المصور عمر خان توقف عن الحُلم في بلده أفغانستان
كتبت-رنا الجميعي:
تصوير-عمر خان
لا يشعر المصور عمر فاروق فايظي، المعروف باسم عمر خان، بالأمان الآن، كما بقية أهل مدينته كابل عاصمة أفغانستان بعدما سيطرت حركة طالبان عليها، الوضع كارثي ولا يعلم ما ستكون عليه الأيام المقبلة، كل ما يشعر به أن الزمن قد عاد للوراء حيث لا توجد إنسانية.
وقد سيطرت حركة طالبان على كابل يوم 16 أغسطس الماضي، بعدما تمت إزاحتهم عن السلطة في نوفمبر 2001، من قبل القوات الأمريكية أثناء غزوهم لأفغانستان، وقد تولت حركة طالبان السلطة من قبل خلال الفترة من 1996 إلى 2001.
تلك الفترة كانت أشبه بكابوس بالنسبة لفاروق، فقد كان في عمر الرابعة حين تولت طالبان الحكم، ويقول لمصراوي إنه يتذكر من هذه الفترة أنها كانت أيامًا سوداء، حيث لا يتوفر الخبز بسهولة، ولا يوجد عمل، كما كانت العاصمة خالية.
وها قد عاد الوضع السيء مُجددًا، بعدما فزع الجميع من عودة حركة طالبان، حيث المخابز مُغلقة، ولا توجد حركة في الشارع أيضًا، فالجميع يلزم المنزل، فيما يسير فاروق في الشارع بحكم عمله كمصور، ويشمّ رائحة الخوف التي تنتشر في الأرجاء.
خلال حكم طالبان لم تُحترم المرأة، فلم تكن قادرة على العمل، كما أُجبرت على ارتداء البرقع، وفرضت عقوبات مثل الرجم في الأماكن العامة والجلد والشنق، والآن حالما سيطرت طالبان تمت إزالة صور النساء الموجودة بصالونات التجميل، وهو ما التقطته عدسة فاروق أمس الأول، حيث شُوهّت صور النساء.
شعر فاروق بالحزن الشديد حين التقط تلك الصورة، يعلم جيدًا أن من سيُعاني أكثر تحت حكم طالبان هم النساء وليس الرجال، ولكن بشكل عام يرى أنه لا يوجد مستقبل في هذه الدولة.
وقد وعدت حركة طالبان باحترام حقوق المرأة والأقليات والأجانب، ولكن حتى الآن لا يُوجد ما يُطمئن النساء، حيث أعلنت الحركة أيضًا أن حقوق المرأة ستُحترم وفق الشريعة، وقد صرّح مسئول حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أنه قلق على سلامة آلاف الأفغان الذين عملوا في مجال حقوق الإنسان.
يعمل فاروق منذ 2014 كمصور حُر، سافر حول أفغانستان عدة مرات ليلتقط الجمال الخفي لبلده المحبوبة، غير أنه يتساءل في قلق الآن عن إمكانية فعل ذلك، ولا يشعر بالتفاؤل أبدًا، وكأن امكانية الحُلم في هذا البلد قد توقفت تمامًا حتى إشعار آخر.
فيديو قد يعجبك: