لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لا تنتصر جماعة على دولة !

سليمان جودة

لا تنتصر جماعة على دولة !

سليمان جودة
09:04 م الأحد 22 مايو 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في حفل إفطار الأسرة المصرية الذي أقيم آخر رمضان، أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قُرب الإعلان عن سيناء خاليةً من الإرهاب !
وكان الرئيس السيسي يعنيها تماماً وهو يقولها، ومن قبل كان قد وعد بالإعلان عن مصر خاليةً من ڤيروس سي .. وهذا ما تم بالفعل بعد أن نفذت الحكومة مبادرة صحية رئاسية على مستوى الجمهورية كان شعارها: ١٠٠ مليون صحة !
والمؤكد أن الوعد الرئاسي بالإعلان عن سيناء خالية من الإرهاب قريباً، قد نال من أهل الشر كما لم يحدث أن نال منهم شيء من قبل .. ولا بد أن هذا الوعد الرئاسي قد أثار أهل الإرهاب كما لم يحدث أيضاً أن أثارهم شيء من قبل كذلك .. ولماذا لا يثيرهم ولا ينال منهم إذا كانوا قد جربوا مثل هذه الوعود فيما سبق، وعرفوا أنها جادة فيما تتحدث عنه وأنها وعود في مكانها ؟!
في هذا المربع يمكن النظر إلى العملية الإرهابية التي حاولت الاعتداء على محطة رفع مياه في غرب سيناء يوم السبت ٧ من هذا الشهر فقتلت ضابطاً وعشرة من الجنود .. ويمكن بالدرجة نفسها النظر إلى العملية التي استهدفت نقطة عسكرية في رفح شمال سيناء يوم الأربعاء ١١ من الشهر نفسه فقتلت ضابطاً وأربعة من الجنود !
وإذا كان مسلسل "بطلوع الروح" الذي أذيع في رمضان قد تناول تنظيم داعش، فمن الطبيعي أن يخرج التنظيم ويعلن مسؤوليته عن العملية التي استهدفت محطة المياه .. فالمسلسل قد عرّى التنظيم بما يكفي، وهو قد كشفه أمام الملايين من المشاهدين على امتداد العالم العربي، وهو قد وضع ما كان يمارسه الداعشيون شرق سوريا وغرب العراق في برواز أمام كل ذي عينين !
ولم يكن هذا المسلسل وحده في هذا الطريق، لأن إلى جواره كان هناك مسلسل آخر هو "الاختيار" الذي قدم أهل الشر إلى المشاهدين من خلال وقائع حية جرت على الأرض، ومن خلال تسجيلات كانت الصورة فيها هي الأساس، مع ما نعرفه عن أن الصورة تظل بألف كلمة، ومع ما نفهمه من أنك أمام الصورة من هذا النوع لست في حاجة إلى كلام يشرع ولا إلى عبارات توضح !
وسوف يظل الوعي بين قطاعات الرأي العام بخطورة الفكر المتطرف هو أكثر ما يخيف المتطرفين، وهو أكثر ما يقلقهم في مخابئهم، وهذا الوعي هو بالضبط ما كان المسلسلان يعملان عليه طول الشهر الكريم .. إن معنى هذا النوع من الوعي ألا يجد أي متطرف أو إرهابي حاضنةً اجتماعية يتحرك فيها ، ومعناه أن يتحول الرأي العام كله من مجرد رأي عام متابع لما يجري أمامه، إلى رأي عام يمثل ظهيراً لحكومته في حربها على كل فكر متطرف، وعلى كل عنف يمارسه صاحبه تحت لافتة الدين !
وهذه هي أهمية الفن الذي يلتزم بقضية مع جمهوره، وهذه هي ضرورة الدراما التي لا تتخلى عن قضايا الناس، ولا عن همومهم، ولا عن شواغلهم !
ولذلك كله لا يمكن إلا الربط بين دراما رمضان التي تناولت الفكر المتطرف، وبين تنفيذ عملية غرب سيناء في آخر يوم من أيام إجازة عيد الفطر .. إنه ارتباط من نوع ما يكون في العادة بين المقدمة وبين نتيجتها المنطقية، وهو ارتباط يقول لنا في جانب منه، إن هذه الجماعات التي تمارس العنف باسم الدين هي جماعات لا مكان لها بيننا في المنطقة، وهي جماعات ضد طبائع الأشياء ، وهي جماعات مصيرها الزوال في نهاية المشوار، لأنه لم يحدث في التاريخ أن انتصرت جماعة على دولة !
هذه بقايا في سيناء تصارع وتحاول، والذين يقفون وراءها بالتخطيط والتمويل يعرفون أنهم منكشفون بما يكفي أمام الناس !

إعلان

إعلان

إعلان