إعلان

صوماليون وماليزيون وأندنسيون في ضريح "الإمام الشافعي" بالخليفة

04:47 م الخميس 30 مارس 2023

كتب- محمود الطوخي:

بزي بلده التقليدي، جلس الطالب الصومالي خالد عبد الله، في مواجهة القبر، يتلو ما تيسر من القرآن الكريم، وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكينة داخل ضريح إمام المذهب الشافعي الذي يعتنقه.

خالد واحد من عشرات الطلاب الوافدين الذين يترددون يوميا على الضريح لتتبع رسائل الإمام والتبرك بمقامه، والتمتع بالأجواء الروحانية داخله.

لم يكن خالد مولعاً لهذه الدرجة بزيارة الأضرحة قبل مجيئه إلى مصر، لكن تبدّل الحال منذ بدأ دراسته في الأزهر الشريف، وخصوصاً المذهب الشافعي حيث تعمّق مع مرور الوقت في التعرف على أفكار الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، العقائدية المتنوعة وأشعاره وكلماته وحكمه الباقية.

الشافعي المولود عام 150 هجرية في غزة خلال فترة العصر العباسي الأول، انتقل رفقة والدته إلى مكّة المكرّمة فحفظ القرآن فيها، وسعى في تحصيل العلم من علمائها حتى رحل إلى المدينة المنورة وهو في العشرين من عمره؛ ليلتحق بالإمام مالك بن أنس ليدرس "المذهب المالكي".

وبعد أن أتمّ دراسته توجّه إلى اليمن ورحل منها إلى بغداد في عام 184 هجرية، ومنها إلى مصر.

ورغم وجود عدد كبير من الأضرحة بمنطقة مصر القديمة، فإن ضريح الإمام الشافعي يعد أبرزها لما له من مكانه طيبة في نفوس المصريين، وشهد الضريح زيارات لافتة خلال الأيام الماضية مع بدء عرض مسلسل "رسالة الإمام"، والذي أثار جدلاً بالأوساط المصرية والعربية..

ويعد الطلاب الوافدين من ماليزيا وإندونيسيا الأكثر تردداً على الضريح بحسب ما رصده "مصراوي"، ورغم ذلك فإن الضريح لم يخل من المصريين الذين جاءوا للبحث عن الراحة النفسية والوجدانية، على غرار محمد جمعة الذي يواظب على زيارة الإمام بشكل دوري منذ عام تقريبا.

يقول جمعة لمصراوي: "كان عندي مشاكل كثيرة بس من يوم ما بدأت أزور الإمام ربنا فرجها"، يرفع جمعة أكفّ الضراعة وكله أمل في الاستجابة.

وحظي المذهب الشافعي باهتمام كبير في بداياته حتى صار أحد أكثر المذاهب انتشاراً على مدار العقود الماضية، بعدما قدم الإمام الراحل كثيراً من المؤلفات الفقهية كان أبرزها "كتاب الرسالة القديمة" الذي قدّمه خلال فترة تواجده في بغداد، "كتاب الرسالة الجديدة" الذى أعدّه في مصر و"كتاب اختلاف مالك والشافعي"، فبات الطلبة يتوافدون من شتّى أنحاء العالم الإسلامي لدراسة مذهبه داخل أروقة الأزهر الشريف.

تُوفى الشافعي في العام 204 من الهجرة ودفن بالقرافة الصغرى بمنطقة السيدة عائشة، وأقام صلاح الدين الأيوبي البناء الأول فوق الضريح عام 572 هجرية، وتعدّ القبّة هي البناء المماثل الأول بعد العصر الفاطمي، كما أمر بإنشاء مدرسة للمذهب الشافعي بجوارها لمحاربة التيار الشيعي آنذاك.

مائدة لإطعام الفقراء والمساكين أقيمت فى الساحة الخارجية للضريح، ينتقل منها الزوار إلى داخل القبة الخشبية التى تزينها زخارف وآيات قرآنية، حيث يتواجد عدة أضرحة صغيرة الحجم يتوسطها ضريح الإمام الشافعى وكأنها حلقة علم اتخذ مجلسه فيها.

صور شخصية وملابس ونقود من فئة 5 جنيهات ألقاها زائرون إلى داخل المقام، لكنها لا تبقى أكثر من شهر بالداخل، إذ يقوم عاملون بوزارة الأوقاف بجردها وجمعها أخر كل شهر.

السبب الذي دفع الشاب المصري للتردد على الضريح بشكل منتظم، هو نفسه الذي جاء بالطالب الصومالي: "أضرحة الأولياء وآل بيت النبي من أكثر الأماكن التي أجد فيها السكينة والراحة اللازمة لقراءة القرءان والتدبّر في معانيه، والتوسّل بها في الدعاء والتقرب إلى الله"، وفق خالد عبد الله الذي يضيف: "الضريح مكان مهم لاعتزال كل ما هو دنيوي".

وبحسب بعض القائمين على الضريح، فإن كثير من الوافدين والزوار يترددون عليه طوال الأسبوع، ولكن يزداد الزحام فى أيام الجمعة والمناسبات الدينية.

وظل الضريح مغلقاً أمام الزوار لخمس سنوات، إذ كان يخضع لعمليات ترميم شاملة بتمويل أمريكي تكلّف نحو 22 مليون جنيه، حتى تم افتتاحه مرة أخرى في أبريل من العام 2021.

ويقع الضريح الذى يُغلق أوقات الصلوات فى نهاية شارع "سوق الجمعة" بمنطقة السيدة عائشة، ملاصقاً للمسجد الذى يحمل اسم الإمام.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان