آية ومعنى (5): الأزهر للفتوى يفسر {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}
كتب- محمد قادوس:
يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني (خاص مصراوي) تفسيرا ميسرا لبعض آيات من القرآن الكريم على مدار الشهر الكريم، ومن رابع الآيات قول الله تعالى.. {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]
وشرح مختصو المركز معنى الآية الكريمة التي تُرشد إلى التكافل الاجتماعي، والبذل والعطاء، والإنفاق في وجوه البر والخير، ومراعاة حال الضعفاء واليتامى والمساكين والأرامل، وترك الصفات الذميمة من البخل وشح النفس، وكنز الأموال، وأكل حقوق الضعفاء، فمن كنز المال دون أن يؤدي حقه توعده الله بالهلاك والعذاب الأليم يوم القيامة. كما في قوله عز وجل: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)} [الذاريات: 19]، وقوله: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) } [التوبة: 34 - 36]
وفي الآية ربط عظيم بين الإنفاق والتهلكة، حيث إن الامتناع عن النفقة، وعدم تكاتف الأفراد والأثرياء والمؤسسات في وقت الأزمات والحروب ودخول العدو وتفشي الأوبئة والأمراض، جريمة منكرة، وذنب عظيم، يؤدي إلى هلاك الدول والمجتمعات والأفراد.
فإن الجهاد يكون بالنفس والمال، لأن تجهيز الجيوش يحتاج إلى سلاح ونفقات، كاحتياج المعارك إلى الرجال الأشداء، فلو قصّر المسلم في الإنفاق في سبيل إعلاء دين الله، فقد ألقى بنفسه إلى التهلكة، وأهلك الجماعة، ودمر أمته.
فيديو قد يعجبك: