لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كان أب لنا.. زميل عمل يروي حكاية السائق ضحية حادث أسوان

06:19 م الأربعاء 13 أبريل 2022

حادث أتوبيس أسوان

كتبت- شروق غنيم:

كل من مر على "عم شريف" كانت تجمعه علاقة وطيدة به، بوجه بشوش يستقبل الرجل الخمسيني الزملاء الجُدد، يُسدي لهم النصائح بشكل أبوي، يتعامل برفق معهم ويمنحهم خبرة طويلة اكتسبها خلال عمله سائقًا في مجال السياحة، لا تُذكر سيرته إلا ويتبعها كلمات المديح، لكن خلال منتصف اليوم، تحولت مسارات الحديث عن الرجل، صارت تُختتم بدعوات الرحمة والصبر لأسرته.

كان السائق شريف فارس الدماطي، ضمن ضحايا حادث تصادم بين أتوبيس سياحي وسيارة ربع نقل بالكيلو 43 بطريق أسوان أبو سمبل، بمحافظة أسوان في جنوب مصر.

ولقي 5 مصريين و5 سائحين أجانب مصرعهم اليوم الأربعاء، وأصيب 14 سائح أجنبي في الحادث، وأكد مصدر بمستشفى أسوان الجامعي، أن الأجانب الـ 5 المتوفين منهم 4 من فرنسا وبلجيكي، وأن المصابين 8 منهم فرنسيين و6 بلجيكيين.

ضحية حادث أسوان

عام 2017 تعرف جواد على السائق شريف الدماطي، حينما عمل بإحدى شركات السياحة للنقل برفقة الراحل "عمي شريف سواق ذوي وياما علم الناس الشغل وطريقة التعامل مع السُياح"، لم يكن يبخل بمعلومة عن رفاقه في العمل "كان فاهم شغله كويس وبيحب يساعد اللي حواليه".

ما إن سمع جواد عن الخبر في منتصف اليوم الأربعاء، وانقبض قلبه، فبحكم عمله رافق سائقين مختلفين من الشركة نفسها التي عمل بها، تفاجئ بوجود اسم السائق شريف فارس الدماطي بين الراحلين، خيّم الحُزن على زملائه في العمل، صارت منصات التواصل الاجتماعي صفحات للنعي ولرثاء الرجل الطيب، وكيف أثر في حياتهما.

وقال الدكتور محمد الدخيلي مدير مرفق ِإسعاف أسوان أن 35 سيارة إسعاف شاركت فى نقل المصابين إلى مستشفى أسوان الجامعي وجثث المتوفين إلى مشرحة أسوان العمومية.

في السابعة صباحًا كان يتلاقى جواد مع السائق الراحل، والذي يبدأ يومه بابتسامة تُذيب أي توتر، يقضيان اليوم سويًا خلال برنامج الرحلة المُلكفان به سواء في القاهرة أو محافظات أخرى مثل الإسكندرية، الغردقة، الأقصر وأسوان أو في القاهرة.

كان يشعر جواد بأن حظه "حلو"، إذ جمعه برنامج العمل مع السائق شريف فارس الدماطي ليرافقه في نفس الأتوبيس خلال الرحلة السياحية أو البرنامج المُقرر "كان بيخلينا منقلقش من حاجة، زي زحمة طريق أو لو حصل تأخير في المطار أو في الذهاب لأي مزار زي الأهرامات أو المتحف".

طقس مُحبب للرجل الخمسيني، أن يصل قبل موعدة بقرابة ساعة، يحاول التقرب أكثر من الفريق الذي معه لكسر أي قلق "وكان دايمًا يعرض علينا لو طريقنا قريب من بعض نتحرك سوا، ودايما كان بيساعدنا وينبهنا لو وقعنا في خطأ".

ما إن تتحرك الرحلة، يبدأها بـ"بسم الله، ويبدأ يكلمنا عن المزارات اللي رايحينها ومواعيدها وإزاي ندخلها بالأتوبيس"، فيما يُراجع كافة تفاصيل الرحلة والبرنامج الخاص بها "لأنه كان دقيق جدًا في شغله".

مواقف عدة بارزة للسائق الراحل، تحضر في أذهان جميع رفاقه في العمل "كان دايمًا بيقف جنب كل زمايله"، يذكر جواد حينما مر زميل في العمل بمشكلة بسبب ضغط العمل "راحت عليه نومة يومها، لكن عمي شريف اتصرف ودخل هو ركب الناس وجمعهم واتاكد من عددهم ووداهم المطار"، وما إن استيقظ الشاب شعر بالكارثة "لكن لما كلم عمي شريف قاله مفيش حاجة وانا اتعاملت مع الموقف".

لا ينسى جواد ورفاق السائق الراحل ضحكته البشوشة التي كانت تستقبلهم قبل كل رحلة عمل تجمعهم، وقدرته على جعلهم يعملون براحة دون أي قلق، تتوجع قلوبهم بفراقه، يذكرون مواقفه الحسنة لتهوين الأمر على أنفسهم، ويدعون له بالرحمة والصبر لذويه.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان