- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
في عام 1963 كان قد مضى على اعتقال الشيوعيين المصريين ثلاث سنوات في معسكر المحاريق الواقع في قلب الصحراء الغربية. لم يكن هؤلاء قد حوكموا وصدرت بحقهم أحكام بالسجن، بل أوامر اعتقال مفتوحة عقابًا لهم على اختلافهم السياسي مع نظام الحكم. أما المعسكر الذي أمضوا فيه تلك السنوات فقد اختير بعناية شديدة ليتم تعذيبهم فيه بعيدًا عن الأعين.
كان مستحيلاً أن يفكر أحد في الهرب مطلقا، فالصحراء تحيط بالمعسكر من كل اتجاه، ولم يجرؤ أحد من قبل على خوض تجربة كتلك، لكن العامل محمد عويضة، الذي أمضى سنوات عديدة ضيفا على السجون والمعتقلات بسبب نشاطه السياسي في أحد التنظيمات الشيوعية، ويتمتع بموهبة استثنائية، استطاع أن يعد خطة، بل وينفذها للهروب مع زميله الدكتور إبراهيم هراري وهو محام يساري حاصل على الدكتوراه في القانون من السوربون عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، كما كان أحد الأثريين العاشقين للآثار الفرعونية، وسبق له اكتشاف برديات هيروغليفية نادرة.
وعلى مدى الأعوام الثلاثة من 1959 وحتى 1963 كان محمد عويضة يدرس مشروع عمره من كل النواحي، وعرض خطة لهروب عدد من المعتقلين تكون مهمتهم فضح ما يجري داخل المعتقل من تعذيب، لكن زملاءه رفضوا خطته، ولم يقتنع بها إلا زميله إبراهيم هراري.
لم تنجح خطة عويضة فقط، بل ونجح هراري في الوصول إلى باريس لاستخدام كل وسائل الإعلام لكشف حقيقة ما يجري، بينما أمضى عويضة ثلاث سنوات مختفيا وسط الفلاحين. وعندما حاول البعض، ومنهم الكاتب والصحفي المعروف الأستاذ نبيل زكي الذي زامل عويضة في معتقل المحاريق عدة سنوات، مساعدته رفض عويضة حرصا منه على عدم توريط من ساعدوه.
وبعد مرور ما يقرب من نصف القرن، في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، التقى الناشر مصطفى الطناني صاحب دار الطناني للنشر بابن المناضل محمد عويضة الذي كان يحمل مخطوطة تضم تفاصيل وقائع الهروب، كان الأخير قد أملاها عبر جلسات طويلة على أحد زملائه وهو مناضل شيوعي يدعى فؤاد مصطفي إبراهيم.
كان رأي الطناني أن الظروف التي تمر بها البلاد بعد الثورة غير ملائمة ولن يلتفت إليها أحد، وانتظر عدة سنوات حتى قرر نشرها، وعلم أن كاتب المذكرات، وليس صاحبها عويضة الذي كان قد رحل عن عالمنا، يقضي أيامه الأخيرة في أحد بيوت المسنين بالإسكندرية، فتوجه إليه هناك واتفقا على نشر الكتاب الذي خرج إلى النور أخيرا.
تلك هي باختصار شديد رحلة الكتاب الذي يضم إلى جانب نص المذكرات، شهادة الكاتب نبيل زكي، ومقدمة لكاتب المذكرات فؤاد مصطفى إبراهيم، وشهادة أخرى للكاتب الراحل فخري لبيب حول وقائع الهروب، باعتباره كان المسؤول السياسي للشيوعيين في المعتقل في تلك الفترة.
ربما كان كتاب "الفراشة" للفرنسي هنري شاريير الذي تحول إلى فيلم سينمائي أنتج في السبعينيات من القرن الماضي، ولعب بطولته جان بول بلموندو، هو الأقرب لقصة عويضة المذهلة التي تبدو وكأنها أسطورة عصية على التصديق، والاختلاف الوحيد يكمن في أن عويضة مناضل يساري له قضية وهدف، بينما بطل هنري شاريير قضيته وهدفه الوحيد الهروب من جزيرة وسط البحر يقع فيها السجن شديد الحراسة، وكلاهما نجح في الهروب، وكلاهما أيضا يتمتع بقدرات أسطورية في التصميم والثبات والحلم الدائم بالحرية.
وأخيرا فإن تفاصيل الهروب من الصحراء إلى باريس بالنسبة لهراري، وإلى قرى المنوفية بالنسبة لعويضة، ربما احتاجت إلى عرض مستقل سوف أقوم به في المستقبل إذا امتد الأجل.
إعلان