"دعم وتواصل يومي حتى العودة" مصري من فيينا يقدم المساعدة للفارين من أوكرانيا

كتب- عبدالله عويس:

فيما كانت الحرب الروسية الأوكرانية قائمة، لم يكن بوسع إسلام طاحون أن يقدم شيئا للمغتربين من بلاده، والفارين من جحيم حرب يسقط فيها العشرات على أثر القصف والنيران. حتى كانت إحدى ليالي مارس حين لمح بالصدفة وهو رفقة ابنه، مصريين في إحدى محطات قطار بفيينا حيث يقيم، ليقدم دعما لهم ولو بأمور بسيطة.

يعيش إسلام في فيينا منذ ٢٣ عاما، يعمل هناك موظفا بإحدى السفارات، وحين قامت الحرب تابع مجهودات كثيرين وما يقدمونه للمغتربين المصريين، وكان يكتفي هو بالمتابعة، والأمنيات أن تنتهي تلك الحرب سريعا، حتى جاءته فرصة وهو عائد إلى منزله، حين لمح مصريين في محطة القطار الرئيسية بفيينا: «في تلك اللحظة شعرت بأن علي دورا يجب أن أقدمه، حتى لو كان بمجرد سؤال، هذه أمور معنوية لها أثر كبير».

تقدم إسلام من المصريين الذين تعرف عليهم من لكنتهم ووجوههم، وأخبرهم أنه مصري يعيش في فيينا منذ سنوات، ثم اصطحبهم إلى النادي المصري، وهو مكان يخص الجالية المصرية هناك، ولم يغادر المكان إلا بعد تأكده من حسن إقامتهم، واطمأن لشؤونهم. غير أن ما حدث مع تلك المجموعة الأولى تكرر مع غيرها خلال الأيام التالية، وكان الرجل يقوم بالأمر نفسه.

بحكم سنوات عمله في فيينا، كان إسلام على صلة ببعض المسؤولين المصريين هناك، يخبرهم بالمستجدات، وبمن وصلوا هاربين من نار الحرب إلى فيينا، ومن جانبهم فإنهم يقدمون المساعدة لهم، بتوفير سكن لهم، خلال فترة إقامتهم، لحين عودتهم إلى مصر، خلال تلك الأيام. مقدمين لهم الطعام والشراب: «كنت أتابع ما يفعله المصريون في أماكن أخرى لتقديم المساعدة لغيرهم، لكنني كنت بعيدا عن ذلك المشهد، فوجدت في الأمر فرصة لتقديم بعض العون».

بشكل يومي، يتواصل إسلام مع المصريين الذين فروا إلى فيينا، بعد مرورهم من سلوفاكيا، يتأكد من حصولهم على كافة احتياجاتهم، ويحاول قدر الإمكان الجلوس معهم، وتهدئتهم من تبعات ما لاقوه في أوكرانيا خلال الأيام الماضية. ويتابع مع المتجهين إلى مصر، تفاصيل رحلتهم، حتى يطمئن إلى أنهم بين أهلهم، ووصلوا سالمين.

«الحرب أمر صعب، حياة الناس تتغير، أعمالهم تتوقف، كان للجميع هنا أحلامه، إما بإتمام دراسة، أو نجاح مشروع عمل» يحكي الرجل لمصراوي، متمنيا أن تنتهي الأزمة الروسية الأوكرانية سريعا، حتى يتمكن هؤلاء من العودة لأعمالهم وممارسة حياتهم بشكل طبيعي مرة أخرى.