تامر عبدالحميد يكتب.. بسمع سكوتك
بقلم- تامر عبدالحميد:
صمتك ألمك جرحك هدوءك وجنونك.. أحسدك علي صبرك قوة إرادتك وعزيمتك وكيف لا فأنت النموذج والذي طالما ضربته لمن أراد النجاح.
لا اخفيك سرا أنني أشعر بما تشعر به من ألم وهم يكسرون ما تبقي منك من عظم يكسر.. وروح تسلب.. وعزيمة تفتر.. وأنت صامد كالجبل تأبي أن تنكسر، فشيمة العظماء الكبرياء.. أعلم أنك قد تريد أن ترحل فتلك هي سنة الحياة ولكن ما لا يعلمونه هو كيفية رحيلك ولم لا تكريمك، وأعلم أيضا أنك لا تمانع أن ينزع التاج من علي رأسك وأن تقوم من علي عرشك ولكن بعزة وكبرياء دون إهانة أو جفاء، وبعد أن تكون قد أعطيت كل ما لديك واستكفيت. ففي يقينك أنك مازلت قادرًا على العطاء وهذا يقيني أيضا وفي ضميرهم رأي آخر وليس لك إلا أن تحترمه فالاحترام عنوانك وعنوانهم علي مر العصور والأجيال.
التعب هو المادة التي اشتق منها لقبك فكتب لك وعليك أن تكون المتعب.. وكما كنت عمادا لمنتخب بلدك وعمودا لناديك وأهلك فاستحققت عن جدارة أن تكون العماد المتعب.
لا أخفيك سرا أنك طالما أسعدتني وأحزنتني.. أسعدتني كثيراً بادائك وأهدافك مع منتخب بلادي وكذلك بطولاتك والتي نتشرف بها جميعاً كمصريين.. وأحزنتني كذلك كثيراً بأهدافك وبطولاتك في مرمي فريقي الزمالك والذي أنتمي إليه أحبه وأعشقه.
ولكنني عندما أنزع عن نفسي لباس الانتماء وتتجرد مشاعري من الأفراح والأحزان فأجدني أتكلم عن قيمة كبيرة في كرة القدم المصرية.. سلوكا وأخلاقا.. دينا وقيما.. موهبة وأداءً.. ولا يسعني إلا أن أعطيك حقك وأنت في عز صمتك وجرحك.. فخمسة دقائق في مباراة روما (لا تكفيك) فهذا يقينك أنك لا زلت قادرًا على العطاء (ولا تكفيني) لأن هذا أيضاً يقيني.. (ولا ترضيك) فلسان حالك يقول إن كنت سأرحل فكرموني، (ولا ترضيني) ولسان حالي يقول إن نويتم علي رحيله فأكرموه.
أعلم أنك معدن ذهبي أصيل لا يصدأ على مر السنين لا زلت تملك أسرار النجاح وفي جعبتك الكثير من العزيمة والإصرار وروح الفارس على تكملة المشوار.
أعلم قيمتك الفنية جيدًا فهذا صميم وأساس عملي، ولو أنني مسئولا عنك لتركت لك حرية الاختيار ما بين الرحيل أو الاستمرار.. فإن جلست معك وقررت البقاء فسوف تفرحني دهرا.. وإن جلست معك وقررت الرحيل فسوف تحزنني عمرا.. ولم لا فهذا عهدي معك دائماً مابين الحزن والفرح وحينئذ فإنه لن يكفيني أن أسمع سكوتك فلقد آن لي الأوان أن أسمع صوتك.
فيديو قد يعجبك: