إعلان

الانتخابات الأمريكية بعيون سوريين.. تخوفات ما بعد رئاسة "ترامب"

09:26 م الخميس 10 نوفمبر 2016

الانتخابات الأمريكية

كتبت-إشراق أحمد:

بين انتظار الأمريكيين لمعرفة رئيس بلادهم القادم، و"صدمة" بعضهم والكثير خارج أمريكا بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، تواجد 3 سوريين جعلتهم إقامتهم في الولايات المتحدة جزء من حدث الانتخابات الأمريكية، تباينت فترة تواجدهم والولايات الماكثين بها، لكنهم تشاركوا في حملهم صفة "سوري-عربي" وبالتخوف الذي انتقل إليهم قبل وبعد إعلان فوز "ترامب".

منذ العاشرة مساء الثلاثاء المنصرف وحتى الثانية فجر اليوم التالي مكثت سارة سيف أمام جهاز الكمبيوتر تتابع نتائج الفرز، القلق يراود الفتاة السورية، تساءلت نفسها "ماذا لو فاز ترامب؟".

لم تكن تصريحات "ترامب" طيلة فترة حملته الانتخابية مطمئنة للسوريين المتواجدين في أمريكا، لجمع البعض منهم صفة اللاجئ وأيضا كونهم عرب أو مسلمين، وهو ما واجهه المرشح الأمريكي حينها بالعداء والهجوم في خطابات له، فتارة وصف اللاجئين السوريين بـ"حصان طروادة" في إشارة لتسلل عناصر تنظيم داعش من سوريا إلى أوروبا، وأخرى طالب بمنع المسلمين من دخول أمريكا بعد هجوم سان بيرناردينو ديسمبر 2015.

في ميتشجان.. سارة تخشى منع الإقامة

تسكن "سيف" أمريكا منذ نحو 3 سنوات، تحمل تأشيرة الإقامة أو البطاقة الخضراء. كانت تصريحات "ترامب" إزاء اللاجئين والعرب وراء زيادة اهتمامها بالانتخابات.

الأجواء حول الفتاة السورية في ميتشجان طيلة الشهور الماضية، نفت لها احتمالية فوز "ترامب"، فكانت صدمتها ليس فقط بإعلانه رئيسا منتخبا لأمريكا بل لتغلبه على مرشحته هيلاري كلينتون في الولاية التي تضم أكبر جالية عربية ومسلمة في أمريكا.

"أغلب اللي حكوا أن ترامب غبي ومستحيل يربح صوتوا بغير اللي حكوه" كذلك خلصت "سيف" إلى النتيجة المفسرة لفوز ترامب بولاية ميتشجان الأمريكية، معربة عن مفاجئتها من تصويت نحو 44% من النساء في الولاية "رغم أنه كان عنصري مع النساء في خطاباته" حسب قولها.

بعد فوز "ترامب" تملك القلق من "سيف"، تخشي احتمالية منع إعطاء بطاقات الإقامة "تي.بي.أس" للسوريين، وهي التي تتجدد سنويا بمنحة من الرئيس شخصيا. تعلم الفتاة السورية أنه ليس للرئيس الأمريكي الجديد أن يطرد المقيمين لكن "ممكن يخنق علينا" في وضع قرارات تتعلق على سبيل المثال بالدراسة أو المساجد أو الحجاب بالنسبة للمسلمات.

التزم الجميع الصمت في ولاية ميتشجن بعد إعلان "ترامب" الرئيس رقم 45 لأمريكا، فيما أخذ الفضول ينهش الشابة السورية عما حدث، لكن الخوف منعها من السؤال لكونها "سورية" في بلد لا يحق لزوج أن يسأل زوجته عمن انتخبت كما عبرت "سيف".

في أوهايو.. معتصم يخشى المواجهات

الصدمة أيضا كانت رد فعل أحمد معتصم –اسم مستعار- في ولاية أوهايو، إحدى أكبر الولايات المؤثرة في الانتخابات الأمريكية. امتنع الشاب السوري الأصل عن الانتخاب رغم حمله الجنسية الأمريكية لإقامته بها منذ 15 عاما. "كنت حابب انتخب لكن لقيت أنهم ما راح يكونوا مناح لوضع اللاجئين والعرب" قال "معتصم" موضحا سبب حجب صوته.

عنصرية "ترامب" مقابل محاولة إظهار "كلينتون" أنها الأفضل فيما رأى "معتصم" أنها لا تختلف كثيرا عنه، كان دافع امتناع الشاب السوري عن التصويت لكنه لم يبرح المتابعة. "أغلب تعاملي مع الأمريكيين وناس كتير بتكره ترامب" قال "معتصم" مشيرا إلى أن فوز المرشح الجمهوري في ولاية أوهايو أدى للحيرة كذلك.

مشاعر خوف السوريين كانت تنتقل إلى "معتصم" بحكم تعامله مع اللاجئين، إذ يسكن نحو 40 أسرة سورية في محيط سكنه، جميعهم جاءوا من الأردن وخشوا مصير الطرد إن فاز "ترامب" لكن تخوفه الشخصي كان بعيد عن هذا " بوجهة نظري في احتمال تصير مواجهات بين البيض والسود زي ما كان في أمريكا بالسابق".

قام العديد من العرب والسوريين الحاملين للجنسية الأمريكية ولهم حق الانتخاب بالتصويب إلى "ترامب" كما قال "معتصم"، وهو ما لم يتعجب له، مُرجعا السبب إلى ابتعادهم عن بلادهم وأنهم صاروا أمريكيين "واختاروا ترامب لأنه هيخلي أمريكا أفضل زي ما قال".

زاد التوجس بعد فوز "ترامب" كما قال الشاب العشريني "لي أصدقاء صاروا يقولوا خلينا نُضُب –نعد- الشنط"، فيما لا يرى "معتصم" أن التعصب ضد السوريين والعرب سيزداد بفوز المرشح الجمهوري.

يرى "معتصم" أن الشعب الأمريكي ينقسم إلى مَن يحب استقبال بلاده لجنسيات أخرى، فيما يرفض أخرون ذلك دون حاجة لشخص أو دافع، وضرب مثالا شخصيا عن كونه العربي الوحيد بعمله وهو ما جعل بعض الأمريكيين يمتنعون عن التعامل معه قائلا "من قبل ترامب في عنصريين بأمريكا".

في كاليفورنيا.. المطيري لا يأمن الوضع بأمريكا

وخلاف "سيف" و"معتصم" كانت إقامة حسان المطيري محددة في أمريكا، التخوف من الاستقرار في ظل وجود رئيس جديد، دفعه للسفر للولايات المتحدة "سياحة" قبل شهر من التصويت في الانتخابات لرصد التغيير الذي قد تشهده أمريكا إن فاز "ترامب" ومن ثم يتخذ قراره بمغادرة السعودية ليقيم في "بلد الحرية" كما وصف.

توجه "المطيري" إلى كاليفورنيا "أجمل واغني ولاية في أمريكا وبها مختلف الطبقات" كما قال. يوميا وطيلة فترة إقامته يتابع حديث الأمريكيين عن الانتخابات، بالمطاعم والمراكز التجارية، ما 

أن يلمح جهاز تليفزيون ينقل شيئا عن المرشحين حتى يهم بالسؤال حتى وصل لنتيجة أن "90% من الموجدين في كاليفورنيا متخوفين من ترامب وليس فقط السوريين والعرب".

أرجع الشاب السوري ذلك الخوف إلى أن نسبة كبيرة من الأمريكيين في كاليفورنيا أصولهم مكسيكية ويحملون جنسية أمريكا منذ سنوات طويلة. "قعدت مع ناس صار لهم 35 في أمريكا ويحملون الجنسية من 25 سنة ومتخوفين تنسحب الجنسية منهم" قال "المطيري" عن أحد المشاهد التي عاد بها من أمريكا.

"ترامب بيشتغل على سياسة توقف استيطان المهاجرين بشكل عام مو هجرة السوريين فقط" وكان ذلك أحد الأسباب التي وضعها "المطيري" في قائمة دراسته لأمريكا كمكان للإقامة في حالة اتخاذ قراره بهذا.

لم يهتم "المطيري" بمن يفوز برئاسة أمريكا، بل ما يترتب على ذلك معتبرا أن مَن يحكم "لابد أن يخدم مصالح الشعب الأمريكي بالدرجة الأولى"، وهو ما تأكد منه بعدما وجد صورة "ترامب" وحيدة على أحد مراكز الاقتراع في داون توان بلوس انجلوس لأن "ده بيعني أن الناس كتير متفائلة بها الرجال".

في نظر الشاب السوري كان وعد المرشح الجمهوري بتخفيض الضرائب هو دافع كثير من الأمريكيين لانتخاب "ترامب" وليس لكونه "عنصري" وحينما أدرك هذا السبب انكسرت حالة التخوف والقلق التي حُمل بها قبل السفر إلى أمريكا وبعده.

وقبيل أن يعود الشاب السوري لمكان إقامته خلص إلى نتيجة "العرب المتجنس خايف لأنه اتعود على كاريزما الخوف بدون دراسة الأشياء" حسب قوله، فيما غادر "المطيري" أمريكا قبل فرز الأصوات متيقنا بفوز "ترامب" برئاسة أمريكا ليصل السعودية ويتأكد الخبر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان