إعلان

''التحرير'' في ذكرى ''نصر أكتوبر''.. ثكنة عسكرية و''السيسي'' كلمة السر

10:15 م الأحد 06 أكتوبر 2013

كتبت - إشراق أحمد ودعاء الفولي ويسرا سلامة:

كانت الطائرات الخارقة للصوت تحوم في كل مكان، لا تنقضي فترة قصيرة حتى تمر مجموعة أخرى يرتفع صوتها، وترتفع معه صيحات مؤيدة من قبل المتقدمين نحو ميدان التحرير الذي طوقته قوات الشرطة والجيش والأسلاك الشائكة من جميع المداخل.

وخلف الأسلاك وقف الجنود، وأمامها من خارج الميدان انتظر القادمين، يشير بعضهم بعلامة النصر للجنود بينما يرفع آخرون صورة ''السيسي'' و''عبد الناصر''.

تمر دقائق ثقيلة، تقرر قيادات الجيش والشرطة الموجودة على مداخل الميدان من جهة ''طلعت الحرب'' السماح للمواطنين بدخول التحرير، لتبدأ بعد ذلك إجراءات التفتيش التي كانت تستلزم الوقوف في ''طابور'' طويل لا يخلو من الهتاف وتحية الجنود وتقبيلهم ينتهي بأبواب إلكترونية، ثم ضباط شرطة وبعض عناصر من الشرطة النسائية لتفتيش السيدات، أما البائعين فعلى بضاعتهم المرور على ''الكلاب'' المدربة للتعرف على أي شيء مريب داخلها.

داخل الميدان كانت المشاهد متنوعة؛ منصة مقامة أمام مجمع التحرير يهتف عليها بعض الأشخاص للجيش و''السيسي'' وخلفهم يردد الواقفون أسفلها؛ أسرة أتت من قرية ريفية بعيدة لتحتفل بذكرى ''أكتوبر'' مع صغارها الذين رسموا علم مصر على وجوههم، مجموعة سيدات يرقصن على أنغام ''تسلم الأيادي''، أو تصفق أيديهن لسيدة تقف في منتصف دائرة صنعنها لتهتف لـ''السيسي'' ولكن في قافية منتظمة أشبه بالأغاني الشعبية، ضابط شرطة يرسم علم مصر على يديه ويتبادل الوافدون على الميدان التصوير معه.

الرزق أهم من السياسة

''مصطفى'' وقف بالقرب من مجمع التحرير، مسك بإحدى يديه ''زمارة'' ينفخ فيها بين الحين والآخر ليجذب الناس، أمامه صندوق كبير ممتلئ عن آخره بآلات النفخ البلاستيكية التي يبيعها في الميدان الواحدة بعشرة جنيهات، يتكسب منها رزقه؛ حيث يعتقد أن البيع في الميدان له طعم مختلف ''إن شاء الله ننتصر النهاردة ونبقى بخير''.

''الموسكي'' و''التحرير'' وحتى ''رابعة''.. كلها أماكن يبيع فيها ''مصطفى'' أشياء مختلفة، فأينما كان الرزق يكون هو؛ باعتصام ''رابعة العدوية'' كان يبيع بعض الصور للرئيس المعزول مرسي، و''كان في بيع كتير''، غير إن مكانه الأساسي بالقرب من التحرير، وعندما يكون الميدان مُغلق فإن ''الحالة بتبقى نايمة شوية''، وبذلك فالمظاهرات والاعتصامات دائمًا هي الأفضل بالنسبة له.

وخلف الوقوف قرب المنصة بالأعلام المصرية يهتفون ويتمايلون على أنغام أغنية ''تسلم الأيادي''، وقف ''ممدوح'' يسكب مشروب '' العرقسوس''، الذي أعده بالأكواب لمن يريد، بينما يتدلى حول عنقه لافتة صغيرة كُتب عليها ''شعب مصر بيقول بحبك يا سيسي ونفسي تبقى رئيسي''.

ليست المرة الأولى التي يتواجد بها ابن سوهاج بالميدان ''اندليت كتير للميدان قبل كده''، لكن اليوم تواجد إلى جانب كسب الزرق لكي يؤيد وزير الدفاع ''عبد الفتاح السيسي الفارس الأول للبلد وأعظم فريق في الكون'' على حد قوله؛ حيث يرى ''ممدوح'' أن ''البلد هتبقى أحسن على إيده وهنشوف خير الأيام اللي جاية أكتر من اللي فاتت''.

