بالصور- كيف تحولت أكشاك الكهرباء إلى لوحات فنية في سيوة؟
كتب- محمد مهدي:
استيقظ أهالي مدينة سيوة في محافظة مطروح ذات يوم في الآونة الأخيرة ليكتشفوا تحول عدد من أكشاك الكهرباء في المناطق الشهيرة بالواحة إلى لوحات فنية بديعة على يد الرسام أحمد إبراهيم باغي، أحد أبناء المكان، الذي انهمك في تنفيذ تلك التجربة الشيقة بحماس واهتمام بالغ.
كان باغي قد التقى برئيس مجلس مدينة سيوة في لقاء شهد حضور عدد من الفنانين التشكيليين "عرض علينا تزيين الأكشاك الكهربائية في الواحة ضمن مبادرة للترويج السياحي لسيوة" لم يتردد الفنان الثلاثيني "خدت الموضوع بجد ونزلت على طول أنفذ الفكرة" اختار باغي أحد الأكشاك الكهربائية القريبة لبيته في منطقة الغربيين وتحديدا وفلة "الأدوات كانت متوفرة عندي، فضلت أشتغل فيه وأول ما خلصته بعت الصور لمجلس المدينة أشاركهم الخطوة" يذكرها لمصراوي بفخر.
انتشر العمل الفني الخاصة بابن سيوة على الصفحات الشهيرة للواحة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نظرا لحرصه على التعبير عن التراث السيوي من خلال لوحاته على الكشك "مكنتش متوقع إن الموضوع هياخد الزخم دا، لكن ردود الفعل شجعتني وخاصة بعد مساهمة مجلس المدينة بالأدوات" حصل على المواد اللازمة لاستكمال التجربة "استخدم ألوان تعيش لوقت أطول وتستحمل الشمس" وفي الوقت لا تحتاج إلى تكلفة مادية عالية.
انهمك الفنان السيوي في رسم لوحاته على الأكشاك الكهربائية في 5 مناطق مختلفة بسيوة "في وفلة، وعند جبل شالي، ومنطقة أبو شروف وغيرها" وضع باغي بأنامله روح الواحة القديمة في أعماله "كنت عايز أعكس الحياة في سيوة، سواء التراث الفني أو الملامح الاجتماعية أو الزي السيوي" يرى أن العديد من المظاهر التي تميزت بها الواحة اختفت تدريجيًا خلال السنوات الأخيرة لذلك يحاول استعادة تلك المشاهدة من خلال لوحاته.
حرص الرجل الثلاثيني على التنسيق مع شركة الكهرباء قبل الانخراط في عمله، تواصل مع المسؤولين في سيوة من أجل الحصول على الموافقات اللازمة وتلقي النصائح المتعلقة بالتعامل مع الأكشاك "بلغونا بالتعليمات والاحتياطات المطلوبة خلال الشغل" كما اختار الرسم في توقيتات مناسبة "بعد الفجر مباشرة أو بعد المغرب عشان الجو يكون كويس والمواد اللي بنستخدمها ميحصلهاش حاجة مع درجة الحرارة المرتفعة".
بعد الانتهاء من الخطوات الأولى للتجربة تلقى باغي العديد من الإشادات سواء من المسؤولين أو أهالي سيوة "يمكن الناس في سيوة حبوها أكتر من الأجانب كمان لأن الرسومات فكرتهم بأيام زمان وتفاصيل حياتنا اللي شبه انقرضت" فيما يحرص الأجانب من زوار الواحة على التقاط الصور أمام الأعمال الفنية المعبرة عن سيوة وجمالها وتراثها القديم.
مايزال الفنان السيوي يرغب في تزيين المزيد من الأكشاك الكهربائية "عندنا مناطق كتيرة الناس بتسأل هروحلهم إمتى أرسم هناك" كما يدعو باقي عشاق الرسم في الواحة لتكوين فريق كبير للانتهاء من مرحلة الأكشاك "عشان عايزين ننفذ مبادرة الجداريات لأن التراث السيوي مليء بالحاجات المميزة والمختلفة والكل بيبقى عايز يتعرف عليها" يذكرها بينما ترتسم على وجهه علامات الرضا والسعادة.
فيديو قد يعجبك: