إعلان

إزدياد إقبال كبار السن على الهواتف الذكية

02:37 م الأربعاء 17 أكتوبر 2012

إزدياد إقبال كبار السن على الهواتف الذكية

ثمة رد فعل شائع من جانب المسنين عندما يقترح أحد عليهم أن يحاولوا تجربة أجهزة مزودة بتقنيات جديدة إذ يكون الرد “لكنني لا أحتاج هذه التقنية”.غير أن هذا الرد لا يتعامل مع التساؤل القائل : “لماذا لا تستفيد من الإمكانات الرقمية التي يمكن أن تمثل فائدة ونوعا من الترفيه ؟”، وفي الحقيقة يقول معظم الخبراء إنه عندما يضع كبار السن أيديهم على جهاز يستخدم تقنية متطورة فإنهم يصبحون مستخدمين متحمسين له.والمشكلة تتمثل في أن كثيرا من كبار السن لديهم حاجزا نفسيا يمثله مفهوم “إنه يجب أن تكون التقنية الجديدة تستحق الشراء”، وهو حاجز عال بما يثير الدهشة عندما يتعلق الأمر بكبار السن كما يقول هندريك ويلمانز من شركة “سيرفال يوز” للإستشارات.ويضيف ويلمانز الخبير في شئون استخدام الأجهزة والذي أجرى عدة دراسات حول اتجاهات استخدام التقنيات الجديدة لدى المسنين إن كبار السن يريدون الاستخدام الكامل لكل إمكانات الجهاز، وهم يسألون أنفسهم لماذا يشترون شيئا جديدا إذا كانوا لن يستخدموا كل الوظائف المتاحة على الجهاز الجديد.وبالتالي فإن كبار السن الذين يقومون بالشراء ينتهجون مزيدا من الحذر حيال المشتريات الجديدة ودائما ما يجدون السبل لتجنبها أو تأجيل قرار شرائها، ويرى ويلمانز أن العيب في ذلك لا يرجع إلى الشركات المصنعة أو المميزات الجديدة التي حلمت بإدخالها، ويقول إنه حيث أن هذه المميزات يتم تقديمها بطريقة معقدة فإن كثيرا من المسنين لن يبدوا أي اهتمام بها، كما أن الدعاية حول الإمكانات الكبيرة التي يتيحها الجهاز مثل 12 ميجابيكسل أو التطبيقات الواسعة لبرامج الهاتف المحمول المعروضة في المتاجر المتخصصة في البرمجيات تؤدي إلى تخويفهم وإبعادهم عن عملية الشراء.ويرجع السبب في ذلك إلى أن مثل هذا المنهاج يذكر المسنين فقط بالوقت الذي من المرجح أن يبددوه في تعلم ثم نسيان بعض الوظائف بالجهاز، ويقول ويلمانز أنه من الأفضل للقائمين على عملية بيع الأجهزة أن ينقلوا لكبار السن فكرة أنهم ليسوا بحاجة لاستخدام كل الوظائف المتاحة لكي يشعروا بالرضا.غير أن الأشياء تتغير بمجرد أن يدرك المشترون من كبار السن الفوائد التي يتيحها الجهاز الجديد مثل نظام الملاحة الجغرافية على الهاتف الذكي والذي يمكن أن يحدد مواقعهم على خريطة، ويشير ويلمانز إلى أنه إذا أظهر لهم شخص ما مكان الزر الذي يجب الضغط عليه فإنهم يشعرون بالسعادة.بينما ترى نيكولا بيلتشتاين وهي أستاذة اقتصاد بالجامعة الكاثوليكية بمدينة إيشتات الألمانية أنه لا يمكن القول بأن كبار السن لا يحبون التكنولوجيا، فمزيد من الاستخدام الواعي يزيد من الاستعداد لاستخدام التكنولوجيا، وتعمل بيلتشتاين مع وزارة التعليم الألمانية في مشروع لدعم القدرات الفنية لدى المسنين الألمان.وتقول بيلتشتاين غير أنه يبقى نوع من عدم التيقن، فالأشخاص يختلفون فيما يتعلق بالألفة مع التقنيات المتطورة، ويبدو أن المسنين يشعرون بالخوف من تكسير الأشياء، والأجهزة الحديثة الأكثر تعقيدا تؤدي فقط إلى زيادة هذه الظاهرة، وتضيف إن بعض الأجهزة يتم هندستها بشكل مغال فيه.غير أن الفوائد المضافة للهواتف الذكية يبدو أنها تجذب مزيدا من الزبائن كبار السن بشكل مستمر، وتشير دراسة أجرتها شركة دولويتي العاملة في مجال الاستشاراتإلى أن عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و75 عاما ويستخدمون الهواتف الذكية تضاعف خلال الفترة بين عامي 2010 و2011 من نسبة ستة في المئة إلى 13 في المئة. ولا تزال الشاشة التي تعمل باللمس تمثل مشكلة، ويشير ويلمانز إلى أنه من ناحية تعد هذه الشاشة نظريا أكثر سهولة في الاستخدام من الأزرار الصغيرة، ولكن يجب إتقان فن دفع الشاشة التي تعمل باللمس كما يقول، مضيفا إنه من الصعب التغلب على الاتجاهلدفع الشاشة بعيدا بأكثر مما يجب، وعلى البائع أن يشرح كيفية الاستخدامليس مرة واحدة ولكن عدة مرات.ومن هنا فإن الأجهزة المزودة بمميزات جذابة إضافية لا تعد عادة مناسبة للأجداد، فهم يفضلون استخدام آلة تصوير عن استخدام هاتف محمول مزود بكاميرا، وتؤكد بيلتشتاين إنهم يشعرون بأن استخدام جهازين أفضل من استخدام جهاز واحد يجمع بين الوظيفتين.ويشير ويلمانز إلى المستهلكين من كبار السن قائلا إن الجهاز الذي يتضمن وظيفة رئيسية يعد ممتازا بالنسبة لهم، ويضيف إن معظم المسنين يتعاملون بشكل جيد مع أجهزة تحديد المواقع، وإنه لم يتم مواجهة كثير من المشكلات المهمة في هذا المجال أثناء إجراء الاختبارات. وتقول بيلتشتاين إن معظم مستخدمي الأجهزة من المسنين لا يواجهون أية مشكلات عند استخدام جهاز التلفاز ذي الشاشة المسطحة، وقد شرح شخص مسن بفخر كيف كان جهاز التلفاز الجديد أكثر سهولة في تحريكه وحمله مما يجعل من السهل تنظيف المكان تحته، وإلى جانب سهولة الاستخدام يولي كبار السن اهتماما كبيرا للثقة في الجهاز، وهم يريدون تجربة المنتج أولا من أجل التأكد من أن التكونولوجيا لن تخذلهم فيما بعد، كما أنه من الواضح أن ارتفاع الأسعار يقلل من الاهتمامبتجربة الأجهزة الحديثة.كما أن الزبائن من كبار السن يتجهون إلى تفضيل الأجهزة التي تم تجريبها وأثبتت مصداقية وذلك فيما يتعلق بالاستماع إلى الموسيقى سواء عن طريق المذياع أو الأسطوانات المدمجة، وفي هذا الصدد يقول ويلمانز إنه من غير المرجح أن يقوم أفراد الجيل الذي يتجاوز عمره 55 عاما بتغيير النظام الذي يفضله، فكثير منهم لا يفضلون الاستماع إلى الموسيقى عن طريق التسجيلات في ذاكرة الكمبيوتر أو عن طريق الدخول إلى شبكة الإنترنت. ومن هنا فإن التحدي الحقيقي يتمثل في العثور على سبل لإقناع المسنين والتوضيح لهم أن التكنولوجيا يمكن أن تجعل حياتهم أكثر سهولة، ويقول ويلمانز إن الأسرة تعد مصدرا مهما للتأثير، والأشخاص يسألون شركائهم أو أطفالهم أو أحفادهم عن الأجهزة المتطورة أو ربما يريدون الحصول على جهاز شاهدوه مع شخص آخر.ومن الناحية المثالية فإن مصادر الإلهام هذه ستلتزم بشرح كيفية استخدام الأجهزة في الحياة اليومية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان