- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
لماذا محمود العربي؟ ولماذا هذا الإجماع الشعبي على حبه؟
هذا هو التساؤل الصعب، فالرجل استطاع في صمت وبلا إعلام أو إعلان أن يصنع إمبراطورية اقتصادية حقيقية على أرض الواقع لتصبح من أكبر الكيانات الصناعية في مصر مع اليابان، وما أدراك ما اليابان!
ولكن هذا وحده ليس كافيًا؛ فمصر بها الكثير من رجال الأعمال.. ولكن محمود العربي استطاع أن ينتقل من محلية المحلية من قرية أبو رقبة بمركز أشمون بمحافظة المنوفية إلى الحصول على أعلى وسام من إمبراطور اليابان شخصيًّا، بل نعاه السفير الياباني في مصر بنعي طويل ومؤثر، لتعاونه المثمر مع شركة توشيبا وغيرها من الشركات اليابانية، حتى أصبح اسم العربي إحدى العلامات التجارية والصناعية الرائدة في مصر.. ولكن هذا أيضًا لا يكفي، فمحمود العربي أصر على نقل الصناعة إلى مصر لإدخال مكون محلي الصنع بالتعاون مع العديد من الخبراء حتى وصلت الآن نسبة المكون المحلي إلى ما يزيد على 80% من مكونات المنتجات المصنعة في مصر.
والشيء الذي أعجبني في هذا الرجل عندما التقيته في التسعينيات من خلال المستشار عدلي حسين، محافظ المنوفية في هذا التوقيت، أنه جعل مستشاره الاقتصادي أحد الرموز البنكية في ذلك الوقت، وهو الفقيه البنكي عصام الأحمدي الذي يعتبر الصندوق الحقيقي للحاج محمود العربي والذي ظل معه طوال حياته.
لقد كان محمود العربي يحمل جينات مصرية أصيلة، بداخلها مفردات الحس الاقتصادي العفوي، والذكاء الرباني الفطري، فجمع بين هذا وذاك، كما استعان بالمتخصصين في كل المجالات التي يعمل بها، ولكن ما ميزه حقًّا، وما اختص به فعلًا، هو أن العامل بالنسبة له يمثل رأس المال الحقيقي للشركة، فكان الحب والاحترام والاحتواء عقدًا غير مكتوب بينه وبين العاملين في كل شركاته ومصانعه، بعيدًا عن قوانين العمل واللوائح، لأن كلمته كانت ميثاقًا للأمانة والنزاهة والشرف والتواضع وحب الآخر، وهي مفردات لا يملكها إلا رجال الأعمال الحقيقيون، الذين لم تحُم حولهم شبهات فساد أو إفساد، أو استغلال للعمال واللعب على ورقة الحاجة للعمل وأكل حقوقهم، بل وصل الأمر ببعضهم إلى تصفيتهم.
جثمان هذا الرجل الذي بكته مصر بشعبها، لأنه أحد النماذج الوطنية الاقتصادية الحقيقية الذين عشقوا تراب هذا الوطن، واحترموا الناس، وهذا هو سر نجاح هذا الرجل في تكوين هذه الإمبراطورية الاقتصادية العملاقة على أرض الواقع، رغم أنها بدأت في زمن (انفتاح السح الدح امبو).
أعتقد أن نموذج محمود العربي لا بد أن يُدرّس لأشباه رجال الأعمال الذين احتكروا الوطن واحتقروا العامل المصري وما أكثرهم! والذين أسقطهم الشعب المصري في ميادين التحرير.. لماذا؟ لأنهم ليسوا منا ولسنا منهم؛ فهم استباحوا الغش والتدليس ونهب الأموال ومستحقات العاملين وكوّنوا ثروات طائلة في الداخل والخارج- بغير حق- ولكنهم إذا أفلتوا من القانون الوضعي فلن يفلتوا من قانون السماء.. لقد فجّر رحيل هذا الرجل العظيم أشياء كثيرة في نفوس المصريين؛ لأنهم لم يجدوا نموذجًا أو نماذج مثل محمود العربي تحنو عليهم وتحتويهم.. وجاءت جائحة كورونا لتؤكد على مصداقية هذا الرجل الذي أبى أن يمس عاملًا واحدًا من إمبراطوريته في دخله ورزقه وأكل عيشه.
وكان سؤالي عندما التقتيه في حضور عصام الأحمدي وآخرين: لماذا رفضت العودة للبرلمان لتكون مثل رجال أعمال آخرين يستغلون هذا الموقع في حماية ثرواتهم؟ وكانت إجابته: أنا رجل عصامي واقتصادي.. أحمى ثروتي بالعمال والإنتاج.. والبعد عن القروض المشبوهة.. ولست مختصًا في السياسة.. والشرفاء تحميهم دعوات السماء.. وبعد المرة الوحيدة التي دخلت فيها المجلس أقسمت ألا أخوض التجربة مرة أخرى!
وسألته: هل تم ترشيحك لتكون وزيرًا؟.. أجاب: أكثر من مرة، وكنت أرفض هذا شكلًا وموضوعًا.. وسألته: لماذا لست ضيفًا دائمًا على الإعلام سواء «صحافة أو تليفزيون»؟، فأجاب بأن منتجات العربي والثقة التي تحظى بها لدى المستهلكين أفضل من أي دعاية.
كانت لقاءاتنا على فترات متباعدة، ولكنه كان مستمرًّا في استمداد قوته من دعاء الآخرين.. وكان يكره المنافقين والكذابين ولا يحترمهم مهما كانوا.. ولذلك كان الرئيس عبد الفتاح السيسي دائم السؤال عن صحته على الهواء من ابنه إبراهيم، رئيس اتحاد الغرف التجارية.
سيظل محمود العربي أيقونة الاقتصاديين الوطنيين.. ونتمنى أن نرى أكثر من «العربى» في كل المجالات الصناعية والإنتاجية، حتى تعود مصر إلى وضعها الحقيقي.
رحم الله محمود العربي..
ونسألكم الفاتحة.
إعلان