- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
يحل علينا الخامس عشر من شهر يناير بذكرى ميلاد الأديب والفيلسوف والسياسي والمفكر التنويري أحمد لطفي السيد، لسنة 1872م، والذي توفي في الخامس من مارس لسنة 1963م، ويُعد لطفي السيد من كبار مفكري العرب والشرق، الذين عاشوا في المائة والخمسين عامًا الأخيرة، بالإضافة إلى شهرته كمفكر وكاتب، ومعلم، فقد كان أجمل ما زين تلك الشهرة انه رفع رايات التنوير والإصلاح والتقدم، وكان فكره ليس لنفسه وكتبه وعزلته، بل للجماهير الكبيرة التي عبر الفيلسوف الجريء عن طموحاتها بنظرته الثاقبة إلى المستقبل. وسنتأمل معًا الآن المحطات التي مر بها لطفي السيد، وجعلت منه هاديًا للفكر الصحيح المستنير، وأبًا لحرية الرأي والصحافة، وكيف استطاع أن يتخذ من الصحافة الدرع والسيف لمشروعه الوطني؟
ولد في قرية "برقين" من قرى "السنبلاوين" التابعة لمحافظة الدقهلية، ونشأ من أسرة على جانب من الثراء، فأبوه "السيد باشا أبو علي"، وكان عمدة للقرية ومن أعيانها، فعُني بتعليم ولده، فألحقه بكُتاب القرية، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وفي سنة 1882م التحق بمدرسة الابتدائية في المنصورة، وبعد ثلاث سنوات من الدراسة انتقل إلى القاهرة، والتحق بالمدرسة الخديوية الثانوية (وهي الموجودة حاليًا بالقرب من منطقة الحلمية بالقاهرة) وظل بها حتى أتم دراسته الثانوية.
وفي سنة 1889م، التحق بمدرسة الحقوق، التي كانت في ذلك الوقت مركزًا للحركات والأفكار السياسية والوطنية، فكانت تجمع بين طلبتها شخصيات لعبت دورًا خطيرًا في مستقبل مصر السياسي والوطني، مثل مصطفى كامل، وعبد الخالق ثروت، وإسماعيل صدقي، وفي أثناء دراسته تعرف على الشيخ محمد عبده، الذي شجعه لما رأى فيه من أمارات النبوغ، وميله إلى الحرية واحترام الحقوق، وقدرته على الكتابة والإنشاء، وكان من أثر هذا التشجيع، أن قام أحمد لطفي السيد وجماعة من نابغي مدرسة الحقوق بإنشاء مجلة "التشريع"، كما التقى بجمال الدين الأفغاني في أثناء زيارته لإًسطنبول سنة ١٨٩٣ م، أثناء العطلة الصيفية وتأثر بأفكاره.
وفي سنة 1894م، حصل لطفي السيد على ليسانس الحقوق وعمل بالنيابة، وتدرج في مناصبها حتى عُين نائبًا للأحكام بالفيوم سنة 1904م. بدأ أحمد لطفي السيد نشاطه مع الزعيم الوطني مصطفى كامل سنة ١٨٩٧م، حيث خطط لتأسيس الحزب الوطني بمساعدة الخديوي، وعرض على أحمد لطفي السيد رئاسة تحرير جريدة الحزب، بعد أن يقضى عامًا كاملًا في سويسرا ليحصل على الجنسية السويسرية. لأن ذلك كان يعطيه حصانة تمنع اعتقاله، وتقف ضد مصادرة كتاباته، والحجّر على أفكاره مثل الحصانة التي كان يتمتع بها الأجانب في مصر في ذلك الوقت.
وعند عودته من سويسرا، ألتحق بالعمل مديرًا لدار الكتب عدة سنوات، أتاحت له الوقت للاطلاع على الفكر الأوروبي، فكان يقرأ لروسو، وكومتيه وميللر، وسبنسر، وقام بدراسة علم الأخلاق لأرسطو، وكان معجبًا بكتابات تولستوي الأخيرة. في عام ١٩٠٧ م، انضم إلى مجموعة من المثقفين الوطنيين لتكوين حزب الأمة، للوقوف أمام التيار الذي يتزعمه الخديو ومصطفى كامل، الخاص بالتقرب إلى تركيا، وكان ينتمي إلى الحزب الجديد مجموعة من كبار الملاك، وأصحاب القلم، والفكر والسياسة، منهم محمود سليمان، وحسن عبد الرازق، وحمد الباسل، وسليمان أباظة، وعلى شعراوي، وفتحي زغلول، وقاسم أمين، وعبد العزيز فهمي، وعبدالخالق ثروت، وسعد زغلول، وكان مفكرنا هو سكرتير عام الحزب، ورئيس تحرير جريدته "الجريدة".
ولنا هنا وقفة مع اكتشاف المحطة الكبرى للطفي السيد والتي كانت صاحبة الصيت الأوسع له، فقد خصص في "الجريدة" مساحة كبيرة لمناقشة قضايا الوطن الاجتماعية والسياسية والثقافية، وجعلها مدرسة لتدريب الكّتاب الصغار على الكتابة الحرة، تحت إشرافه وتوجيهه، وهذا عمل نادر لا تراه في أي صحافة كانت، ومن هنا جاءت تسميته عن جدارة بأستاذ الجيل، وهو اللقب الذي ظل يلازمه طوال حياته، ولقب به حسب وجهة نظر المعاصرين له، لأنه عمل طويلًا لنهضة الجيل المصري منذ أوائل القرن العشرين، وأنه بشر بالمبادئ الديمقراطية.
كما يعد من الأوائل الذين وجهوا الشباب المصري إلى معاني الحرية والاستقلال، وأسس مدرسة فكرية جديدة، تخرج منها شبان الجيل، الذين نهضوا في مختلف الاتجاهات الحياتية، لقد كان مع كتّاب الجريدة، وحزب الأمة، وراء حملة التبرعات التي قام بها الأهالي لإنشاء أول جامعة مصرية عام ١٩٠٨ م، وهي جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، والتي أصبحت جامعة حكومية عام ١٩٢٤ م.
وفي سنة 1908م، شارك في تكوين حزب "الأمة" فكان أمينه، كما دعا لطفي السيد إلى تكوين نقابة للصحافة المصرية سنة 1912م، وقد استجاب الصحفيون على اختلاف مشاربهم إلى هذه الدعوة. واجتمعت الجمعية العمومية لانتخاب النقيب والوكيلين وكان لطفي السيد أحدهما، ولم تلبث الحرب العالمية الأولى أن أعلنت فانطوت صفحة هذه النقابة أو هذه المحاولة الأولى في ميدانها.
وفي سنة 1913م، استُبدِل بمجلس شورى القوانين، الجمعية التشريعية، فدخل لطفي السيد في انتخاباتها باسم حزب الأمة، ولكن الإنجليز أوعزوا بسقوطه فسقط. وحرر صحيفته "الجريدة" يومية إلى سنة ١٩١٤م، وكان من أعضاء "الوفد المصري"، وتحول إلى "الأحرار الدستوريين"، وعين مديرًا لدار الكتب المصرية، فمديرًا للجامعة عدة مرات، ثم وزيرًا للمعارف، والداخلية والخارجية ١٩٤٦م، فعضوًا بمجلس الشيوخ سنة 1949م، وكان قبل ذلك تم تعيينه رئيسًا لمجمع اللغة العربية سنة ١٩٤٥م، واستمر فيه إلى سنة ١٩٦٣ م... وللحديث بقية في الأسبوع المقبل.
إعلان