إعلان

كعب داير من القاهرة لسيوة.. أماني تجد حلمها وتساعد 20 سيدة

06:52 م الأحد 03 أبريل 2022

أماني الزواوي صاحبة مشروع نوارة لمشغولات التراث ال

كتبت- إشراق أحمد:

في سيوة، قبضت أماني الزواوي على حلمها.
أرادت والدتها أن تُدرِس الإنجليزية بعد تخرجها في كلية الآداب، فيما تدفعها نفسها لاكتشاف ما تحب، فكان الحلي والتطريز مستقر قلبها في المدينة الحدودية، وبدايتها لمشروع تحلم معه بالكثير.

"نوارة" الاسم الذي اختارته أماني لمشروعها عن تصنيع حلي وملابس ذات تطريز مستوحى من التراث السيوي. سافرت ابنة مدينة بلطيم إلى قلب الصحراء الغربية مكان واحة سيوة "صحابي رشحوا لي أروح هناك واشتغل مع صاحبة فندق طلعت في حوار اتكلمت عن مشروعها".

قررت أماني المغامرة، وبدأت العمل في شالي –سيوة- عام 2019، كأنما جددت البيئة المختلفة الدماء في عروق الشابة، كل شيء حولها يدفعها للتأمل، وبينما تساعد صاحبة الفندق المعتمد تنسيقه على القطع التراثية، خطر لها فكرة "قلت ليه ما نعملش حاجات مناسبة لينا مستوحاه من التطريز بتاعهم لكن بخامات تناسبنا".

1

أضاء الخاطر في نفس أماني تفاصيل من الماضي "من صغري بحب أعمل خواتم وافصل فساتين للعرايس بتاعتي"، فيما تذكرت نصيحة إحدى صديقاتها قبل السفر "قالت لي شوفي كان نفسك تبقي إيه وأنت صغيرة وأعمليه". طالما رغبت الشابة أن تكون مهندسة، لكنها اكتشفت أن ما أرادته حقًا هو التصميم، فبدأت مع ما تحب.

أصبحت أماني تقسم وقها بين العمل في الفندق وجمع الفضة المستوردة ذات الشكل القديم وتطعيمها بالأحجار الملونة، وبعد نحو ثلاثة أشهر من بدء المشروع في يناير 2020، أدخلت لـ"نوارة" تفصيل الملابس وتحديدًا الأردية المطرزة.

2

لم يكن لدى أماني أي خبرة "بدأت مجرد هاوية أجيب القماش وأوديه لستات تطرز وأنا أسوق"، تعرفت ابنة بلطيم عن السيدات اللاتي تجيدن التفصيل وفي الوقت ذاته بحاجة للعمل.

ما كان هذا صعبًا رغم تحفظ المجتمع السيوي على خروج النساء للعمل "الناس ودودة وكوني ست بتتعامل مع الستات بشكل مباشر خلى الموضوع سهل"، ما لزم أماني سوى إحضار الملابس إلى بيوت السيدات العاملات لتطريزها.

3

التحدي الأكبر أمام ابنة بلطيم كان في التنقل. لا يوجد مصدر للأقشمة ولا الخياطة تعرفه أماني في سيوة، لذا تداوم السفر إلى القاهرة للحصول على المواد الخام من الفضة وتنفيذ تصميمها، وكذذلك أمتار القماش بألوان متعددة، ثم المرور على ورشة الخياطة في الإسكندرية، وأخيرًا العودة إلى سيوة، قبل الرجوع ثانية لاستلام المنتجات.

رحلة لا غنى عنها تقوم بها أماني كل شهر تقريبًا، تتمنى لو أن هناك وجهة واحدة تذهب إليها، لكن الأمل الذي يعطيه مشروع "نوارة" لها يعينها على المواصلة رغم المشقة، ولهذا منحته هذا الاسم الذي يعني الزهرة المتفتحة.
4

لم تعد أماني وحدها. نحو 20 سيدة في سيوة أصبح لهن عائد من مشروعها، تشاركهن أفكارها في التطريز، بل ويسألن إن غابت عليهن الشابة بفساتين جديدة، لذا انشغلت بالبحث عن وسيلة للاستمرار، ووجدتها في مقترح لصديقتها بأن تتقدم للمشاركة في مسابقة نوال مصطفى لريادة الأعمال، التي أطلقتها جمعية رعاية أطفال السجينات قبل ثلاثة أعوام.

انطبقت الشروط على مشروع "نوارة"، تمنت أماني لو تكون من الفائزين الأوائل وتتلقى الدعم المادي والإداري للإبقاء على حلمها "لما بيخلص الشغل بحس بالعجز. نفسي الشغل يستمر عشان يكون ليهم دخل ثابت"، لذا حينما أُعلن عن اسمها في المركز الثالث، غمرتها السعادة.

5

شعرت أماني أن الفوز في مسابقتها الأولى بمثابة خطوة في الطريق، لا تتوقف ابنة بلطيم عن الحلم، تتمنى لو أصبح المنتج الذي تصنعه "كله 100% مصري"، وأن يتسع مداه فتحافظ بتفاصيله على التراث المصري بشكل عام وليس سيوة فقط، فيما تتوق لليوم الذي تسافر فيه بمنتجات نوارة خارج مصر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان