إعلان

الموجة الحارة الأكبر.. كيف تبرد الدول أرضها؟ (تقرير تفاعلي مدعوم بالذكاء الاصطناعي)

10:15 م الأربعاء 19 يوليو 2023

تصميم الصورة باستخدام أحد أدوات الذكاء الاصطناعي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

- مارينا ميلاد:

في وقت تجاوزت فيه درجة الحرارة في مصر الأربعين، تجتاح أيضًا موجة حر غير عادية أجزاء من العالم. وبينها دول أوروبية لم تألف هذا المناخ القاسي.

فعلى سبيل المثال، سجلت إيطاليا أول حالة وفاة بسبب موجة الحر القاتلة التي سمتها "سيربيروس"، في إشارة إلى الوحش ذي الثلاث رؤوس الذي يحرس الجحيم كما صوّره الشاعر الإيطالي دانتي، وفي دول أخرى مثل اليونان اندلعت حرائق الغابات.

ووسط كم الإنذارات الحمراء التي أطلقتها الدول لتحذير سكانها، لم تخرج الأمم المتحدة للطمأنة هذه المرة، إنما قالت على نحو صادم إن "العالم عليه الاستعداد لموجات حرّ أكثر شدّة".

يبدو ذلك بديهيًا مع معاناة الأرض من ارتفاع درجة حرارتها نتيجة انبعاثات الغازات الدفينة الناجمة عن الأنشطة البشرية. لذا يرجّح العلماء بأنها ستتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية (الحد المقرر لارتفاع حرارة الأرض) خلال وقت ما بين الآن وعام 2027.

التحدي الذي يواجه الدول هو التكيف مع تغيرات المناخ، ومنها درجات الحرارة المرتفعة، من خلال إبقاء أرضها باردة قدر المستطاع. لكن ذلك يستدعي حلولا مبتكرة. لنلق نظرة على أبرزها عبر واحدة من الأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

برشلونة.. الملاجئ المناخية

في برشلونة، التي يسكنها قرابة 2 مليون شخص، ربما صار المناخ خصمًا يجب الهروب منه.

إذ صنعت المدينة ما اسمته "ملاجئ المناخ" للاحتماء من درجات الحرارة التي ارتفعت خلال السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق.

تلك الملاجئ ليست تحت الأرض، مثلما يشير اسمها، إنما منشآت عامة لها استخدامات أخرى كالمكتبات والمراكز الرياضية والمتاحف.

بعض هذه الملاجئ متاح طوال العام، وأخر يتم تنشيطه خلال المرحلة الوقائية، والتي تمتد من 15 يونيو حتى 15 سبتمبر. لهذا، قام مجلس مدينة برشلونة منذ الصيف الماضي، بتنشيط نحو 200 ملجأ مناخي للتعامل مع الحرارة خلال فصل الصيف.

تعرف على التجربة في الشكل التفاعلي التالي.. فقط حرك الأسهم يمينا ويسارًا.

Made with Visme

قطر.. الأسفلت الأزرق

أما في قطر ذات المناخ الصحراوي، فالطقس عادة حار ورطب والرياح الدافئة تهبّ من جهة البحر عبر الدولة الخليجية الصغيرة. لذا نفذت هيئة الأشغال العامة القطرية مشروعًا باسم "الأسفلت الأزرق" أو "الأسفلت المبرد" يهدف إلى تخفيض درجة حرارة الإسفلت على الطرقات العامة في العاصمة الدوحة، والتي تتخطى في بعض الأحيان 50 درجة مئوية صيفًا.

لنذهب إلى شارع عبد الله بن جاسم، القريب من أحد أكبر الأسواق في المدينة، والذي يُعرف بأنه أحد أكثر الشوارع ازدحامًا في قطر، حيث كان الخيار الأمثل لتنفيذ التجربة به بطول مائتي متر.

Made with Visme

من المفترض أن تطبق قطر التجربة على شبكة الطرق في جميع أنحاء البلاد.

وقد خاض البلد الصغير تحديًا مماثلا خلال تنظيمه بطولة كأس العالم العام الماضي، من خلال تجربة تبريد ملاعبه مع خفض الانبعاثات الناتجة عن ذلك.

ألمانيا - الممرات الخضراء

فيما لجأت مدن ألمانية أبرزها شتوتغارت لما اطلقت عليه "المرات الخضراء" بهدف خلق تهوية جيدة داخل المدن.

فالمدينة الخضراء تقع في حوض من وديان النهر، وبالتالي لديها مشاكل مع إرتفاع درجة الحرارة وجودة الهواء، خاصة وأنها مركز لصناعة السيارات الألمانية، وهو ما يزيد الأمر سوءًا.

كما أن التلال المحيطة بها، والتي يصل إرتفاعها إلى 300 متر، زاد البناء عليها، وبالتالي أعاق ذلك تدفق الهواء، بحسب منظمة WWF (الصندوق العالمي للطبيعة) وهي منظمة مستقلة تعمل على حماية الطبيعة.

لذلك حدد أطلس المناخ الخاص بالمدينة تدفقات الهواء البارد بالتفصيل وتركيزات ملوثات الهواء وصنف المناطق حسب أهميتها بالنسبة للمناخ، فوضع توصيات لها.

Made with Visme Presentation Maker

كذلك قامت مدينة فرانكفورت بالتجربة نفسها، أي نفذت امتدادات من الأراضي الخضراء، بما يشكل أحد أشكال "ممرات التهوية"، وهي مناطق تم إبعادها عمداً عن المباني العالية للسماح بتدفق هواء أكثر برودة من الريف إلى وسط المدينة.

كما تفرض المدينة الآن وجود سقف أو واجهة خضراء في المباني الجديدة، وتشجع الأسطح الخضراء في الممتلكات الخاصة.. فتقول لارا ماريا مور (مديرة المشروع FRANKFURT FRESHENS UP): "إذا أخذنا أسطح المنازل الآن وجعلناها خضراء أيضًا، فإننا نكسب مساحة خضراء هائلة وتبريدًا للمدينة".

اقرأ أيضًا:

حرب المناخ على الأرزاق.. كيف بدل التغير المناخي حياة جمعة وإبراهيم وماجد؟

من قايتباي إلى الدير الأحمر.. تراث الأجداد في قبضة المناخ

مبانٍ تحمي من برد الشتاء وحر الصيف.. ماذا تعرف عن الإسكان الأخضر في مصر؟

فيديو قد يعجبك: