حلم العُمر.. كيف تابع لاعبو الكاراتيه أول ميدالية في تاريخ الأولمبياد؟
كتبت- شروق غنيم:
بشغف انتظر لاعبو الكاراتيه في مصر دورة طوكيو للألعاب الأولمبية 2020، إذ أخيرًا انضمت لعبتهم إلى البطولة للمرة الأولى في تاريخها، وضمت خمسة لاعبين مصريين في منافساتها وهم؛ جيانا فاروق، علي الصاوي، رضوى سيد، فريال أشرف، وعبد الله ممدوح.
قبل عشرة سنوات انضمت فاطمة محمود إلى الكاراتيه، وضعت كل طاقتها للعبة وصارت تُشكّل حياتها بالكامل، لذا غمرتها السعادة حينما أُعلن عن وجود اللعبة في الدورة الأولمبية "ليها طعم ثاني بالنسبة لنا، أي حد بيلعب كاراتيه بالنسبة له حدث تاريخي".
وانضمت خمس رياضات جديدة إلى الدورة الأولمبية هذا العام لأول مرة في تاريخها وهي؛ الكاراتيه، وركوب الأمواج، وتسلق الجبال، والتزلج على الألواح، ومزج بين رياضتي البيسبول والسوفتبول.
وستضيف الرياضات الجديدة 18 حدثًا مختلفًا لـ474 لاعب إلى جدول المنافسات، ليتضمن بذلك جدول أولمبياد طوكيو 33 رياضة، وما يزيد على ال11 ألف لاعب، وهي أرقام قياسية لم تحدث من قبل في أي دورة أولمبية.
نظمت فاطمة تفاصيل يومها على جدول مباريات البعثة المصرية في اللعبة، تحكي عن فخرها خلال مشاهدة كافة اللاعبين "مكنتش بنام عشان أعرف أتفرج، إمبارح كان يوم صعب قلقانين على ماتش علي الصاوي، للأسف متوفقش في الحصول على أي ميدالية".
لكن الأمل راودها مُجددًا، فجر اليوم الجمعة، مع بداية منافسات اللاعبة جيانا فاروق. اهتمام كبير توليه اللاعبة العشرينية للبطلة المصرية "معلقة صورتها في أوضتي، وفي صالة التدريب بتاعتي.. بالنسبة لي قدوة وأسطورة ونفسي أحقق رُبع اللي عملته في حياتها.. كل زمايلي في اللعبة سهرانين من إمبارح عشان نشوف ماتشاتها".
لم تُخيب جيانا فاروق الأمال المُعلقة عليها، قاتلت خلال مبارياتها وحصلت على الميدالية البرونزية، لتُصبح الأولى في تاريخ مصر التي تحصل على ميدالية في منافسات الكاراتيه الأولمبية "أول ما جيانا كسبت كلنا عيطنا من الفرحة، هي أسطورة وفخر مصر والعرب في الكاراتيه.. النهاردة يوم تاريخي لينا".
وتُعد الميدالية البرونزية الرابعة لمصر في أولمبياد طوكيو، بعدما حصد أبطال مصر في التايكوندو هداية ملاك وسيف عيسى وبطل مصر في المصارعة الرومانية محمد إبراهيم "كيشو" الميدالية البرونزية.
شعور مُختلف مّس مُدرب الكاراتيه أحمد مصطفى حينما بدأت منافسات الكاراتيه خلال اللعبة الأولمبية، عقد العزم على تمرير تلك التجربة إلى اللاعبين الكبار والصغار ممن يدربهم "قدام التلفزيون اتحولنا كلنا لمُشجعين لولاد بلدنا".
في الواحد عصر اليوم؛ كان اللقاء داخل منزل المُدرب المعروف وسط لاعبيه باسم "الكابيتانو"، في انتظار بدء مباراة اللاعبة المصرية جيانا فاروق "معاها مدرب كبير وهو كابتن محمد عبدالرجال، مُدرب صانع للأبطال، وجيانا بطلة كبيرة كنا واثقين في اللي هتقدمه النهاردة".
قبل تسع سنوات بدأ كابتن أحمد التدريب في الكاراتيه، ومن وقتها وقرر جمع اللاعبين لمتابعة مباريات مختلفة، إذ يؤمن بأنها تتخطى مُجرد لعبة "الكاراتيه ليس رياضه عادية، دي رياضة بتحمل معاني كتير زي الحب والتواضع والاحترام والالتزام"، لذا يحرص على التجمع باستمرار لمناقشة المباريات وتفاصيل اللعبة "التواصل بنعرف من خلال ما يدور من فكر داخل عقل اللاعب والشغل عليه، المدرب زي الأب والأخ أو الصديق".
لحظة مليئة بالمشاعر مرت داخل المدرب حينما خسرت جيانا مباراة نصف النهائي أمام اللاعبة الصينية وبذلك حصدت الميدالية البرونزية "أول ما نزلت راحت على مُدربها قالت له أسفة كان نفسي أجيب لك الذهب، ده بيلخص علاقة المدرب باللاعب، جملة ليها مليون معنى".
خلال متابعة المباراة لم ينقطع التواصل بين اللاعبين ومُدربهم، وِد يحدث أكبر حينما تمتد العلاقة أكبر من مساحة الملعب كما يرى كابتن أحمد "كانت فرصة إني لقيت لاعيبتي فاهمين الكارتيه بشكل متطور، وعارفين يعني إيه مسئولية وانتماء للعبة ولحب الرياضة ولمصر".
منذ كان في الخامسة من عمره، بدأ أحمد إبراهيم في لعبة الكاراتيه، حقق خلالها بطولات على مستوى محافظته في دمياط وأيضًا الجمهورية، لكن ثمة حلم كان بداخله طوال تلك المُدة، أن تُمثل اللعبة في أهم حدث رياضي عالمي.
بعد 23 عامًا تحقق أُمنية العمر بالنسبة للاعب العشريني "حلمي وحلم كل لاعب أو مدرب إن اسم مصر يبقي دايمًا في المقدمة في رياضة الكاراتيه على المستوي العالمي". يطور إبراهيم من إمكاناته في اللعبة ويعكف حاليًا على تحضير ماجستير في اللعبة بجامعة دمياط، يتمنى أن يحجز اللاعبين المصريين مكانًا كبيرًا في المنافسات المُقبلة "وأملنا في الله كبير إن يحصل تصحيح مسار للأجهزة الفنية للمنتخبات للاهتمام بالمواهب".
فيديو قد يعجبك: