الحرب العالمية الثالثة.. مصير الحضارة البشرية في قبضة 3 دول
فيما يستغرق العالم في متابعة بطولة كأس العالم، ويعاني آثار التضخم وأزمة الطاقة وتوابع فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، ينشغل قطبان عالميان كبيران في حرب حقيقية تؤثر على العالم بأسره، ويمكن وصفها بأنها الحرب العالمية الثالثة دون أسلحة تقليدية أو قتابل.
المعركة تسمى حرب الرقائق، أو أشباه الموصلات، وطرفاها أمريكا والصين.
أشباه الموصلات تأتي على شكل رقاقة ولها خصائص كهربائية معينة، ويقول الرئيس الأمريكي جو بايدن "إن تصنيع أشباه الموصلات هو مسألة أمن قومي، في مواجهة الطموحات الصينية".
في المقابل، تخوض الصين المعركة على أمل بسط ذراعها على العالم من خلال هذه الرقائق الصغيرة التي تدخل في معظم الصناعات الإلكترونية المتقدمة.
أشباه الموصلات تأتي على شكل رقاقة، لها خصائص كهربائية معينة تمكنها من العمل كأساس لأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأخرى. وهي عادةً ما تكون عنصراً أو مركباً كيميائياً صلباً يوصل الكهرباء في ظل ظروف معينة، ما يجعلها وسيلة مثالية للتحكم في التيار الكهربائي والأجهزة الكهربائية اليومية، مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر والسيارات والطائرات والأسلحة.
باختصار يمكن القول إن الرقائق هي الماء والهواء والدماء التي تسرى في أوصال المصانع والكيانات الصناعية العملاقة، ومن دونها تصاب الحياة اليومية للعالم بالشلل.
وتستحوذ أمريكا على نحو 36.8% من إنتاج الرقائق عالميا، تليها تايوان بحصة 30.5%، ثم الصين بحصة 21.9%.
لهذا السبب تعتبر الصين أن محاولات أمريكا التدخل لإخراج تايوان من المعبد الصيني، عملا عدائيا صريحا.
يقول موقع "sciencedirect"، إن "صناعة أشباه الموصلات تُعدّ واحدة من أكثر الصناعات عولمة في العالم، وأيضاً واحدة ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث يرتبط جزء كبير من الملكية الفكرية الأساسية بتصميم أشباه الموصلات في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وتايوان وبعض المواقع الأوروبية، في حين أنّ الكثير من إنتاج وتجميع واختبار المنتجات يتم في آسيا وخاصةً الصين، أكبر سوق لأشباه الموصلات في العالم".
ووفقاً لموقع (IDC)، من المتوقع أن تصل عائدات قطاع أشباه الموصلات في جميع أنحاء العالم إلى 661 مليار دولار في عام 2022، بمعدل نمو سنوي قدره 13.7%.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "الصين تمضي قدماً في خططها لبناء 31 مصنعاً جديداً للرقائق الالكترونية بحلول عام 2024"ً.
وفي سياق مواجهة التقدم الصيني في مجال الرقائق الإلكترونية، فرضت الولايات المتحدة، شرط ترخيص جديد لأي تصدير مستقبلي لأشباه الموصلات إلى الصين، كما تحاول مع تايوان، التي تعد عملاقاً في السوق العالمية لأشباه الموصلات، تطوير التعاون بينهما في هذا المجال، وتشديد الخناق على الصين التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها.
فيديو قد يعجبك: