لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عالم "كورونا": الحالة الأفريقية !(8)

عصام شيحة

عالم "كورونا": الحالة الأفريقية !(8)

عصام شيحة
07:12 م الأربعاء 27 مايو 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تعددت الرؤى والنظريات التي تفسر قلة انتشار جائحة "كورونا" في القارة السمراء، لكن المُلاحظ أنها جميعًا لا ترتكز على فكرة زيادة الوعي، ولا على متانة الأنظمة الصحية والتوعوية. كما ينتشر (كوفيدـ19) بصورة أكبر في شمال القارة. فما الأسباب؟ وهل سيستمر الحال على هذا النحو؟.

ورغم تأكيد منظمة الصحة العالمية أن كل دول العالم مُعرضة للجائحة، فإن أرقام المنظمة تذكر أن أفريقيا (17% من سكان العالم)، لديها فقط 1.1% من الإصابات و0.7 من حالات الوفاة. ولم يتفق العلماء على أن "المناعة الجينية" للأفارقة دعمت مواجهتهم للجائحة. رغم وجود آراء ترجح أن كثرة تعرض الأفارقة للأمراض المُعدية، مثل: "الإيبولا والإيدز والملاريا"، وغيرها، رفع من قدرة أجسامهم على مواجهة الفيروسات. مثال: الكونغو تعاني الآن تفشيًا كبيرًا لمرض الحصبة، وهو مرض فيروسي حاد ومعدٍ، وتجاوزته إلى حد كبير الدول المتقدمة صحيًا. كما أن هناك احتمالاً قائمًا بقدرة اللقاحات التي استعملها الأفارقة على مدى عدة عقود لمكافحة أمراض معينة متوطنة في أفريقيا مثل: "الملاريا والسل"، على مواجهة (كوفيدـ19).

رأي آخر وجيه يرى أن مبدأ التباعد الاجتماعي متوفر بصورة طبيعية في دول القارة الأفريقية؛ باستثناء عدد قليل من الدول مثل: "مصر وجنوب أفريقيا والمغرب والجزائر"، وبعض المدن الكبري المزدحمة. وبالفعل فإن معظمها من دول شمال القارة، كما أن جنوب أفريقيا تعاني من انتشار كبير للجائحة. ولذلك تجد أن متوسط عدد الأشخاص لكل كيلو متر مربع في أفريقيا 42.5 تقريبًا، مقارنة بـنحو عشرة آلاف في نيويورك، و207 في إيطاليا.

كذلك لا يسافر الأفارقة كثيرًا قياسًا بمواطني الدول المتقدمة، ولا تشمل قائمة أكبر 50 مطارًا عالميًا من حيث حركة المسافرين، وفقاً لبيانات المجلس الدولي للمطارات (ACI) سوى مطار أفريقي واحد هو مطار جوهانسبرج. يفسر ذلك كثرة الإصابات في الدول السياحية مثل: "إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا ونيويورك"، مقابل ندرة الإصابات في دول تشهد نزاعات مسلحة لا يزورها سُياح مثل: "اليمن وليبيا وسوريا".

وحتى الآن، ما زالت بعض الآراء العلمية ترجح أن يكون لشدة الحرارة تأثير سلبي على (كوفيدـ19). إلا أن عاملاً آخر يدعم أفريقيا في مواجهة الجائحة الراهنة؛ إذ تُشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن كبار السن فوق الستين عامًا يمثلون معظم الحالات الشديدة، بينما متوسط العمر في أفريقيا 60 عامًا تقريبًا، مقابل أكثر من 78 عامًا في أوروبا. وبشكل عام فإن 60% من سكان أفريقيا تقل أعمارهم عن 25 عامًا، ما يجعلها أصغر قارة في العالم من حيث التركيب السكاني، وبالتالي فجهازهم المناعي أقوى في مجابهة (كوفيدـ19).

ورغم ذلك، ترى منظمة الصحة العالمية أن (كوفيدـ19) قد يصيب نحو ربع مليار شخص في أفريقيا، كما قد يودي بحياة 150 ألف شخص؛ لتظل الجائحة منتجًا رديئًا للعولمة التي تبسط شروطها على الكل، وترفض خصوصية المجتمعات إلى حد بعيد.

إعلان

إعلان

إعلان