الاحتفال ليس بالنصر فقط

على وجهها وضعت قناع لوجه ''السيسي'' من الورق المقوى، مؤدية بيدها علامة النصر بين الحين والآخر؛ ''سلوى'' هو اسمها، تذهب إلى ميدان التحرير من أيام الثورة الأولى؛ فهي ''كنت بنزل وقت 25 وساعة محمد محمود ومجلس الوزرا وماسبيرو''.

ورغم أن أبنائها ليسوا من محبي المظاهرات إلا أن نزولها أصبح أمرًا عاديًا، وخاصة في الاحتفالات بنصر أكتوبر، ''مرسي مكنش وحش بس اللي حواليه هما اللي بوظوا الدنيا''، قالت ''سلوى'' عن الرئيس المعزول، مضيفة أنها تتمنى على كل حال الأفضل للبلد.

'' سميرة'' جاءت من بولاق الدكرور إلى ميدان التحرير، للاحتفال بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر ''ربنا ينصر الجيش والسيسي على أعدائه، أنا جيت النهارده التحرير عشان احتفل بنصر كل المصريين في 73، وصايمة وجايبة فطوري معايا أنا وأختى، وهنفطر هنا وهندعي لمصر''.

أجواء الاحتفال انتقلت من ''سميرة'' إلى ''عبد العليم'' الذي تجاوز الثامنة والخمسين من عمره، جاء من محافظة قنا بصعيد مصر لكي يحتفل بذكرى نصر أكتوبر لأول مرة ''أنا جيت من البلد للتحرير عشان احتفل بسيادة الفريق السيسى، ونصر الجيش''، وبلهجته الصعيدية أضاف: ''أنا بجالي فوق الـ12 يوم مش لاقي شغل، أنا فواعلي في البناء، لكن جيت عشان احتفل بنصر أكتوبر''.

''أم أحمد'' جاءت هي الأخرى من صعيد مصر، وعلى الرغم من بعد المسافة بين الصعيد والقاهرة ''مش بعيد على مصر نحتفل بنصر جيشها''، بينما ''أم أحمد'' لم تأتِ فقط للاحتفال، لكنها جاءت من أجل تذكر أخيها ''عبد الحميد'' الذي استشهد في سيناء منذ ثلاث سنوات ''أخويا مات برصاص الغدر، نفسى أعرف هما بيكرهوا جيشنا ليه، جيشنا بيحمي وطنا وأرضنا''.

لافتة خشبية وضع عليها صورة تجمع ثلاثة وجوه عسكرية ''الرئيسان الراحلان جمال عبد الناصر، وأنور السادات، ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي''، حملها وظل يتجول بها في الميدان.

''جمال'' ذلك الرجل ''على باب الله'' على حد وصفه، والذي لم يترك الميدان منذ 25 يناير 2011، نزوله للميدان لم يكن لتأييد السيسي والاحتفال بذكرى نصر أكتوبر كحال كثير حوله لكن لأنه أحد جنود المشاة المشاركين في حرب أكتوبر.

ثلاث سنوات قضاها الرجل السبعيني مجندًا بالجيش منذ 1971 وحتى حرب أكتوبر في 73، يلخص أيامها ''شوفنا العذاب'' لكنه مع ذلك يتمنى بالميدان ''النهارده عايز ألبس أفارول وأحمي بلادنا إيه المشكلة''.

''عيش ..حرية ..عدالة اجتماعية''.. هتاف تردد بالميدان خلال 18 يومًا وما بعدها، وهدف دفع ''جمال'' للنزول وقتها بالميدان تاركًا أبنائه الثلاث، أما السبب عن نزله ميدان التحرير اليوم ''جايين نقول للعالم إحنا الشعب اللي انتصر في 73، وإن القوات المسلحة الشعب وراها''، وكذلك إيصال رسالة لأمريكا ورئيسها بارك أوباما ''إبعدي عن شئونا، الإخوان بح خلاص، والجيش المصري عمره ما هيضعف، وأرجو من سيادتك ما تتدخلش في شؤون مصر، ولو على المعونة مش عايزنها''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان