إعلان

التعالي الديني

التعالي الديني

06:49 م السبت 07 سبتمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- إسلام سامي:

حاولت كثيرا أن أكون محايدا في قراءتي لتاريخ الإخوان ولكنني وجدت نفسي بين الحيان والاخر اتعاطف معهم وبين الحين والاخر اقف ضدهم .

سعي الإخوان للسلطة له تاريخ واضح المعالم وما يحدث اليوم في مصر هو لاستماتتهم الشديدة نحو السلطة وطلبهم لها

والسبب الأساسي لفشل الاخوان في مصر هو التعالي الديني علي شعب مصر فإنني لم اكن اتجنى ولم اكن اغالي في وصفي لهم ولم يكن بوسعي ان اكون محايدا فلا حياد مع وطن ولكن كان لابد وان اعرف لماذا يبيع الاخوان مقدرات وطن بكل هذه السهولة ويحرقون وينهبون من اجل الوصول لكرسي الحكم قرات العديد من مؤلفاتهم سواء لحسن البنا او للسيد قطب وقرات ايضا رسالة ماجستير لاحدهم وحاولت ان اكون حياديا قدر المستطاع حتى لا أكون متجني عليهم ولم يكن لي ولا لغيري إلا أن يقرأ الآتي من تاريخهم وهذا ما سوف نعرضه في السطور القادمة من كتب الاخوان انفسهم كي نعلم تاريخهم دون حياد او مبالغة .

نشأ الإخوان على فكرة الجهاد من أجل إقامة الشريعة

الأمر غاية في النبل ولكن الهدف نبيل والوسائل التي نتبعها من اجل الوصول للهدف لابد وان تكون نبيلة هي الاحرى ولكن هذا لم يحدث من الوهلة الاولى للإخوان وهم علي يقين ان من ينضم اليهم ينضم الي صحيح الدين والعقيدة ومن بعيد عنهم هو في ضلال مبين من يقرا ''رسالة ايماننا'' لحسن البنا والتي كان يقول فيها بالحرف

''والفرق بیننا وبین قومنا بعد اتفاقنا في الإیمان بهذا المبدأ أنه عندهم إیمان مخدر نائم في نفوسهم لا یریدون أن ینزلوا علي حكمه ولا أن یعملون بمقتضاه ، علي حین أنه إیمان ملتهب مشتعل قوي یقظ في نفوس الإخوان المسلمین . ظاهرة نفسیة عجیبة نلمسها ویلمسها غیرنا في نفوسنا نحن الشرقیین أن نؤمن بالفكرة إیمانا یخیل للناس حین نتحدث إلیهم عنا أنها ستحملنا علي نسف الجبال وبذل النفس والمال واحتمال المصاعب ومقارعة الخطوب حتى ننتصر بها أو تنتصر بنا ،حتى إذا هدأت ثائرة الكلام وانفض نظام الجمع نسي كل إیمانه وغفل عن فكرته ، فهو لا یفكر في العمل لها ولا بحدث نفسه بأن یجاهد أضعف الجهاد في سبیلها ، بل إنه قد یبالغ في هذه الغفلة وهذا النسیان حتى یعمل علي ضدها وهو یشعر أو لا یشعر ؟ أولست تضحك عجباً حین تري رجلاً من رجال الفكر والعمل والثقافة في ساعتین اثنتین متجاورتین من ساعات النهار ملحداً مع الملحدین وعابداً مع العابدین ''

وهذا ما انعكس على أفكار رجال الجماعة أيضا وها هو محمود الصباغ مؤرخ الاخوان في ذكرياته عندما قابل حسن البنا لأول مرة قال..

''والتقينا في المركز العام وكان ذلك عام 1939، وكان هذا المركز لا يزال محدودًا في الدار القديمة بالحلمية الجديدة، ورأيت الإمام الشهيد لأول مرة في حياتي يشرح الإسلام ودعوته لعدد لا يزيد على العشرة من طلبة الجامعة يجلسون على مقاعد خشبية قديمة، بينما يجلس الأستاذ على كرسي عادي وأمامه منضدة خشبية قديمة، ولكن ما كان يسوقه من آيات بينات رسمها الله للمسلمين شرعة ومنهاجًا في هذه الحياة، تعالج ما نحن فيه في زماننا الحالي رغم نزولها منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنًا، وكأنها مفصلة تفصيلا لعلاج أمورنا وتغيير أحوالنا في العصر الحديث على أحسن ما يكون العلاج، وإلى أرقى ما يمكن أن ترتفع إليه الأحوال، في صدق ظاهر وإيمان عميق، وعزم أكيد كان وكأنه نور ساطع يشع بأن الرجل لا يتكلم عن هوى، فهو لم ينسب لنفسه في دعوته رأيًا أو فكرة، وإنما كان يسوق إلينا أوامر الله وشريعته منسوبة إلى منزل الكتاب في آيات ثابتة من القرآن الكريم وأحاديث صحيحة عن نبيه الكريم لم تدع مجالاً لمجتهد، بل جاءت كاملة مفصلة لا ينقصها إلا العزم الأكيد على الأتباع والتنفيذ .

خرجت وأنا أقول ولماذا التباطؤ في التنفيذ؟ وهو عبادة يفرضها علينا رب العالمين- خرجت مسلمًا صحيح الإسلام- عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين دون أن أكتب استمارة عضوية أو أدفع اشتركًا شهريًا أو سنويًا، أبحث مع مصطفى وسيلة التنفيذ''.

ما دهشني قوله مسلما صحيح الاسلام عضوا في جماعة الاخوان وهو ايضا ما يطرح فكرة ان من خارج الجماعة ليس مسلما صحيح الاسلام لأنه لا ينتمي لهم من وجهة نظرهم .

لم يكن نمط التكفير مطروحا لدى البنا في رسائله فهو كان معتدلا في هذه النقطة بالتحديد كما اوضحت في رسالته ( ايماننا ) والذي سلك هذا النمط كان القطبيون (اتباع السيد قطب )

فالإخوان هم رحم جميع الجماعات المسلحة التي اخذت تكفر بعضها البعض في التسعينات ولكن سبحان الله ان تجدهم سريعا في لحمة غريبة كما نجدهم اليوم , وهذا يعد السبب الاول في فشل الاخوان في مصر الا وهو التعالي الديني وهم ينادون اليوم بالجهاد ضد الجيش والشرطة في نفس الوقت الذي يقتحم فيه متطرفون يهود المسجد الاقصى دون ان تتحرك حماس ''فرع الاخوان في غزة '' ولا يتحرك الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين بقيادة القرضاوي , ولم يتحرك لهم ساكنا ايضا من الانتهاكات في حق المسلمين في بورما وغيرها.

فان الجهاد لا يجوز بين مسلم ومسلم وانما هو جائز للدفاع عن الدين وعن العقيدة فالمصريين ليسوا كفارا والجيش المصري هو من ابناء مصر وليس عسكر كما تدعون ولا يملك احدا ان يكفر احدا , وفي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة) [صحيح البخاري (6/2521) وصحيح مسلم (3/1302)

وترك الدين هو مفارقة الجماعة ويرجع فيها اقامة الحد لولي الامر وليس لعموم الشعب والا اصبحت الدنيا كالغابة القوي فيها يأكل الضعيف ولا مكان لدولة القانون.

واما عن تكفير المجتمع المصري والانتقاص من دور الازهر الشريف اتذكر قول الشيخ الشعراوي رحمة الله

وهذا رد فضيلة الشيخ الشعراوي علية وعلي اي احد يشكك في ايمان او تدين المصريين

مصر التي قال عنها رسول الله صلي الله علية وسلم ''اهلها في رباط الي يوم القيامة''

من يقول على اهل مصر انها امه كافرة ؟

إذا فمن المسلمون؟

من المؤمنون؟

مصر التي صدرت علم الاسلام الي الامه كلها صدرته حتى للبلد الذي نزل فيه الاسلام هي التي صدرت لعلماء الدنيا كلها علم الاسلام .... نقول عنها ذلك !

ذلك هو تحقيق العلم في ازهرها الشريف

واما دفاعا عن الاسلام ... فانظروا إلى التاريخ

من الذي صد هجمات التتار عنه ..... انها مصر

من الذي صد هجوم الصلبيين عن الاسلام وعن المسلمين ....انها مصر

وستظل مصر دائما رغم انف كل حاقد او حاسد او مُستغل او مُستغِل او مدفوع من خصوم الاسلام هنا او خارج هنا

انها مصر وستظل دائما

وانهي مقالتي بما قال الحجاج بن يوسف الثقفي حين قال عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب فقال عن المصريين ,

''لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمو الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب

وهم أهل قوة وصبر و جلدة و حمل , و لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فاتقى غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم

فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض وأتقى فيهم ثلاثاً

1. نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها

2. أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم

3. دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك

وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله.

إعلان

إعلان

إعلان