إعلان

هل أبدعت أبل حقاً في آيفون 5؟!

04:06 م الجمعة 14 سبتمبر 2012

هل أبدعت أبل حقاً في آيفون 5؟!

قبل الإعلان منذ أيام عن جهاز آيفون 5 الجديد، كتب دان ليونز مؤسس المدونة الساخرة التي تحمل اسم “المذكرات السرية لستيف جوبز” وجهة نظر قال فيها إن جهاز الآيفون سوف يظهر شركة “أبل” على أنها تقلد الآخرين في التسريبات التي أصبحت أمرا مملا.نحن الآن نعرف ما الذي يمكن أن يقدمه جهاز آيفون 5، فهو جهاز أطول وأقل سماكة ويعمل على شبكات 4G ولكنه يفتقد إلى خاصية NFC (الإتصالات الميدانية القريبة) وخاصية الشحن اللاهوائي، وبعض الخصائص الأخرى الموجودة في بعض الأجهزة المنافسة.فهل لدى ليونز حق فيما ذهب إليه؟ طلبت بي بي سي من رئيس تحرير مجلة “ماك يوزر” البريطانية أن يكتب ردا الآن بعد أن عرفنا ما في جعبة شركة “أبل”.في ختام حفل تدشين آيفون 5، قال تيم كوك المدير التنفيذي لشركة “أبل” لجمهور المدعوين: “آمل أن تكونوا متحمسين بنفس القدر الذي نحن عليه”.لكن هل نحن كذلك؟ منذ أن تولى كوك المسؤولية من الشريك المؤسس الراحل ستيف جوبز لأكثر من عام مضى، هل ينبغي أن نقول أن الشركة الأكثر نجاحا في العالم في مجال التنكولوجيا لا تستطيع أن تكون على هذا النحو أكثر من ذلك؟ أعتقد أن الحقائق تخالف هذا.وقد عبر دان ليونز، الصحفي في مجلة “نيوز ويك” والمدير السابق لمدونة ستيف جوبز المزيف، يوم الثلاثاء الماضي هنا، عن شعوره بأن الخصائص الجديدة في جهاز آيفون 5 يمكن اعتبارها مخيبة للآمال فحسب.وقال ليونز إن هذا الإصدار الجديد سيبدو مشابها كثيرا لآخر إصدارين من أجهزة الآيفون “باستثناء أنه أقل سمكا وأكثر طولا، مع بعض الخصائص المطورة ونظام التشغيل المحدث”.وأضاف: “وإذا كان ذلك صحيحا، فأتخيل أن ستيف ليس سعيدا”.حسنا، هذا ما ظهر عليه الإصدار الأخير من آيفون 5، لكن لماذا يعتقد ليونز أن جوبز غير سعيد؟.إن شركة “أبل” ليست الشركة التي تبحث عن أفكار جديدة وتندفع بها إلى السوق، ولكنها تستوعب المنتجات قبل أن تكون التقنية الخاصة بها موجودة، ثم تقوم بنتقيحها حتى تحصل عليها بالشكل الصحيح المطلوب.فجهاز الآيباد على سبيل المثال كان قائما على فكرة تعود إلى عام 1968، وتم وضعها في شكل نموذج عام 2002، ولكنها لم تظهر حتى عام 2010.وباختصار، إذا كان جوبز ليصاب بخيبة أمل من خطط أبل في سبتمبر/أيلول عام 2012، لكان قد أتيحت له الفرصة لتغييرها قبل أن يرحل عن الشركة العام الماضي.بناء متميزلكن ما كان يفهمه جوبز، وفات ليونز أن يفهمه على ما يبدو، أن الإبداع لا يعني دائما التغيير الجذري.فقد تضمنت “المكونات الداخلية المطورة” لجهاز آيفون 4S إحدى الرقائق في وحدة المعالجة المركزية (CPU) التي تعادل سرعتها ضعف سرعة الرقائق المستخدمة في الأجهزة السابقة، وتعمل ببطارية أعيد تصميمها لتحتفظ بنفس القدر من الطاقة مع كل مرة يتم فيها شحن الجهاز، وتم وضع هذه المكونات في شكل هو الأقل سمكا في العالم، بحيث لم تتمكن أي شركة لانتاج الهواتف الذكية أن تضاهيه.إن جهاز آيفون اليوم يضاعف أداء المعالج مرة أخرى، ويطيل شاشة العرض لتقديم المزيد من وحدات بكسيل للكاميرا، ويقلل نحو 20 في المئة من سمك الجهاز، ليخلق جهاز ليس كأي أجهزة أخرى.لكن الانتقال إلى شاشة أكبر، كما يقول ليونز، يجعل من “أبل” مجرد “تقليد” لأن شركات تصنيع الهواتف المنافسة التي تعتمد على أنظمة أندرويد قد انتقلت بالفعل إلى الشاشات الكبيرة.لكن هذه الشركات بما فيها “سامسونغ” التي قامت بالتقليد وتواجه غرامة تتخطى المليار دولار لصالح شركة “أبل” كتعويضات لانتهاك براءات الاختراع، قد قدمت للمطورين كابوسا من خلال نشرها لأرقام الأشكال والأحجام التي ستعمل على دعمها.لكن جهاز أبل 5 يقوم بتشغيل تطبيقات موجودة بالفعل كأي إصدار سابق له، كما أنه يقدم مساحة إضافية والتي تعد بسيطة نسبيا أمام المطورين للاستفادة منها، كما يسمح هذا الجهاز بتشغيل أفلام بكامل الشاشة بشكل أفضل، كما أنه يسهل وضعه بالجيب.“الصراخ في وجه النقاد”من الصعب أن نأخذ ما قاله ليونز بجدية بأن “هذا ما يحدث عندما تكون الشركة رخيصة لدرجة أنها لا تستطيع أن تستثمر في مجال البحوث والتطوير”.لكن الأمر يتعلق هنا بالتوثيق، حيث تنفق شركة “أبل” أقل من منافسيها على البحوث والتطوير مقارنة بغوغل على سبيل المثال. لكن أي شخص ينظر إلى ما أنتجته شركة غوغل في السنوات الأخيرة، سوف يتساءل ببساطة حول ما إذا كانت أبل تنفق أموالها بشكل أكثر حكمة.كما يقول ليونز، لم يقم آيفون بتغير شكله جذريا مقارنة بشكلة الأصلي، لكن في نفس الوقت لم تقم أي من الشركات المنافسة التي جاءت بعدها بذلك أيضا.ولماذا ينبغي عليهم فعل ذلك؟ لقد سجلت أجهزة اللاب توب ذات الشكل الصدفي براءة الاختراع منذ 30عاما عن طريق المصمم البريطاني بيل موغريدج، والذي توفي هذا الأسبوع ومع ذلك لا نزال نستخدم هذه الأحهزة بنفس الشكل الذي كانت عليه.وقد يعني هذا أن جميع منتجي اللاب توب “قد نفدت أفكارهم” في عام 1982، أو ربما تكون هذه فكرة جيدة بأننا نتمسك بها لأنها تعمل جيدا، فقط مثل الهاتف الذي تعمل شاشته باللمس والذي ابتكرته شركة أبل عام 2007.وقد كتب ليونز: “في مكان ما هناك، أستطيع أن أسمع ستيف يصرخ”. ربما يكون الأمر كذلك، ولكنه لا يصرخ في وجه خلفائه لكي يتخلصوا من عقد من الإنجازات القوية ويقوموا بصنع جهاز آي فون يحاول أن يكون كما لا يستطيع أي جهاز آخر أن يكون.إنه يصرخ في الواقع في وجه نقاد التكنولوجيا لكي يحكموا على المنتجات ليس من منطلق بعض الدعوات من أجل الحصول على جهاز ذي “خصائص باهرة”، ولكن من منطلق كيف يشعرون هم عند استخدامه.وعموما، هذا ما يهم الناس الذين يدفعون نقدا مقابل الحصول على هذه الأجهزة، وهو ما قد يفسر السبب وراء توقعات المحللين بأن أجهزة آيفون 5 ستحقق مبيعات ربما أسرع من الإصدارات السابقة والتي ذكر كوك أرقام مبيعاتها المذهلة الليلة، سواء كان ذلك يثير اهتمام ليونز أم لا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان