إعلان

داعش.. صناعة صهيونية - أمريكية بمباركة أوروبية

عمرو محرم

داعش.. صناعة صهيونية - أمريكية بمباركة أوروبية

12:03 م الأربعاء 25 فبراير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتب - عمرو محرم:

يزيد اقتناعي بقوة يوما بعد يوم حول "صهيونية وامريكية" نشأة داعش (والتي ارفض نسبتها للإسلام في شيء). داعش ليست مجرد جماعة إرهابية هاوية، بل انها جماعة محترفة بما لديها من إمكانيات تسليح وتكنولوجيا تفوق بكثير ما تملكه بعض الدول.

بدت إمكانياتهم العسكرية واضحة منذ ظهورهم في العراق ومن بعدها في سوريا، وظهرت التكنولوجيا جلية في مقطعي الفيديو الذي عرضه داعش حول "قتل الطيار الاردني" و"قتل ال21 مصريا في ليبيا".. تصوير واخراج افلام الفيديو- التي يعلنون من خلالها تبنيهم لعملياتهم- تتسم ب"هوليودية الاحتراف".. قطعا لن تشاهد مثل تلك اللقطات إلا في السينما فقط.

هؤلاء الممثلون- اقصد أفراد داعش- لم يقدموا عرضهم بتلك الصورة من أول مرة.. بل بالتأكيد أعادوا التصوير مرات عديدة للخروج بالفيلم السينمائي الذي شاهدناه، وعلى أيدي مصورين مهرة ومخرج وطاقم عمل جميعهم محترفون.

ولا ننسى بالطبع الامكانيات المادية غير العادية التي يستغلون من خلالها شبابا من انحاء العالم الذي يعاني اغلبه من البطالة، لتجنيدهم في تلك العمليات الارهابية.. فمن يقدر على كل هذا التمويل؟!

على مر السنين، عرف الصهاينة برغبتهم الجارفة في السيطرة على العالم وانشاء "دولة اسرائيل الكبرى" من خلال خطة لنشر الفوضى والتي اقترحها حكماء صهيون قديما، والتي استطاعوا بالفعل بجزء فقط من خططهم نشر الفوضى والفتن بدون انهاك مواردهم في الحروب.. حروب من نوع جديد. ولا شك ان امريكا هي دائما الراعي والمنفذ الفعلي لخطط اسرائيل، فالولايات المتحدة هي الضامن للوجود الصهيوني على سطح الأرض.

ورغم كل ما ظهر من خطوات نحو تكوين دولة اسرائيل الكبرى، يعتقد البعض ان داعش قصة اخرى مختلفة.. هكذا ابتكرت أمريكا قضية الارهاب لاشغال العالم عن كل شيء.. بما في ذلك محاولة التقدم والازدهار، فليصبح الشغل الشاغل لجميع الدول هو كيف يحمون أنفسهم؟ واستخدام اسلوب الهجوم من أجل الدفاع مثلما يحدث الآن لنسيان القضية الفلسطينية، بل استغل الصهاينة التشتت العربي بايقاع العرب في فتن وفوضى استهدفت بها اقوى الدول العربية لإضعافها كما حدث بالعراق واليمن وسوريا.

داعش ليست قضية هامشية، بل هي جزء من الخطة الفعلية لتحقيق هيمنة الصهاينة على العالم.

ورغم ما رأيناه من هؤلاء الإرهابيين، إلا أن البعض يشكك ان داعش مجرد جماعة متطرفة تسيء فهم الدين.. والحقيقة انهم يعون جيدا ما يفعلون، ويسيئون للإسلام ولكن بطريقة "تبدو" كأنها غير متعمدة كدس السم في العسل. فبعد أن فشل الصهاينة في تحريف القران الكريم الذي تعهد الله بحفظه، بدأوا محاولات تحريف معاني وتفسير ما ورد بالكتاب من آيات ولكن في سياق جديد "جماعة ارهابية". يريدون تشويه الدين الاسلامي الذي حث على الفضيلة والرحمة.

فجاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالرحمة والحق.. وليس ب"السيف" كما زعم الارهابيون في مقطع الفيديو الخاص بإعدام 21 مصريا بليبيا، فلم يرغم النبي محمد أحدا أبدا على الدخول في الاسلام، بل تعاليم الدين هي من جذبت غير المسلمين للدخول في الاسلام والتمسك به.

ولا نغتر بضربات قوى التحالف التي تقودها الولايات المتحدة والتي- إن أرادت- سحق داعش في يوم وليلة لفعلت، ولكنها لن تفعل قبل أن تؤدي الجماعة الإرهابية دورها على المسرح العربي.

تخطيط الولايات المتحدة لغزو العراق عام 2003 لم يهدف فقط للحصول على النفط او للتواجد العسكري بالشرق الأوسط، ولكن أيضا الرغبة في عمل دراسة على أرض الواقع ومن ثم وضع ترتيبات مستقبلية عن إمكانية بدء مخطط آخر من الأراضي العراقية ولكن بعد جلاء قوات الائتلاف، ليعرف الجميع الفضل الأمريكي في تحقيق "الفوضى"- أقصد "الأمن"- بالعراق.. الآن أوجد المخطط الصهيوني مبررا، فحان الوقت لفرض النفوذ الصهيوني الأمريكي من خلال ظهور جماعة إرهابية قوية في مجتمع مزقته الحرب والخلافات الطائفية التي ازدادت أثناء فترة الغزو.

هكذا صنعت داعش بأيدي الصهاينة والأمريكان وبمباركة أوروبية على رأسها بريطانيا، التي وضعت أول لبنة في الوجود الاسرائيلي.. بريطانيا التي عندما منحت الدول التي احتلها الاستقلال، خلفت ورائها مشكلات لا حصر لها لتؤرقهم مدى الحياة، لتضمن ألا تنعم تلك الدول باستقرار حقيقي. ولم تكتف الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية بزعزعة استقرار دول عربية فقط، وانما روجوا لأسلحتهم الباهظة الثمن التي يصفونها ب "الفتاكة والرادعة" لاقناع العرب بأنها الوسيلة الوحيدة لوقف تقدم داعش، ملوحة: من دون تلك الاسلحة "ايها العرب" ستهزمكم داعش شر هزيمة.

وتبقى عدة تساؤلات تؤكد اجاباتها حقيقة "داعش"..

- من أين جاءت هذه الجماعة الإرهابية بكل هذه الأسلحة الحديثة ؟

- ومن أين أتوا بكل هذا الدعم المادي؟

- رغم انها تطلق على نفسها "الدولة الاسلامية...".. فلماذا هاجمت داعش في نشأتها معظم الدول العربية دون توجيه تهديد شديد الى الكيان الصهيوني- العدو الحقيقي- لتخليص الفلسطينيين من الاحتلال.. إن كانوا مسلمين حقا كما يدعون ؟

- هل تعجز الولايات المتحدة وحدها بما لديها من تكنولوجيا وأسلحة متطورة عن التخلص من داعش ومن دعموهم في يوم وليلة ؟!!

اسرائيل وامريكا- اضافة الى دول أوروبية- تتملكهم رغبة جامحة لضرب اخر الدول العربية المستقرة "مصر"، وذلك بجر الجيش الى خارج الحدود لعمليات ضد داعش وبالتالي انهاكه، وذلك بعدما فشلت خطتهم في تفريق أبناء الشعب بخطط طائفية وتحت اسم الديموقراطية.. ولا يخفى على تلك الدول ان مصر مازالت تجاهد لتحقيق استقرار داخلي.. الأمر الذي لا يروق للغرب، الذين مازالوا يحاولون زعزعة هذا الاستقرار بإضافة عبء خارجي.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان