إعلان

 إشارات إعلامية ذات مغزى

د. سامي عبد العزيز

إشارات إعلامية ذات مغزى

د.سامي عبد العزيز
07:26 م السبت 11 يوليه 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

اعتاد الجميع- وأنا منهم- أن نتناول الإعلام ومساراته وأوضاعه إما بتنظير زائد أو أسلوب يغلب عليه طابع النقد، وهذا قدَر الإعلام في العالم كله.

وترامب مثلا يرأس أكبر دولة تعد شكليا في مقدمة الدول من حيث حرية الإعلام والنقد وجه ألفاظا تخرج لأول مرة من فم رئيس أمريكي وصل إلى الاتهام بالعمالة وعدم الأخلاقيات وما هو أقسى من ذلك، وخاصة بتعبيرات وجهه وحركاته ونظراته في المؤتمرات الصحفية وبحضور ممثلي الصحف والقنوات التي يوجه لها نقده الجارح.

ولكن حينما يرى الإنسان منا متخصصاً كان أو مواطناً عادياً إشارات تطور حرفي ومهني فالضمير العلمي والعملي والإنساني يقتضي منا التعليق عليها وتحفيزها لمزيد من التطور والتنافس فهو في النهاية لصالح الجميع.

أولاً: قناة Extra News كل يوم تخطو نحو الأمام مهنياً، شكلاً ومضموناً ما يجعل منها منتجاً واعداً لقناة إخبارية متميزة وقادرة على أخذ مساحة أكبر من الاهتمام والتفاعلية، ومن ثم المصداقية؛ فالنقل الحي للأحداث العالمية إضافة متميزة، والتوسع النسبي في مساحة تنوع الأخبار محلياً وعربياً ودولياً إضافة. شبكة المراسلين محلياً ودولياً تضفي عليها حيوية وحضورا قويا، وكل ذلك في ظل ظروف تسويقية صعبة؛ فأكثر القنوات تكلفة هي الإخبارية والأطفال والكوميديا، والتوقعات لـ Extra News لا تزال كبيرة وخاصة في المجال الاقتصادي بحكم أهميته المتزايدة على كل المستويات.

ثانياً: القناة الأولى المصرية نرى تراجعا في النمطية والتقليدية في مقابل التطور التدريجي إيقاعاً وشكلاً ومضموناً، وهذه حقيقة، وعندي أمل كبير جداً أنها لن تقع في فخ قناة البرنامج الواحد؛ فهي قناة كل المصريين، والمصريون متنوعون في أفكارهم ومستويات وعيهم وأذواقهم والأمل يزداد مع تجديد الثقة وتشكيل الهيئة الوطنية للإعلام في أن القادم أكثر مهنية وحرفية وانفتاحاً وتنوعا.

ثالثاً: قناتا العربية والحدث قفزتا متسارعتين في التطوير والتنوع والجاذبية خاصة في القطاع الإخباري وإيقاعه فأصبحتا مساحة محترفة، والنضج يتزايد جدا مع وضوح هويتهما، وهذا حقهما كما هو حق لكل قناة في العالم ما دامت محترمة للغة وأسلوب المخاطبة.

رابعاً: القنوات الخاصة في مصر- وأعتقد أنها ثلاث قنوات- تجتهد، وتحاول بإخلاص ووضوح التطوير، والأهم من ذلك صدق السياسة في مساندة الدولة شعباً وقيادة، ورغم ارتفاع تكلفة الاستمرارية في ظل الأوضاع الاقتصادية والتسويقية يحسب لها حرصها على التواجد، فأنا أعرف حجم خسائر هذه القنوات والتي قد تؤثر في التطوير الأشمل، ولكنها تعافر وتواصل.

فصدى البلد لها صدى، مهما كانت هناك عيون أصابها الحول، صدى البلد لديها مسئولية تتحملها عن طيب خاطر وصامدة.

قناة المحور ويحسب لها تاريخياً أنها أول قناة خاصة ومعها دريم والقاهرة والناس، ما يجعل لها رصيدا لا أحد يستطيع تجاهله.

من فترة ألمح لمسات التطوير دون تغيير جلد والذي يؤكده خبر أسعدني شخصياً ومهنياً عودة سطوع واحد من الإعلاميين المحترمين على كافة المستويات أسامة كمال، وهي عودة لها دلالاتها الواضحة إعلامياً وسياسياً فضلاً عما نشر من أخبار لتدعيم عناصر موجودة لتواصل، واثراء القناة بأفكار ووجوه جديدة ستضيف للمحور محاور أخرى.

خامساً: القاهرة والناس صاحبة أقوى البدايات المتميزة في هذا المجال حينما كان إرسالها لمدة شهر واحد هو رمضان، لها إيقاعها المتميز بحكم أسلوب مالكها الذي يجمع بين الإعلام والإيقاع الإعلامي ومهاراته حتى وهو يتعرض للأوضاع السياسية وما يحدث على أرض مصر، أخبار تتداول عن الاستعداد لطرح برامج جديد تجمع بين خبرات ومهارات تمثل إضافة متجددة للإعلام التلفزيوني.

أخيراً، كل دم جديد يتدفق في شرايين الإعلام المصري وبعيداً عن المصطلحات الرنانة يحقق أهم غاية: "أن يعطي المواطن المصري عيونه وآذانه لإعلامه المصري".

وللحديث بقية...

إعلان

إعلان

إعلان