إعلان

معايشة مع طلاب أسيا بالأزهر: "رمضان مصر جميل ومعندناش موائد رحمن"

07:30 م الأحد 03 يونيو 2018

طلاب آسيا بالأزهر

كتبت - نانيس البيلي:

بملامحهم الآسيوية، وقبل دقائق من آذان المغرب، جلس 4 شباب يَنزعون الغُلاف البلاستيكي عن حبيبات التمر، استعداداً لكسر صيامهم، بعدما اتخذوا موضعهم على إحدى الطاولات داخل مائدة رحمن بالقرب من جامعة الأزهر بمنطقة الدراسة، فالأصدقاء الأربعة القادمين من تايلاند للدراسة بالأزهر الشريف يتناولون إفطارهم للأسبوع الثالث من رمضان بذات المائدة.

1

عن طريق الفيس بوك، عَلم الرفاق "عبد الواحد، وأمين، وفيصل، وعبد الحكيم" بحملة إفطار رمضان التي تنظمها إحدى الجمعيات الخيرية الشهيرة، وتستهدف إفطار 10 مليون صائم "شاهدنا إعلاناتها ولفتت نظرنا" يقول "عبد الواحد" الذي يدرس مع أبناء دولته (الواقعة جنوب شرق آسيا) في السنة الأولى بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر.

رمضان تايلاند.. شوربة سي فود

بعدها عَقد الطلاب الأربعة، الذين لم يتخطوا عامهم العشرين، العَزم على قصد المائدة القريبة من مكان سكنهم بالحسين لتناول الإفطار بها، بحسب "أمين"، الذي يشير إلى انتظامهم في القدوم لمائدة الدراسة من اليوم الأول في الشهر الكريم قبل نحو ساعة ونصف من آذان المغرب "كي نلحق مكان بالمائدة، لأن الأعداد التي تأتي إليها كبيرة".

DSC_0254

"وجدناه طيبا وأعجبنا كثيراً" يقول "فيصل" عن الطعام الذي تقدمه المائدة الخيرية، ويضيف أنهم قرروا الاستمرار في المجيء طوال شهر رمضان، حتى يخف عنهم معاناة تدبير وقت ومال لإعداد طعام يسد جوعهم بعد ساعات الصيام.

عدة اختلافات ما بين مصر وتايلاند خلال شهر رمضان، بحسب "عبد الواحد"، أبرزها عدم وجود موائد رحمن في دولتهم "هناك نفطر في المطعم والبيت فقط، أما كلمة مائدة رحمن غير موجودة بتايلاند"، بينما تتميز بلدهم في الشهر الكريم بأكلة شهيرة اسمها "توميام" وهي عبارة عن شوربة "سي فود"، وعمومًا فهو يرى أن "الأجواء الرمضانية تشبه بعضها إلى حد ما".

رمضان إندونيسيا.. عصير جوز هند وحلوى تيمبال وكنافة بالكريمة

DSC_0253

داخل ذات المائدة، وحول إحدى الطاولات جلس 6 أصدقاء من دولة إندونيسيا، يدرسون بكلية الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر، انشغل "عبد المعطي" بقراءة آيات القرآن، وهي العادة التي اكتسبها بعد قدومه إلى مصر قبل 8 سنوات. يقول إن قراءة القرآن لديهم تكون داخل المسجد فقط "في مصر لأول مرة أشاهد ناس تقرأ قرآن في الأتوبيسات وفي الشوارع.. في إندونيسيا هذا كلام غريب".

ورغم حب الأصدقاء للحلويات الشرقية في رمضان "كنافة، بسبوسة، قطايف، بلح الشام صوابع زينب" غير أنهم كثيراً ما يشتاقون للحلويات الرمضانية في إندونيسيا خاصةً "كنافة بالكريمة" وحلوى "تيمبال" وهي عبارة عن ورق أشجار الموز ويلف داخله دقيق وكريمة.

ويكسر الإندونيسيين صيامهم في رمضان على عصائر "القصب والبطيخ وجوز الهند"، كما يذكر "عبد المعطي"، وتتميز بأكلة "مكرونة آشي" وهي تحتوي على مكونات كثيرة مثل "فلفل وجوز هند وجمبري وبصل".

DSC_0258

في الوقت نفسه، يفضل الأصدقاء الستة في رمضان بمصر مشروب العرقسوس، كما يحبون الأرز المصري "لأن لدينا نطبخ أرز بمياه فقط، أما المصريين يطبخون على زيت أو سمنة".

في مصر، كانت المرة الأولى التي يعرفون معنى "موائد الرحمن" فلا توجد بدولتهم تلك الفكرة، يقول "روديني" إنهم كانوا يمرون بأحد الشوارع القريبة من الحسين حيث يستأجرون شقة بالمنطقة "نادانا أشخاص اتفضلوا افطروا"، ويرى أنها فكرة ممتازة "لأن بها إطعام للمحتاجين، والأكل وسط عدد كبير من الناس شيء جيد".

DSC_0266

يقول الرفاق "ديدي، وعبد المعطي، وأشعري، وروديني، وأحمد، وعبد الرحمن" إنهم يحبون في مصر شوربة لسان العصفور، والفراخ المشوية "لأن هنا تقطع كبيرة 4 قطع، لكن عندنا تقطع 12 قطعة عشان الناس كتير فتكفي الناس كلها".

"رمضان في مصر جميل عن إندونيسيا ما شاء الله" يقول "عبد المعطي"، ويذكر إحدى العادات الشهيرة ببلدته قبل الإفطار، حيث يخرج الأفراد إلى البحر والشوارع إما سيراً على الأقدام أو استقلال دراجات نارية وسيارات انتظاراً لقدوم موعد الإفطار "محاولة منهم لتمضية الوقت، لكن بالنسبة لي هذا أمر غير جيد".

رمضان ماليزيا.. شوربة الكاري والأرز البسمتي

DSC_0259

في مائدة رحمن أخرى بمنطقة الدراسة، يقوم عليها أحد تجار المنسوجات ومفروشات العرائس، جلس الأصدقاء "محمد، عفيفي، هادي" استعداداً لتناول الإفطار.

منذ 4 سنوات، قدموا من موطنهم ماليزيا للدراسة بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، ومع حلول شهر رمضان كانت موائد الرحمن المنتشرة بالشوارع هي أكثر شيء أعجبهم "عندنا فيه موائد ولكن في الجامع فقط".

العزومات وتجمعات الأسرة والعائلة، هي الشيء المشترك الذي يجمع بين البلدين، بحسب "محمد"، بينما يذكر أن ماليزيا تتميز بأصناف مختلفة من الشوربة خاصة شوربة الكاري التي تحتوي على لحم وسمك ودجاج، كما يتميزون بكل أنواع الأرز مثل البسمتي.

DSC_0264

"الزيتون" و"ياميش رمضان" هو أكتر شيء سيفتقده "هادي" في مصر بعدما يعود إلى بلده، "التمر والزبيب والمشمش في ماليزيا موجود ولكن قليلاً لأننا نشتريه من العرب".

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان