القيثارات الخضراء تعزف في الأمازون للحفاظ على البيئة
البرازيل - (د ب أ):
يعد حي زومبي دوس بالمارس الثاني والذي يقع شرق ماناو عاصمة ولاية امازونس البرازيلية من أكثر المدن فقرا وعنفا في البلد اللاتيني، حيث يعيش في هذه المدينة حوالي 8ر1 مليون شخص ومع ذلك فهي مدينة مضطربة اجتماعيا حيث يسود الفقر والعنف.
ولمواجهة هذه الظواهر السلبية بصورة أكثر إيجابية لجأ جوميز روبنز الناشط الاجتماعي الشهير بـ(روباو) أو (روبنز) العظيم بتأسيس مشروعه منذ 14 عاما.
ويجمع مشروع روباو المعروف اختصار بـ (OELA) بين حماية غابة الأمازون المهددة بالانقراض والالتزام الاجتماعي بتوفير عمل للشباب عن طريق تدريبهم على حرفة صناعة الألات الوترية.
وتتراوح أعمار الشباب في مؤسسة روباو بين 16 و21 عاما حيث يتعلمون كيف يصنعون القيثارات وتقوم المدرسة بصناعة الألات الوترية من الخشب الطبيعي مثل أشجار الصنوبر الأحمر وأشجار الأرز وخشب الورد وجميعها اخشاب أصيلة من أشجار غابات الأمازون.
تحمل القيثارات التي تنتجها المدرسة ختما خاصا بها يحمل حروف FSC إختصار Forest Stewardship Council أو مجلس رعاية الغابات .
يقول جوميز الذي درس في مركز الفنون بجامعة الامازون ''يحرص الكثير من الفنانيين على شراء هذه القيثارات وليس ذلك لمجرد المساهمة في حماية البيئة وانما لجودة الصوت الذي يميز هذه الآلات بصوتها العالي الرنان''. ويشيد جوميز بأن بعض هذه الآلات يتميز بروعته واختلافه .
ومتحدثا عن الآلات الرائعة التي تنتجها مؤسسته يتذكر جوميز أن كبار الفنانيين الذين اشتهروا بعزف الموسيقى الكلاسيكية حرصوا على اقتناء قيثارات من مؤسسته ومنهم ميلتون ناثيمينتو وجيلبرتو جيل الشهير بليني.
تحصل مؤسسة جوميز على المواد الخام على شكل تبرعات من الشركات والمؤسسات التي تعمل في صناعة الاخشاب وتنتج مدرسته حوالي ثلاث قيثارات يوميا.
يدخل في صناعة القيثارة الأساسي أربعة أنواع من الأخشاب وتتكلف حوالي 1500ريال أي حوالي 640 يورو أو 847 دولارا كما يوجد أيضا نماذج خاصة من القيثارات يصل عدد أوتارها إلى 13 وترا ويزيد سعرها كثيرا عن القيثارة العادية .
يقول جوميز عن صناعة القيثارات ''لقد حرصنا في بداية الأمر على صناعة قيثارات رخيصة السعر ولكن ولأن الجودة هي المعيار فإن سعر القيثارة وصل إلى 1500 ريال حيث أن الناس لا يقدرون إلا ما هو جيد حقا ومن العلامات المميزة لجميع أنواع القيثارات من ماندولين والطنبور والبانخو بالإضافة إلى رمز FSCأن شكل العنق عند شد الوتر في جميع قيثارات المؤسسة بمختلف أنواعها تتخذ شكل قبة مسرح الامازوناس وهو رمز مدينة ماناو.
يتم التدريب في مدرسة جوميز لمدة عام واحد وقد يعمل المتدربين بها كمدربين كما حدث مع ريناتو مونتالباو الذي يعمل كمدرب بالمدرسة بعد أن تدرب بها قبل ذلك وقد أصبحت المدرسة أحد المعالم الشهيرة بالمنطقة في السنوات الأخيرة وقد زارها العديد من المشاهير مثل الأمير تشارلز دوق ويلز وزوجته كاميلا والرئيس الاسبق للبرازيل لولا دا سيلفا.
يرغب أغلب الشباب المشتركين في المؤسسة في أن يصبحوا موسيقيين أما روباو فإن أكثر ما يهمه في هذه المؤسسة هو الجانب الاجتماعي يقول عن ذلك ''عندما جئت إلى هذه المدينة كان العنف يسودها والشباب يقتل بعضه بعضا تسود المخدرات والكحول والعنف كل مظاهر الحياة اليومية والدولة ظلت غائبة عمليا عن كل ذلك أما الآن فإن الوضع قد تحسن بصورة كبيرة'' .
ويضيف روباو قائلا '' لقد تركت منزلي المريح في ماناو عندما شعرت بضرورة القيام بدور ما تجاه هذا المجتمع , لقد كنت أقرأ عن حوادث العنف كل يوم مما دفعني إلى الذهاب إلى زومبي وأجرت المنزل الذي اشتريته لاحقا وبدأت العمل كمدرس موسيقى في إحدى الورش التي لا هدف للربح . وبعدها بدأت مشروعي الذي اعتبره جزء لا يتجزأ من هذا الحي يهدف إلى دفعه للأمام''.
ويقول روباو إن تأثير مؤسسته ظهر بشكل ايجابي في مجال آخر متعلق بالبيئة ومفهومها لدى الشباب . فالكثير لا يعرفون إلا القليل عن الغابة وهنا تعلموا كيف يحترمون بيئتهم ويقدروها حق قدرها .
فيديو قد يعجبك: