إعلان

الفرنسية: الرئاسة محسومة للسيسي والمشاركة الرهان الرئيسي

08:44 ص الإثنين 26 مايو 2014

عبد الفتاح السيسي

القاهرة – (ا ف ب):

يتوجه الناخبون المصريون الاثنين والثلاثاء إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية نتيجتها شبه محسومة سلفا لوزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي الذي قاد عملية الاطاحة بالرئيس السابق الإسلامي محمد مرسي قبل 11 شهرا.

وتعد نسبة المشاركة الرهان الرئيسي في هذه الانتخابات التي يواجه فيها السيسي منافسا وحيدا هو القيادي اليساري حمدين صباحي.

ويريد السيسي أن تكون المشاركة الواسعة في هذه الانتخابات بمثابة دليل على شعبته الكبيرة وعلى شرعيته التي تشكك فيها جماعة الإخوان المسلمين، معتبرة أنه قام بانقلاب على الرئيس المنتمي إليها محمد مرسي المنتخب ديموقراطيا.

وطلب السيسي نفسه الجمعة من المصريين التصويت بكثافة فيما دعا الإخوان المسلمون من جهتهم الناخبين إلى المقاطعة.

وقال السيسي في مقابلة تلفزيونية "عليكم النزول الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا واظهروا للعالم كله انكم 40 أو 45 (مليونا) وحتى أكثر".

ويبلغ عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر 53 مليونا من إجمالي عدد السكان البالغ 86 مليونا.

وتشهد البلاد حملة تعبئة واسعة من أجل تحفيز الناخبين على المشاركة. وتذيع التلفزيونات الخاصة والعامة منذ عدة أيام أغان وكليبات قصيرة تدعو المصريين إلى "النزول" يومي الانتخابات.

وفي كلمة متلفزة، دعا كذلك الرئيس المؤقت عدلي منصور المصريين للإدلاء بأصواتهم، مؤكدا حياد الدولة في الانتخابات.

وقال منصور "لننزل جميعا غدا وبعد غد لنعبر عن خيارنا الحر. لنختر دون توجيه أو إملاء من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وإدارة الدولة".

كما انضمت مؤسسة الأزهر إلى هذه الدعوة. وقال الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان إن "التقاعس عن المشاركة في التصويت عقوق للوطن".

وأضاف في ما أسماه "نداء الأزهر الشريف إلى الشعب المصري" إنه يدعو "كل مصري ومصرية إلى تلبية نداء الوطن بالمشاركة والنزول للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات".

وفي إشارة إلى دعوات لمقاطعة الانتخابات صدرت عن شيوخ مقربين من الإخوان المسلمين، ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، قال بيان الأزهر إن "ما يصدر عن بعض المغرضين بالداخل والخارج من آراء مضللة واستدلال خاطئ بنصوص القرآن والسنة لتحريم المشاركة في الانتخابات الرئاسية إنما هي آراء شاذة ومضلة".

وناشد القرضاوي الأحد الناخبين المصريين عدم انتخاب "رجل يفرح بمجيئه الصهاينة" في ما أعتبره مراقبون إشارة إلى السيسي.

وأضاف القرضاوي مخاطبا الناخبين المصريين "لا يجوز لكم أن تنتخبوا من عصى الله، وخان الأمانة (...) واجبكم أن تقولوا له لا. وأن ترفضوا انتخابه".

وكان القرضاوي دعا في 11 مايو الحالي إلى مقاطعة الانتخابات.

ومنذ عزل مرسي، شنت السلطات حملة قمع ضد جماعة الاخوان أوقعت 1400 قتيل على الأقل بحسب منظمة العفو الدولية، كما تم توقيف 15 ألفا آخرين.

في المقابل قتل قرابة 500 من أفراد الجيش والشرطة في اعتداءات مسلحة ضد قوات الأمن عبر البلاد، بحسب الحكومة.
ومع استمرار تلك الهجمات بات غالبية المصريين يعولون على السيسي لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد التي تعاني من تراجع للسياحة ومن نقص في النقد الأجنبي وارتفاع في معدلات البطالة والتضخم وانحسار للاستثمارات الأجنبية.

ولم يضطر السيسي إلى بذل مجهود كبير في حملته الانتخابية حيث يحظى بشعبية واسعة لا ينازعه فيها أي سياسي آخر منذ ثورة العام 2011 التي أطاحت حسني مبارك.

وصور السيسي التي تزين كل الشوارع والمتاجر تقريبا منذ 11 شهرا تغيرت من صورة الجنرال صاحب البزة العسكرية المزينة بالأوسمة إلى صورة الرجل المبتسم الوجه في بزة مدنية أنيقة، وذلك منذ أن اضطر في مارس الماضي إلى ترك الجيش للترشح الانتخابات.

وكان قرار السيسي إطاحة الرئيس الإسلامي السبب الرئيسي في شعبيته، إذ رأى فيه المصريون دليلا على الشجاعة والإقدام بعد عامين ونصف من الاضطرابات.

بالمقابل، يقدم القيادي اليساري حمدين صباحي نفسه باعتباره المرشح المعبر عن مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير التي عكسها شعارها الرئيسي "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة انسانية".

وكان صباحي جاء في المركز الثالث في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في 2012 التي فاز بها مرسي.

وصباحي، الذي أكد أنه قرر الترشح بناء على إلحاح الشباب الذين يخشون عودة نظام مبارك الاستبدادي، لعب دورا مركزيا في جبهة الانقاذ الوطني التي تشكلت في نوفمبر 2012 لمعارضة مرسي ونظمت تظاهرات واحتجاجات عديدة ضده مهدت لخروج الملايين في 30 يونيو الماضي للمطالبة برحيله.

وأعلن العديد من النشطاء السياسيين البارزين من بينهم علاء عبد الفتاح إنهم سيصوتون لصالح صباحي لأنهم يعتقدون أن حكم السيسي سيكون عودة إلى عهد مبارك.

وفي لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية أخيرا، قال السيسي "أنتم تكتبون في الصحف أن لا صوت يعلو فوق صوت حرية التعبير. ما هذا؟".

وأضاف مستنكرا "من السائح الذي سيأتي لنا ونحن نتظاهر كل يوم بهذا الشكل. هل تنسون أن هناك ملايين من البشر والأسر غير قادرة على كسب قوت يومها بسبب توقف السياحة؟".

وفي اللقاء نفسه، قال السيسي إن مصر بحاجة إلى أكثر من عشرين عاما لتصبح ديموقراطية حقيقية.

في المقابل تعهد صباحي في مؤتمر جماهيري عقده الجمعة على مقربة من ميدان التحرير، أيقونة الثورة التي أطاحت بمبارك، "ألا تعود رموز الفساد والاستبداد مرة أخرى"، في إشارة إلى نظام مبارك.

غير أن المرشح اليساري، الذي عارض نظامي أنور السادات وحسني مبارك واعتقل مرات عديدة، يدرك أن فرصته في الفوز شبه معدومة.

وقال في مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة "أردت أن أعطي المصريين حق الاختيار" حتى لا تعود مصر إلى زمن الاستفتاءات في إشارة إلى أن اختيار الرئيس في مصر ظل يتم باستفتاء خلال السنوات العشرين الأولى من عهد مبارك قبل ان يتم تعديل الدستور لإجراء انتخابات رئاسية شكلية.

وأضاف "أدعو الشباب إلى عدم الاحباط وأقول لهم أن المستقبل لكم".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان