إعلان

جيلي وأفتخر .. عبقرية الشاعر وفيلسوف الإعلام " 1 "

د طارق عباس

جيلي وأفتخر .. عبقرية الشاعر وفيلسوف الإعلام " 1 "

د. طارق عباس
09:25 م الجمعة 03 سبتمبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

هو عالَم من الإبداع المتجدد المتفرد ، بنى فلسفة حياته على تنفس الثقافة والعلم وتنمية الخبرات المعرفية ، لتكون جسوره القوية التي تصله بالآخر وتصل الآخر به ، هو " الشاعر " في شهادة الميلاد ثم في شهادة النقاد ، له العديد من الدواوين المُتَرجمة للإنجليزية والروسية ، وله كتابات حظيت باهتمام كبار الأدباء ومفكرين ، كما أنه إعلامي بمرتبة الشرف الأولى بل وعاشق لكل فنون الإعلام في الإذاعة والتليفزيون والصحافة .

في صوته حب وشجن وفي شخصه حضور طاغ وفي قلمه بأس وحزم ووضوح وصراحة وفي فكره تمرد على العجز وكُره للضعف ورفض للخوف وإصرار على محاربة الأخطاء والسلبيات ، كنت واحدا ممن تعلقوا به وأحبوه وحرصوا على متابعة برامجه التي قدمها في التليفزيون المصري – عندما كان التليفزيون مصري – وكان بمجرد أن يطرق صوته أذني ، أشعر وكأنه يؤنسني ، يحمسني ، يعينني على اكتشاف مكامن تميزي ، يربت على كتفي ، بل وربما يدعوني لنكون صديقين ، وكذلك كلما كنت أقرأ له ، تطربني لغته العذبة الفصيحة المليحة الرصينة الحصينة من الأخطاء الشائعة والمفردات المبتذلة ، كان ولا يزال طاقة خلاقة مشعة للأمل وفياضة بما يثري العقول وينير البصائر .

هو جاهز دائما لمشاركة البسطاء أمانيهم وأحلامهم وتقديم كافة أشكال الدعم لمن يركنون إليه ظهورهم إنه الشاعر والكاتب والإعلامي والفنان الدكتور " جمال محمد عبد الفتاح الشاعر وشهرته جمال الشاعر المصري حتى النخاع المتفجر بالوطنية والمولود في " 25 – 8 – 1956 " ب " دكرنس " إحدى مدن محافظة الدقهلية .

في هذه المدينة نشأ كاتبنا وتعلم كل مفردات الحب والسلام والتسامح ، بعيشه الآمن بين المعتنقين للديانات الثلاث ، فكان يصلي في الجامع ويسمع القرآن والأحاديث والتواشيح والأذكار وفي الوقت نفسه يسكن في شارع " الكنيسة " برفقة أصدقائه المسيحيين يتحاورون ويتزاورون ويتشاركون في كافة المناسبات الاجتماعية والدينية في حضور بعض " الأرمن والإيطاليين " من اليهود المتاجرين في بورصة القطن وحتى على المستوى السياسي ، فقد كانت مدينة دكرنس أشبه بوعاء انصهرت فيه التيارات السياسية على اختلاف توجهاتها بين مؤيد لعبد الناصر أو معارض له ، مؤمن بمبادئ الوفد أو بمبادئ الحزب الوطني ، أو منتمي لليسار والشيوعية أو رافض له .

هكذا نشأ جمال الشاعر في بيئة غير نمطية ثرية بالخبرات وقد زادت شخصيته عمقا لعمق اتصاله بالكتاب ، من خلال أجداده الذين كانوا يعملون بتجارة العطارة ولرغبتهم في إثراء معارفهم بمجال الطب النبوي وتذكرة داوود والوصفات الشعبية ، حرصوا على اقتناء الكتب وقراءتها والاستفادة من محتواها ، وبحكم عملية التأثر فقد وقعت تلك الكتب في يد جمال فاطلع عليها وبالتالي تكونت لديه خبرات لم تكن متاحة لمن هم في سنه ، زد على ذلك أن أخوال الشاعر كانوا مغرمين بجديد الثقافة ومدمنين للكتب المترجمة وأتيح لجمال من خلالها النفاذ إلى علوم الغرب ومعارفهم .

من هذا كله تعلم جمال الشاعر فن التعامل مع الناس وكيفية الاتصال بهم وتسويق منتجات العائلة إليهم وكذا الدفاع عن آرائه وقناعاته المؤمن بها والمتحمس لها .

رأى جمال الشاعر في عمه المحامي الشهير " عبد الرحمن الشاعر " قدوته ومثله الأعلى ، لوسامته وسعة ثقافته ونجاحه في عمله ، لذلك تمنى أن يكون مثله ، فيلتحق بكلية الحقوق قبلة المشاهير في ذلك الوقت والسبيل لإنصاف المظلومين والقريبة أيضا من عالم الأدب والفكر والمؤثرة في بناء الشخصية تأثيرا إيجابيا لكن بشائر الانفتاح الاقتصادي في منتصف سبعينات القرن الماضي ، قد حالت بينه وبين ما كان يحلم به لذلك دُفِعَ دفعا للالتحاق بكلية التجارة في " طنطا " إلا أن هذا التحول ، لم يصرفه عن الاهتمام بالثقافة والفن في الجامعة ، بل وراح يقيم الندوات والأمسيات الشعرية ويدعو إليها الإذاعة المصرية وفرقة " محمد نوح " حتى انتهى به المطاف للتخرج في كلية التجارة استعدادا لبدئ مرحلة جديدة في حياة كاتبنا .

وللحديث بقية في الأسبوع القادم .

إعلان

إعلان

إعلان