حلم كأس العالم.. منتخب مصر للسيدات على موعد مع كتابة التاريخ (حوار)
كتب- محمد مهدي:
داخل ملعب O West في مدينة السادس من أكتوبر، كان الحماس واضحا على وجوه عدد من لاعبات منتخب مصر للناشئات تحت 17 عاما خلال التحضيرات الأخيرة لهن قبل التحاقهن بمعسكر الفراعنة استعدادا لمواجهة غينيا بيساو الأسبوع المقبل في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم بالهند "بإذن الله نقدر نكسبهم ونصعد للمونديال، دا حلمنا" تقولها ليلى زاهر، لاعبة خط الوسط بالفريق في حوارها مع مصراوي.
وفي حالة حجز مقعد لمصر في مونديال الهند العام المقبل، ستصبح تلك هي المرة الأولى التي يتواجد فيها منتخب الناشئات تحت 17 داخل هذا المحفل الرياضي الكبير، وهي فرصة لكتابة التاريخ "عايزين نعمل حاجة لنفسنا ولبلدنا" وهو السبب الرئيسي في انهماك الجميع خلال التدريبات الأخيرة من أجل الأداء بصورة مشرفة أمام الفريق الإفريقي في المباراة الأولى يوم 14 مارس بملعب بتروسبورت والثاني في غينيا يوم 19 من الشهر ذاته.
وتعبر ليلى عن فخرها الشديد تجاه ارتداء "تي شيرت" المنتخب القومي عقب اختيارها للانضمام إلى الفريق من قِبل الجهاز الفني "الوجود مع المنتخب حاجة كبيرة جدا، وخطوة مهمة، وبإذن الله نثبت نفسنا" فيما حرصت على التعرف أكثر على نقاط القوة والضعف في الخصم غينيا بيساو "احنا متعودين أي فرقة بنلاعبها نحترمها ونعمل اللي علينا على قد ما نقدر" وهو ما دار في أحاديثها رفقة باقي اللاعبات أثناء التدريبات.
وسبق أن التحقت ليلى بمعسكر منتخب السيدات الأول خلال البطولة العربية التي أُقيمت في مصر منذ أشهر قليلة "لعبت في البطولة، خطوة مهمة بالنسبالي، كانت فرصة إني أتعلم أكتر" ترى أن ذلك ساعدها على اكتساب مزيد من الخبرات وخاصة مع وجود نادين غازي هدافة الدوري وعدد من المحترفات "باخد خبرة لما أتدرب وأشارك مع لاعيبة كسبانة الدوري وعندهم خبرات، بيخليني لما ألعب في سني-منتخب الناشئات- أحاول أظهر اللي اتعلمته مع الكبار".
وترى لاعبة خط الوسط بالمنتخب أن الصعود إلى بطولة كأس العالم في الهند سيكون داعم كبير لانتشار الكرة النسائية في مصر وجذب الأنظار إليها وضرورة التفات المجتمع المصري حولها "هنحب نعمل أي حاجة تخلي الناس تهتم بمنتخب السيدات زي الولاد بالظبط" وهو ما تتفق معه اللاعبة ندى خالد منصور التي تلعب في مركز الظهير الأيمن في نادي الجونة والمنتخب "احنا فخورين بتمثيل مصر في البطولات المختلفة، ونتمنى نعمل حاجة لكرة القدم النسائية".
وشاركت ندى مع منتخب مصر للمرة الأولى منذ 3 سنوات، تمكنت من إثبات نفسها مع الفريق "ولعبت مباراة الكونغو السنة اللي فاتت" نظرا لعدم انتظام تجمع الفريق لكن الفترة الأخيرة شهدت استفاقة مع إعلان هيكل اتحاد الكرة المصري بعد انتخابه في يناير الفائت، وتكليف دينا الرفاعي، عضو مجلس الإدارة، بالإشراف على الكرة النسائية في أول اجتماع للاتحاد الجديد، فيما ترى اللاعبة الشابة أن دعم الأسرة ومساندتهم لها يدفعها إلى بذل كامل طاقتها داخل الملعب من أجل إسعادهم.
تشعر "هنا السبكي" مدافع منتخب مصر ببعض القلق قبل المباراة المرتقبة "لكن بنستعد كويس للماتش، بنحترم غينيا بيساو وهنلاعبها كأنها أقوى فرقة في العالم" توضح أن الاستعدادات قائمة على قدم وساق داخل معسكر الفريق "احنا بنتمرن كتير، وعندنا معسكرات مغلقة ومفتوحة، ولعبنا فرق داخل مصر زي وادي دجلة الفترة الأخيرة" توضح قدر محبتها الشديدة للعبة والتجربة "بحب الكرة جدا، هي متعة مش مجرد لعبة، وبتفرج على ماتشات طول الوقت عشان أتعرف أكتر على الكرة جوه مصر وبره".
داخل مصر تهتم "هنا" بمتابعة فريقها المفضل "الزمالك" تراقب باهتمام بالغ تحركات اللاعبات واللاعبين في مركز المدافع، طريقة الالتحامات والحصول على الكرة من الخصم فيما تتلقى الفتاة الواعدة اتصالات مستمرة من جدها "علاء مدكور" محلل قناة دبي الرياضية "بيديني نصايح ودايما أكلمه لو لعبت ماتش وحش، هو بيدعمني وبيقولي أتصرف إزاي، ويقولي أركز مع اللاعيبة اللي في نفس المركز بتاعي" يمنحها ذلك الشغف تجاه تحقيق حلمها بالوصول إلى كأس العالم.
تجدر الإشارة إلى أن مصر دلفت إلى عالم كرة القدم النسائية في أواخر حقبة التسعينيات من خلال تدشين الدوري الذي خلا من أندية القمة الأهلي والزمالك، ليقتنص نادي "المعادن" البطولة الأولى قبل أن تنضم فرق عديد إلى النسخ التالية من أبرزها وادي دجلة والجونة، بينما جرت محاولات عديدة على مستوى المنتخبات لم تسفر حتى الآن عن الظفر ببطولة قارية أو المشاركة في المحافل العالمية، وهو طموح بات قريبا مع ظهور أسماء لامعة من الفتيات في الدوري المصري والدوريات العالمية.
فيديو قد يعجبك: