إعلان

المستقبل .. وقمة المستقبل (١)

د.غادة موسى

المستقبل .. وقمة المستقبل (١)

د. غادة موسى

أستاذ مساعد - كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة 

07:00 م الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

د. غادة موسى

عندما يحدثك أحد عن المستقبل ينطلق لسانك بذكر أن المستقبل بيد الله. وصحيح أن أمورنا جميعها بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن الله يحب الصدق في النوايا وفي العمل وبذل الجهد من أجل عمارة الأرض والحفاظ على السلالة البشرية.

ولا أعد نفسي من المجتمع المتشائم، ولكن بإلقاء نظرة سريعة على أحوال عالمنا وكوكبنا الذي نعيش فيه نجد أننا لا نسعى لبناء مستقبل بل لإنهاء الحياة على كوكب الأرض! وليس أدل على ذلك من حجم التناقضات التي نعيشها. فمع هذا القدر الكبير من التقدم التكنولوجي والزيادة المضطردة في السلع والخدمات إلى حد الرفاهية تزداد معدلات الانتحار وحالات الاكتئاب وعدم الرضا وغياب السعادة. وعلى الرغم من المناداة باحترام الحريات وحقوق الانسان وحقوق المرأة تحديداً نشهد رِدة في تلك الحقوق من خلال نشر الفكر المتطرف في المشرق والمغرب معاً وزيادة الحركات الشعبوية المنادية بالانغلاق على الذات ولفظ كل ما هو مختلف، مع تصاعد موجات العنف التي طالت المرأة والطفل بشكل خالص. وكأن العالم كره إنسانيته!

فمعذرةً لكل من يحاول طمأنتنا بأن هناك مستقبل ما ولم يوضح لنا ماهية هذا المستقبل؟ كما لم يشر إلى من يملك هذا المستقبل؟

ومن الواضح والجلي أن المستقبل ليس ملكا ً لدول العالم الثالث أو ما يُطلق عليها اصطلاحا "الدول النامية". فهناك إصرار عالمي على أن تظل تلك الدول في حالة " نمو" بحيث لا تموت ولا تنضج.

ولا أدري كيف سيجتمع قادة دول العالم في " قمة للمستقبل" وهم يعلمون أن أقل من نصف العالم يسعي لتصفية ثلاثة أرباعه. وكيف سيجتمعون وقد أخفقوا في تحقيق أهداف الألفية الثالثة وسائرون على طريق الفشل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠!

إن الواقع يشير إلى أن العالم قد سئم كثرة القمم والمؤتمرات التي لم تنتشل الفقراء من فقرهم ولم توقف حرباً أو احتكاراً أو استغلالا، كما لم تستطع أن تفرض التزاماً بالقوانين والاتفاقيات الدولية التي وضعتها.

فالإشكالية لا تكمن في غياب الثقة أو عدم الإيمان بالقدرات، بل الإشكالية الحقيقية تكمن في غياب الإرادة الأممية لصنع مستقبل للجميع دون استثناء.

إن دول العالم، وبصفة خاصة العالم المتقدم تحتاج إلى وقفة وإلى مصارحة ومكاشفة مع الذات حول ما إذا كانت تؤمن بالفعل بالقيم والشعارات التي كافحت من أجلها وتعمل على نشرها في جميع أركان المعمورة أم أنها تحاول إنقاذ نفسها فقط لتكون أول من يقفز من السفينة التي أوشكت على الغرق!

إعلان

إعلان

إعلان