خطوة غير مسبوقة.. كيف حققت "سارة جمال" إنجازًا مصريًا في الأولمبياد؟
كتب- محمد مهدي:
لحظات مجيدة عاشتها الحَكَمَة المصرية سارة جمال، بينما تدلف إلى ملعب أومي أوربان الرياضي في طوكيو للمشاركة في تحكيم المباراة التي جمعت بين فريقي اليابان ورومانيا في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو، لتدخل التاريخ لكونها أول حكمة محجبة في العالم تشارك بالأولمبياد، وفي الوقت نفسه أول حكمة مصرية بكرة السلة تتواجد في الحدث الرياضي الكبير.
وعقب انتهاء الأولمبياد، التقى مصراوي بـ"سارة جمال" للكشف عن كواليس اختيارها للتحكيم في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو: كيف استقبلت الخبر السعيد.. وما هو سر تألقها في الملاعب.. ومتى بدأت في الاستعداد للتجربة.. وما هي أبرز المباريات التي خاضتها.. وما الخطوات التي قامت بها خلال البطولة...
كما تحدثت الحكم الدولية عن عشقها رياضة السلة، وعن مسيرتها كلاعبة ثم انطلاقها في عالم التحكيم، وعن أبرز البطولات التي شاركت فيها وعن خطوة مشاركتها بالحجاب في الأولمبياد، فضلا عن عملها البعيد عن السلة والتحكيم وكيف تلقت مساندة كبيرة من زملائها عند السفر إلى طوكيو، وما هي خطتها للفترة القادمة.
كانت سارة تعمل بجهد كبير في عالم تحكيم كرة السلة حتى وصل إلى مسامعها اختيارها ضمن 12 حكما على مستوى العالم لإدارة مباريات السلة الثلاثية التي تنضم للمرة الأولى للألعاب الأولمبية في دورة طوكيو "وجودي ضمن المجموعة الأولى في التاريخ شرف عظيم جدا، وأسعدني وإداني احساس بالمسؤولية" شعرت ابنة محافظة الإسكندرية بالفخر، وأرادت أن تحقق المجد لنفسها وبلادها بالتواجد المشرف في البطولة.
اختيار الحكم المصرية أثار الكثير من الجدل الصحي نظرا لاعتبارها أول حكم محجبة في تاريخ الأولمبياد بعد موافقة الاتحاد الدولي على ارتداء الحكام السيدات للحجاب "الاختيار كان بناء على المستوى الفني في البطولات السابقة، والحجاب لا يمثل أي اختلاف عن باقي زملائي، وهي خطوة مهمة بتفتح الطريق لكل الحكمات المحجبات اللي بيطمحوا للوصول إلى البطولات العالمية بدون قلق".
بعد الاحتفال بالخطوة العملاقة والذهاب إلى الأولمبياد انخرطت "سارة" على الفور في الاستعداد قبل السفر إلى اليابان من خلال التنسيق الكامل مع الاتحاد الدولي لكرة السلة "كان مجهز خطة إعداد كاملة سواء محاضرات فنية (أونلاين) أو تدريبات وقياسات بدنية" التزمت بها بصورة كاملة، لم ترغب في إفلات الفرصة، قادها الشغف نحو بذل أفضل ما لديها "والتزمنا بالإجراءات الاحترازية من قبل السفر واللي استمرت معانا أثناء البطولة".
بعد ساعات طويلة من الطيران وصلت "سارة" إلى اليابان "لحظة وصولنا كانت مميزة، كنا متشوقين لبدء البطولة وعدينا طبعا على إجراءات مشددة منها تطبيق على الموبايل لاختبارات كورونا وتفعيل بطاقة الهوية" وبعد الحصول على راحة قصيرة قامت الحكم المخضرمة بزيارة ملعب المباريات "للتعود على الأجواء ومعرفة أماكن الأجهزة وطاولة التسجيل ومقابلة المنظمين" كما انضمت إلى اجتماع لكافة الحكام والمشرفية لمناقشة مجريات البطولة وجدول المباريات.
بحماس شديد كانت "سارة" تنطلق إلى المباريات، تجربة تحمل الجديد في كل يوم، احتكاك قوي مع مدارس مختلفة في التحكيم "بالتأكيد المشاركة في حدث بقوة الأولمبياد أضاف لي خبرة كبيرة سواء فنيا أو النظام والالتزام والتحضيرات للبطولة أو تكوين صداقات كتيرة من ثقافات مختلفة" فيما تعتقد أن المباراة الأكثر سخونة التي شاركت في إدارتها هي "مباراة اليابان وأمريكا، لقوة المنتخب الأمريكي وإصرار الفريق الياباني، المباراة كانت بتتميز بالسرعة وانتهت لصالح الأمريكان بفارق نقطتين".
بينما تتواجد "سارة" في الحدث العالمي كانت الذكريات تنساب إلى عقلها حيث بدأت دراسة التحكيم الدولي في الإسكندرية، وهي ماتزال في سن الـ 15 عاما "نجحت فيها كحكم ميني باسكت ثم مريت بدرجة تالت ثم تانية ثم درجة أولى وهي أعلى مرحلة في المستوى المحلي" التحقت بعدها بالدراسة للشارة الدولية وحصلت عليها من دولة الصومال، ثم اجتياز اختبارات في كينيا للحصول على الشارة الدولية عام 2016 والمواظبة على تجديدها بعد مرور عامين.
قبل الأولمبياد كان لسارة نصيب وافر من المشاركة في محافل رياضية عديدة مثل كأس العالم للناشئات 2018 في بطولات السلة 5x5 أو نهائيات بطولة إفريقيا 2017 أو دورة الألعاب لدور الفرانكوفون، فضلا عن نهائيات بطولة إفريقيا للأندية مرتين، وفي بطولات السلة الثلاثيني "حكمت تصفيات كأس أوروبا 2021 وتصفيات دورة الألعاب الأولمبية في النمسا وبطولة كأس أفريقيا 3 مرات" وغيرها من البطولات.
ورغم تألقها اللافت في عالم التحكيم لكن سارة فضلت العمل بمجال دراستها "لأني اتخرجت من كلية هندسة جامعة الإسكندرية" لذلك واجهت تحدي كبير في المواظبة على عملها بجانب الاهتمام بالرياضة والحياة الشخصية "عيلتي وزمايلي ساعدوني في تنظيف وقتي والتنسيق بين كل الطرق اللي مشيت فيها" فيما تشير إلى الاحتفاء الذي حصلت عليه من زملائها في العمل وفرحتهم لها بمشاركته في الأولمبياد وتشجيعها طوال أيام البطولة.
لا يتوقف طموح "سارة" بعد الوصول إلى تلك المكانة المميزة وتحقيق إنجاز غير مسبوق في مجال التحكيم بالسلة المصرية، تتمنى التقدم في مجالها إلى أبعد نقطة ممكنة، وأن تحافظ على شغفها تجاه اللعبة طوال الوقت "طموحي الحفاظ على الخطوات اللي وصلت لها وأطور نفسي أكتر وأنقل الخبرات اللي اتعلمتها لزمايلي" فضلا عن المشاركة في بطولات عالمية جديدة.
تابع موضوعات الملف:
سنة أولى أولمبياد.. نجوم صنعوا التاريخ في طوكيو (ملف خاص)
معجزة تنس طاولة "هنا جودة": حلمي تحقيق ميدالية في "الأولمبياد" (حوار)
مدرب مصر للتايكوندو يروي كواليس المشاركة الأولى بالأولمبياد وحصد الميدالية (حوار)
"محمد وهدان" يكشف كواليس المشاركة التاريخية في أولمبياد طوكيو (حوار)
فيديو قد يعجبك: