ملحمة هشام نزيه (بروفايل)
كتبت- شروق غنيم:
تدق أصابع هشام نزيه الأورج الذي ابتاعه والده له، حجم الأورج صغير تمامًا كما ابن الخمسة أعوام، يتعلق به كثيرًا، يُصبح أساسيًا في حياته كما المزيكا التي لا يغيب طيفها عن المنزل، يتحمس الأب لموهبة الابن فيشتري بالتقسيط أورجًا أخر، ليُحلق هشام في عالم الموسيقى.
خبر سار يتوّج نشرات الأخبار المصرية، حينما أُعلن عن اختيار الموسيقار هشام نزيه، ليكون عضو لجنة تحكيم جائزة الأوسكار، ليُصبح أول موسيقى مصري يحقق ذلك الإنجاز، والمصري الوحيد ضمن 397 اسمًا بالقائمة لهذا العام.
بدأ مشوار نزيه منذ كان في الخامسة "والدي اللي علمني أعزف، رغم أنه كان ضابط جيش أبويا وملوش علاقة بالمجال" يحكي نزيه خلال لقائه في برنامج كلمة أخيرة مع الإعلامية لميس الحديدي العام الماضي.
رغم ذلك لم تغب الموسيقى عن أُذن الصغير أينما حّل في منزلهما، وكانت نشاط رئيس في حياة والده "أبويا كان غاوي جدًا، أول واحد عرفني على البيتلز، وكان دايمًا في فقرة بنسمع مزيكا في اليوم، راكبين العربية، مسافرين قاعدين في البيت وبعد المذاكرة بليل يقولنا ما تسمعونا حاجة".
لذلك كان والده أول من استمع إلى الموسيقى التي ألفها "بس معجبتهوش، كنت مألف حاجة مش مفهومة وعندى ظن إنها حلوة، بس هو رد فعله قالي أنا مش فاهم ايه ده".
لم يدرس نزيه الموسيقى، التحق بكلية الهندسة لكن ذلك لم يُثنيه عن شغفه، يتذكر أثر أقارب والدته حسن وحسين ومودي الإمام على حياته، تحديدًا الأخير كان مُقربًا منه " كان له فضل في التأثير عليا، علمني كتير ومن غير ما يقصد، لأنه كان جرئ في شغله وتفكيره وحياته، وعلمني ده.. إحنا بنعيش مرة واحدة لو مش جرآة في خيالنا على الأقل.. طيب إمتى؟".
عام 1998 دخل نزيه عالم الموسيقى التصويرية للأفلام، من خلال فيلم "هيستيريا" من إخراج عادل أديب. ثم ما لبث المشاركة في أفلام عدة، لكن لا يغيب عن وجدانه شعور مميز إزاء تأليفه لموسيقى فيلم السلم والثعبان عام 2001 وهو الفيلم الرابع حينها في مشواره "كانت أول مرة في حياتي أبقى واقف في إشارة، وأسمع المزيكا بتاعتي من عربية جنبي.. شعور شبه الطفل اللي بيدوق لأول مرة طعم المانجا".
انطلق نزيه في عالم الموسيقى التصويرية، يُضفي أثرًا لا يزول على كل عمل يُصبح مؤلف موسيقته، صار اسمه بارزًا في الوسط الفني، وواحد من ألمع صناع الموسيقى التصويرية في العالم العربي، في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية المصرية، إضافةً لتأليف مسرحيات غنائية منها مسرحية إخناتون، وفي عام 2021 كان له بصمة خلال تأليفه الموسيقي لحفل نقل المومياوات الملكية إلى المتحف الجديد.
كان له بصمة حاضرة في أفلام مختلفة، مثل الفيل الأزرق، وإبراهيم الأبيض، والأصليين، والكنز، ومسلسلات مثل "شربات لوز"، ومسلسل "نيران صديقة" عام 2013 وفيلم، ومسلسل "السبع وصايا" عام 2014، ومسلسل "أفراح القبة" عام 2016.
نال نزيه جائزة فاتن حمامة للتميز خلال مهرجان القاهرة السينمائي عام 2018، وتم تكريمه في حفل الموسيقى العربية في دورتها الثلاثين عام 2021. وقبل أشهر شارك في تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل شبكة مارفل المقبل Moon Knight، التي شهدت إنجازًا تاريخيًا بإخراج المصري محمد دياب للعمل.
.
فيديو قد يعجبك: