فتحت بابا ثانيا للخير.. حكاية أضحية ضلت طريقها من جمعية أيتام لأخرى

كتب- محمد مهدي:

لم يكن المسؤولون عن جمعية المساندة والمساعدة والارتقاء بمنطقة منشأة ناصر لديهم توقع بأن حصولهم على "عجل" في ليلة وقفة عيد الأضحى من متبرع مجهول سيصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار "بوست" يتحدث صاحبه عن تبرعه بأضحية لجمعية للأيتام لكنها نُقلت لجمعية آخرى عن طريق الخطأ مؤكدا أن "ربنا له حكمة إن دا يحصل" ليطالب الجميع بالتواصل معهم "يمكن يكونوا لسه محتاجين حاجة وأنا متأكد إن الناس دي كويسين".

مصراوي تواصل مع هدى صلاح، رئيس جمعية المساندة والارتقاء والمساعدة، التي سردت كافة التفاصيل المتعلقة بتلك الواقعة غير التقليدية التي جرت منذ أيام قليلة "اتفاجئت يوم الوقفة بليل باتصال هاتفي، شركة بتبلغني إنهم هيسلمونا عجل من متبرع مش قايل اسمه" اعتقدت في البداية أن الأمر مجرد مزحة ثقيلة لكن جدية المتصل دفعتها للتصديق "بلغت أعضاء الجمعية وهما افتكروا الموضوع هزار، قولتلهم ننتظر ونشوف".

بعد ساعات قليلة تم إبلاغها باقتراب موعد تسليم العجل كأضحية في العيد "وفعلا عربية جابت العجل الساعة اربعة الفجر واستلمناه" فرحة كبيرة انتابت المسؤولين عن جمعية المساندة والمساعدة والارتقاء "لأننا متعودين ندبح خروف بالجهود الذاتية ونوزعهم على المحتاجين، فكانت فرصة نوزع على ناس أكتر" ولم تستمر سعادتهم كثيرا حيث جرت اتصالات أخرى عكرت صفو الأجواء "صحيت الساعة سبعة الصبح على اتصال من جمعية للأيتام بيقولولي دا عجل بتاعنا وجالك بالغلط" شعرت بالصدمة.

على الفوز تواصلت رئيس جمعية المساندة والمساعدة والارتقاء بالشركة المسؤولة عن نقل الأضحية "قولتلهم على اللي حصل، وإني مستعدة أرجع العجل تاني" طلب منها الانتظار قليلا للتأكد مما جرى، حيث اكتشف المتبرع والشركة الناقلة للعجل بأن هناك خطأ جرى في "اللوكيشن ورقم تلفون الجمعية" دارت نقاشات بينهما انتهت بفكرة طيبة "صاحب الشركة اتصل بيا وقالي نقسم العجل بينكم وبين الجمعية، واحنا مسامحين وعايزين نعمل خير" فاطمئن قلب الجميع لتلك الخطوة.

جرى التنسيق مع الجمعية الأولى وتمت عملية الذبح "قمسنا بالنص، وقولتلهم يختاروا اللي يعجبهم"ثم ظهر المتبرع من جديد بلطف شديد "قالي كل سنة هنعمل حسابكم إنتم ناس محترم وبتدوا لله، والأضحية الجاية هتبقوا معانا" وعمل أعضاء الجمعية على توزيع اللحوم داخل منشأة ناصر "وزعنا على 240 شخص في المنطقة والناس كانت مبسوطة جدا، خاصة إن عدد اللحمة أكتر من السنين اللي فاتت" وسرى شعور بأن ما جرى منحة إلهية.

وللجمعية باع كبير في عمل الخدمات الخيرية، وفقا للسيدة هدى "أنشئت عام 2007، بتخدم أهالي منطقة منشية ناصر، في مجالات مختلفة" تعددها فتذكر أنه تدعم الأسر في الصحة والتعليم وذوي الاحتياجات الخاصة "وعمل قوافل طبية بالتعاون مع وزارة الصحة" والتواجد الواسع في توزيع اللقاحات في أزمة انتشار فيروس كورونا "وفيروس سي وشلل الأطفال، والكشف بيكون مجانا" مع الحرص على توزيع لحوم قدر استطاعتهم في المناسبات الدينية الكبرى.

لدى رئيس جمعية المساندة والمساعدة والارتقاء شعور بأن ثمة ضيق لدى الجمعية الثانية "أنا سمعت إن المتبرع بعتلهم عجل تاني، لكن ممكن يكونوا زعلانين إننا حصلنا على نص العجل الأول" لكنها تؤكد محاولاتها المستمرة خلال التجربة على إعادة الأضحية قبل الذبح "وإننا مكناش سبب في سوء التفاهم اللي تم، وعرضت إننا ندفع تمن الجزء اللي خدناه في العجل" قبل أن تتلقى كثير من الاتصالات الهاتفية عقب انتشار "بوست" المتبرع "ناس عايزة تساعد وتدعم وبيسألونا على أنشطة الجمعية".