إعلان

ماذا لو لم يستجب المصريون للنزول يوم الجمعة؟

ماذا لو لم يستجب المصريون للنزول يوم الجمعة؟

12:30 م الخميس 25 يوليه 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- محمد مصطفى:

انتظر قبل أن تبدأ الهجوم علىّ لأنك من الراغبين في الحضور بميدان التحرير تلبية لدعوة الفريق السيسي، أو تأخذك الأماني لأنك من مؤيدي النزول إلى رابعة العدوية والنهضة، أو حتى إذا كنت من أصحاب النظريات الوسط بين هذا وذاك، فحتما سيحتشد الآلاف هنا وهناك كلاً حسب رأيه.

ولكن السؤال الخيالي: ماذا لو لم يستجب المصريون لتفويض السيسي ورفضوا النزول لميدان التحرير؟.. هل تتوقف عمليات الجيش والشرطة ضد الإرهاب. الإجابة بالطبع لا لأن الجيش وفقا للدستور حامي الأمن القومي للبلاد.

إذًا السؤال: لماذا دعا الفريق السيسي المصريين لتفويضه بمحاربة الإرهاب بالنزول إلى ميدان التحرير..؟

هناك 3 وجهات نظر:

الأولى: أقرب لما يتحدث حوله أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بأن السيسي يضفي شرعية على فض الاعتصام وفتح الطريق للمضي قدما في المرحلة الانتقالية التي حدد ملامحها خلال خطاب عزل السيسي، وهناك اتجاه آخر بنفس الفكر ولكنه يعتبر طلب تفويض السيسي بأنه إشارة انطلاق لفض الاعتصامات بالقوة حتى ولو على جثث المعتصمين ''وهو الفكر الأكثر تشددًا''.

 

الثانية: أقرب لمن سيتوجه صوب ميدان التحرير يوم الجمعة 26 يوليو، لقناعته بأن هناك مخططات ما بدأت بها بعض العناصر المتشددة، والسيسي وأجهزة المخابرات تملك الأدلة حول ذلك، ولذلك وجب التأكيد من الشعب أن أية إجراءات استثنائية قد حصل على موافقة الشعب من خلاله أولاً، وهناك اتجاه آخر بنفس الفكر ولكنه يعتبر كل من في رابعة والنهضة من المتشددين ويطالب باقتحام ذلك الميدانين وفضهما بالقوة والقبض عليهم جميعًا ''وهو الفكر الأكثر تشددًا''.

 

الثالثة: وهي أقرب لبعض السياسيين الذين يعتبرون خطوة السيسي هو محاولة ضغط على أنصار وقيادات التيار الإسلامي ومرسي بأن هناك حشودا من الشعب تؤيدني فعليكم الخضوع للحوار، والمضي في المرحلة الانتقالية، وبعض من الثوريين أنصار ثورة 25 يناير الذين وضعوا بعض الشروط للتفويض وليس ''شيكا على بياض''، بعد فقدانهم الثقة في كل القيادات.

 

وإن كنت أنا أتمنى تحقق الرؤية الثالثة، إلا أن كلاً يدافع عن وجهة نظره ويدفع بكل الحجج والبراهين التي تثبت رأيه، بل وللأسف الفكر الأكثر رواجًا بين الجميع هو التشدد، حيث إقصاء الآخر وتخوينه واتهامه بما ليس فيه، مما يقلل من فرص الرجوع للتعايش السلمي بين جموع المصريين.

 

الحل:

 

إذا ما الحل في ظل تعنت كل طرف، وحالة عدم الاستقرار التي أصابت نفوس المصريين، حيث البعض متخوف من الفوضي، والآخر متخوف من الدماء، وآخر من عدم الرجوع للحياة الديمقراطية.. الحل في الحوار وتقبل وجهة النظر الأخرى وعدم إعطاء أية شرعية لأي عنف من أي اتجاه، ولعل المبادرة التي طرحها مرسي قبل عزله، أو السيسي في خطاب العزل تضمنت خطوات هامة بالرجوع إليها لعلنا نجد بعض الحلول، بالإضافة إلى مبادرات خرجت من بعض ''ذوي العقل'' في المجتمع المصري:

 

1- الإفراج عن أي معتقل سياسي وعدم ملاحقة أية فرد لأي سبب غير الجنائي، ومن يريد توجيه اتهام لأي فرد في الدولة فعليه اللجوء للقضاء.

 

2- ميثاق شرف إعلامي فورًا يلتزم به جميع الإعلاميين والصحفيين، ولجنة لتقييم الأداء الإعلامي، وإعادة فتح كل القنوات المغلقة أو الصحف المتوقفة.

 

3- إجراء مصالحة وطنية شاملة بها كل الأحزاب والتيارات الفكرية والسياسية و''المؤسسات الوطنية''.

بالنسبة لمؤيدي مرسي:

 

- عليك البعد وعدم اللعب بنقطة انشقاق الجيش، وإنما عليك ''إذا كان بداخلك شك'' أن تدعو أبناءك في الجيش لعدم التعامل بعنف مع المتظاهرين السلميين.

 

- عليك الإعلان فورًا عن عدم تبني أي عنف تحت أي مسمى، وتبرءك من كل الدماء سالت وستسيل، أو أية أعمال عنف.

 

بالنسبة لمؤيدي النزول بميدان التحرير:

 

- عليك عدم تخوين الآخر، أو اتهامه بالإرهاب، أو نبذ الطرف الآخر لمجرد اختلافه فكريًا معك.

 

بالنسبة للأحزاب والقوى السياسية:

 

- كفاكم استدعاء للشعب في الميادين، فالأزمة الاقتصادية طاحنة، والهدوء والاستقرار مرادنا.

 

بالنسبة للجيش:

 

- لا تصوب سلاحك إلا لـ''عدو''.

 

أما فيما يتعلق بخارطة الطريق وتسمية ما حدث انقلاب أو ثورة، أو مظاهرات أيدها الجيش، وطريقة تسليم السلطة، ومصير مرسي، فتلك لا تحل إلا بالحوار، ولكي نصل للحوار علينا تنفيذ ما اتفقنا عليه أولاً لنصل لتلك النقطة فالآن أصبح ''الوصول للحوار حلمنا''، وعلىّ أن أذكركم بقول المصطفى: ''الكلمة الطيبة صدقة''.. ''من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت''.

 

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع. 

للتواصل مع الكاتب:

mohamedmostafa87@hotmail.com

إعلان

إعلان

إعلان