صاحب أحد أقدم محال مستلزمات ''السبوع''، بمنطقة درب البرابرة ''إحنا هنا من سنة 1982''، إن الدرب كان قديمًا عبارة عن منطقة سكنية وبعض محلات البقالة، ولم يكن هذا الكم الكبير من محال مستلزمات ''السبوع'' والحلويات، إلا أنه مع تطور الزمن قام البعض بإنشاء محلاتهم في هذا المكان ثم بدأ عدد المحلات يزيد مع الوقت.

إذا قررت الوصول للدرب من منطقة ''العتبة'' سيصاحبك أصوات باعة الملابس والمفروشات، لكنها ستهدأ بل ستخفي مع الدخول إلى شوارع الدرب، التي بدت في الظاهر مليئة، لكن مع السير قليلاً يتأكد الأمر أنه ليس بالمترددين للشراء بل البائعين أنفسهم من أصحاب المحال و''الفرشات'' لبيع المنتجات ذاتها تقريبًا من مستلزمات ''السبوع''، وأعياد الميلاد وشموع الأفراح وغيرها، ونظرًا لتجمع هذا الكم من المحال الخاصة بتلك المناسبات السعيدة؛ فالبعض أطلق عليه درب ''المستلزمات السعيدة'' أو ''سوق السعادة''.

''تُحَف السبوع'' الشهيرة بمختلف أحجامها وأشكالها والشموع، ومختلف أنواع الحلوى والأكياس التي كُتب عليها ''مولود سعيد'' وغيرها ستجدها متراصة ومنتشرة بشكل أكبر عن أي شيء آخر يتداول بيعه على ''فرشات'' ومحال الدرب.

''الحال واقف، مفيش زباين''.. كلمات تكررت على ألسنة الباعة بمحال ''السبوع'' في الدرب الذي لم يكن يخل لقدم في مختلف أوقات اليوم.

وأوضح ''العطار'' أن أنواع مستلزمات ''السبوع'' قد تغيرت مع الزمن، وتطورت لتخرج أشياء جديدة للسوق كل عام كما أن '' كل حاجات السبوع اللي عندنا وفي معظم السوق من الصين، مفيش حاجات مصري إلا قليل أوي''.

إقبال الناس على السوق لم يصبح كبيرًا - على حد قول ''العطار'' - ومعظم البائعين في درب البرابرة؛ حيث قال ''هيثم''، أحد البائعين، أن ''الحال زي ما انتوا شايفين أهو واقف''.

وأرجع ''هيثم'' ضعف الإقبال إلى فكرة ارتفاع أسعار المستلزمات عن الماضي ''حتى لو الناس معاها فلوس هتوفر الفلوس بتاعة السبوع وتعمل بيها عقيقة وخلاص''، مؤكدًا أن أقل سعر يمكن دفعه لشراء مستلزمات السبوع قد لا يقل عن 100 أو 150 جنيه.

''فرج''، أحد العاملين في محال بيع الحلوى ومستلزمات ''السبوع''، أوضح أن ''في حاجات جديدة بتنزل السوق كل سنة''، لكن المشكلة - على حد قوله - أن عملية البيع أصبحت في حالة ركود ''اللي كان بيشتري بـ3 آلاف جنيه زمان هيشتري دلوقتي بألف بس، واللي كان بيشتري بألف هيشتري بـ500 جنيه، ودلوقتي اللي عايز يشتري بـ200 جنيه هيقعد بيهم في البيت مش هينزل''.

''المتوسط بيموت، وبييجي هنا يحس بفقر مش طبيعي''.. قالها ''فرج'' عن حال الطبقة الوسطي التي تأتي لتحاول شراء مستلزمات ''السبوع'' للمواليد، مضيفًا أن ''زمان كان مبلغ قليل يجيب دلوقتي مبقاش يعمل حاجة''، وأوضح أن قاطني المحافظات لا يأتون للقاهرة للشراء على عكس الحال من فترة ''بيبقوا خايفين تكون في خناقات ولا سرقة في الطريق فبيخافوا ينزلوا''، على حد قوله.

عدد الطلبيات التي يتعامل بها المحل الذي يعمل به ''فرج'' تقلصت للنصف ''كنا بنطلب طلبية تقريبًا كل شهر، دلوقتي بقينا بنطلب كل شهرين''.

ولم يختلف رأي ''حسن '' أحد الباعة المفترشين لمستلزمات السبوع عن أحد حال البيع لم تعد كالسابق وإن كان ذلك ''حال اقتصاد البلد كله كده''، مؤكدًا أن البضائع ''الشعبية'' وهو الاسم المطلق بالدرب على المنتجات المصرية لتميزها عن الصينية التي تملأ السوق، لها زبائنها لأنها الأرخص ''متوسط شراء احتياجات السبوع ممكن 100 أو 150 جنيه''.

وأمام أحد المحال التي بدت عليها القِدم خاصة من إحدى شموع ''السبوع'' التقليدية التي وضعت أمامه وأخذت شكل عروس بلاستيكية، وقفت ''زمزم'' داخل المحل الذي تعافر من أجل بقائه بعد وفاة والدها، خاصة وأن المحل يعمل في هذا المجال منذ الخمسينيات ''الحال واقف ومفيش زباين، لإن الحاجة غليت وحال البلد مأثر برضو''، كما أن المستوردين أصبحوا في تعنت بسبب الخوف مما يحدث في البلد من ناحية وللاحتكار من ناحية أخرى، على حد قولها.

''الشغل الصيني هي اللي ماشي هنا''.. هكذا أكدت '' زمزم''، موضحة أن الصناعة المصرية لا ترقى بالصينية عارضة أحد ''تُحف السبوع'' المصرية وأخرى صينية شبيهة بها؛ فالأولى هي الأرخص حيث بلغ سعرها 75 قرشًا لكنها ''مش حلوة''، بينما الثانية بلغ سعرها 2 جنيه ''لكن مين دلوقتي يقدر يجب كتير من القطعة أم 2 جنيه، كله بياخد أم 75 قرش''.

نفت ''زمزم'' عدم قدرة صناعة ما تفعله الصين، موضحة أنهم كانوا يمتلكون مصنع يقوم بذلك في السابق لكنه كان يحتاج تمويل لذلك لم يستطيعوا مواصلة الأمر.

''رويدا''، أحد المترددين القلائل الذين تواجدوا بالدرب لشراء احتياجات السبوع لحفيدها الثانية، قالت ''جايه أجيب سبوع لحفيدتي التانية والأول كان من 3 سنين لكن الأسعار مكنتش كده''، على حد قولها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان