لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

 روشتة حسن السباك

الكاتب الصحفي بشير حسن

روشتة حسن السباك

بشير حسن
07:00 م الخميس 09 يوليه 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

زمان.. كان عندنا إعلانات للتوعية بالحفاظ على المياه، وما زلنا نتذكر صورة الحنفية المتهالكة والمياه المتسربة منها والصوت المصاحب لها يقول: "نقطة مياه تساوي حياة" وما زلنا نتذكر الراحلين محمد رضا وعبدالسلام محمد بطلي إعلان التوعية من خطر البلهارسيا وجملتهما الشهيرة "طول ما بندي ضهرنا للترعة.. عمر البلهارسيا في جتتنا ما ترعى"، وأغنية "حسانين ومحمدين" التي لعبت دورًا في توعية الناس بمخاطر كثرة الإنجاب.

زمان.. كان عندنا قناتان.. الأولى والثانية، وكان الإرسال ينتهي منتصف الليل، ومع ذلك كانت الإعلانات التي تحمل توعية للناس كثيرة ومؤثرة، وما زلت أتذكر لقب "شلبية" الذي كنا نطلقه على السيدة التي تنجب أطفالاً كثيرة؛ لأن "شلبية" كانت بطلة إعلان تحديد النسل،

وحالياً.. لدينا عشرات القنوات والمحطات الإذاعية التي تعمل طوال اليوم، ولا يوجد بها إعلان واحد يؤثر في الناس، يعني حضرتك لو البرامج الكثيرة التي تملأ الشاشات خصصت خمس دقائق يوميًا؛ لتوعية الناس بأهمية الحفاظ على المياه سيكون أفضل وأجدى من "الرطرطة" التي نراها يوميًا على الشاشات، ولو أن كل قناة أنتجت إعلانًا واحدًا يكون البطل فيه شخصية محبوبة.. سيكون له تأثير كبير، أو تنتج أغنية بسيطة يفهمها الناس ويقدمها مطرب قريب من الجمهور.

أنا أكثر الناس معرفة بكميات المياه المهدرة يوميًا، ولا يستفيد منها أحد، عندما أدخل عمارة في حي شعبي، أو حتى راقٍ.. أسمع صوت خرير الماء، ويدفعني فضولي لمعرفة مصدر الخرير، وبعد تتبع الصوت أجده من خزان على سطح العمارة، أو من ماسورة خلف العمارة، وللأسف.. هذه المياه تصب في المجاري، وغيرها يذهب إلى الشارع؛ ليهدم الأرصفة ويدمر الأسفلت، وفي الشقق السكنية وفي المصالح الحكومية تجد خرير المياه في الحمامات مستمرًا لأيامٍ؛ لأن "ماكينة السيفون" تحتاج إلى إصلاح أو تغيير.

أشعر بالحزن عندما أشاهد الحدائق العامة تعوم على المياه المعالجة؛ لأن المشرف عليها تركها مفتوحة وعاد إلى بيته، هذه المياه تدمر الأرصفة والأسفلت المحيط بالحدائق، كما أنها تروي أشجار "الفيكس" التي لا أعرف لها فائدة سوى استهلاك المياه. ويزيد حزني عندما أرى مواطناً يرش المياه أمام منزله، ويروي الأشجار ويغسل السيارات، يستوي في ذلك مواطن المناطق الشعبية والراقية.

أنا مستعد؛ لتشكيل فرق عمل مع زملائي في كل المحافظات لإصلاح الأعطال التي تتسبب في إهدار المياه، على أن تمدنا الشركات التي تصنع "ماكينات السيفون" بالعدد اللازم، على أن نبدأ بالمناطق العشوائية.

الدولة تسعى جاهدة للحفاظ على حصتنا من مياه النيل، ولا بد أن يكون لنا دور كمواطنين.

إلى هنا ينتهي كلام حسن "السباك" الذي هاله سلوكيات بعض المواطنين فأصر على وضع روشتة للحفاظ على المياه، روشتة حسن لم يكن لي دور فيها سوى الاجتهاد في صياغتها.

****

للتواصل مع الكاتب...

besheerhassan7@gmail.com

إعلان

إعلان

إعلان