ديشامب "حامل الماء" بطلا للعالم
موسكو- (د ب أ):
وقف ديدييه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي، على أرض الملعب، وقام برفع ذراعيه في الهواء قبل أن يقوم بتحية الجماهير الفرنسية، التي تواجدت في ملعب (لوجنيكي) بالعاصمة الروسية موسكو لمؤازرة منتخب بلادها خلال فوزه 4 / 2 على نظيره الكرواتي في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم بروسيا 2018.
وعقب احتفاله مع لاعبي الفريق بالفوز بكأس العالم، قام ديشامب بمصافحة لاعبي منتخب كرواتيا.
وبات ديشامب /49 عاما/، الذي حمل كأس العالم عندما توجت فرنسا باللقب عام 1998، الشخص الثالث الذي يتوج بالبطولة كلاعب ومدرب بعد البرازيلي ماريو زاجالو والألماني فرانز بكيناور.
وكان يطلق على ديشامب لقب (حامل الماء) وهو اللقب الذي أطلقه عليه زميله السابق والنجم الشهير إيريك كانتونا.
ورددت بعض التقارير أن ديشامب فسر هذا اللقب قائلاً "كنت أحمل كثيراً من الماء خلال مسيرتي كلاعب، ولكن هذه الآنية امتلأت بالكؤوس".
واعتبر ديشامب هذا اللقب إطراء لمسيرته الرياضية اللامعة كلاعب خاض 103 مباريات دولية، وسبق له اللعب في أندية يوفنتوس الإيطالي وأولمبيك مارسيليا الفرنسي وتشيلسي الانجليزي، قبل أن يبدأ مشواره التدريبي الناجح.
وخلال احتفالات التتويج بكأس العالم، كانت حلة ديشامب ممتلئة بالكثير من الماء، عقب هطول الأمطار بغزارة في ملعب المباراة، وعانق بحرارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي آزر الفريق من منصة كبار الزوار في الملعب.
قال ديشامب في تصريحات إعلامية، عقب تتويج الفريق باللقب مباشرة "إنه أمر رائع! نمتلك فريقا شابا، يتواجد حاليا على قمة العالم، بعضهم أصبح بطلا وهم في سن التاسعة عشر".
أضاف المدرب الفرنسي "الفضل في تحقيق هذا الإنجاز لا يعود لي، ولكنه يرجع لأولئك اللاعبين الذين فازوا بالمباراة".
وأوضح ديشامب: "قمنا بالكثير من العمل على مدار 55 يوما. إنه التتويج الأسمى، نحن فخورون بكوننا فرنسيين، النصر في المباراة يعود إليهم. تحيا فرنسا".
وأحرزت فرنسا الهدف الأول في المباراة النهائية عن طريق النيران الصديقة، بعدما أحرز المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش هدفا بالخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 18، قبل أن يضيف أنطوان جريزمان الهدف الثاني للمنتخب الملقب بـ(الديوك) من ركلة جزاء في الدقيقة 28، ثم أضاف بول بوجبا وكيليان مبابي الهدفين الثالث والرابع في الشوط الثاني.
وجاء نتيجة المباراة على عكس سيرها تماما، حيث استحوذت فرنسا على الكرة بنسبة 39%، فيما بلغت نسبة استحواذ كرواتيا 61% في الشوط الأول.
ولم تتغير تلك النسبة في الشوط الثاني، وبحلول النهاية، أشارت جميع الإحصائيات تقريبا إلى تفوق المنتخب الكرواتي، حيث بلغت دقة تمريرات لاعبيه 83% مقابل 74% لفرنسا، كما وصلت عدد تمريراته 548 تمريرة مقابل 269 تمريرة لفرنسا.
وسدد لاعبو كرواتيا 15 تسديدة، مقابل ثماني تسديدات للاعبي فرنسا، لكن عدد التسديدات التي كانت ما بين القائمين والعارضة بلغت ست تسديدات للمنتخب الفرنسي مقابل ثلاثة فقط لنظيره الكرواتي، كما حصل منتخب كرواتيا على ست ركلات ركنية، مقابل ركنيتين لفرنسا.
واتسم الأداء الفرنسي بالتحفظ في الكثير من الأوقات، فيما قام ديشامب باستبدال نجولو كانتي، الذي حصل على بطاقة صفراء، لينزل بدلا منه ستيفن نزونزي بعد مرور عشر دقائق على انطلاق الشوط الثاني، الذي شهد تسجيل الهدفين الثالث والرابع لبول بوجبا وكيليان مبابي، لتصبح النتيجة 4 / 1.
ولم تكن الهفوة الساذجة التي قام بها هوجو لوريس، حارس مرمى فرنسا، التي تسببت في تسجيل الهدف الثاني لكرواتيا عن طريق ماريو ماندزوكيتش في الدقيقة 69 مؤثرة في سير المباراة، وانضم حارس مرمى فريق توتنهام هوتسبير إلى قافلة المحتفلين بالحصول على كأس العالم.
ونجح ديشامب، الذي خاض لقائه الثالث والثمانين في مسيرته مع المنتخب الفرنسي (وهذا رقم قياسي)، في محو أثار خيبة الأمل التي لحقت بالجماهير الفرنسية عقب خسارة المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) التي جرت بفرنسا قبل عامين أمام منتخب البرتغال.
وأشار المدرب الفرنسي "لم نلعب مباراة ضخمة لكننا أظهرنا كفاءة عقلية، وسجلنا أربعة أهداف على أي حال. إننا نستحق الفوز".
اختتم ديشامب حديثه قائلا "عملت المجموعة بجد، وكان لدينا بعض اللحظات الصعبة على طول الطريق، نجحنا تماما في محو آثار خسارة نهائي أمم أوروبا منذ عامين، لكن تلك الهزيمة منحتنا درسا تعلمنا منه أيضا".
فيديو قد يعجبك: